ولد عبد العزيز أول معتقل يتعرض للتعذيب في كوانتانامو خلال عهد أوباما:شهادة من جحيم "كاونتانامو"
ئيس المبادرة أثناء المؤتمر الصحفي
|
كشف رئيس المبادرة الشعبية للدفاع عن الموريتانين المعتقلين في غوانتنامو حمود ولد النباغة خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس وسط العاصمة عن تجاوزات خطيرة ترتكب في حق أحمد ولد عبد العزيز المعتقل منذ 7 سنوات في سجن كوتنتانامو سيئ الصيت في شبه الجزيرة الكوبية.
ووزع ولد النباغة خلال المؤتمر الصحفي تصريحات منسوبة لولد عبد العزيز أدلى بها تحت طائلة اليمين، لمحاميه أحمد غبور الذي زاره بداية شهر فبراير الجاري، وعبر ولد النباغة في بداية حديثه عن خيبة أمله من هذه التجاوزات التي وقعت في عهد الرئيس الأمريكي الجديد أوباما الذي كان يمثل بالنسبة للكثيرين رمز التغيير والعدالة والحرية لمعتقلي غوانتاناموا الذين ظلموا لمدة سبع سنوات على يد إدارة بوش التي وصفها بالاستبدادية، واليوم يضيف ولد النباغة وبعد رحيل دونا لد رامسفيلد وجورج بوش هاهو أوبوما يؤكد بأن الحلم الأمريكي مازال بعيد المنال وأن العدالة التي كنا نتوقع لا وجود لها حيث مازال أبناؤنا يعاملون كحيوانات تجريبية للتعذيب الأمريكي.
وحمل ولد النباغة المسؤولية للحكومة الموريتانية التي لم تحرك ساكنا لاستعادة محمد ولد صلاحي وأحمد ولد عبد العزيز من معتقل اغوانتنامو في حين استعادت بريطانيا منذ يومين معتقلا لأنه فقط مر بها يوما وكان من ساكنتها، أما موريتانيا يضيف حمودي فلا تهتم بوضعية أبنائها الذين يسمون سوء العذاب بينما ساستها منشغلون في السياسة فلا ولد عبد العزيز يهتم بالموضوع ولا زعيم المعارضة يفكر فيه ولا رئيس الجمعية الوطنية ينتبه له ولا الرئيس المعزول ولا أي سياسي موريتاني يهتم لأمرهم, وطالب من الفرقاء السياسيين المدعوين في طرابلس لحل الأزمة السياسية أن يلفتوا قليلا إلى مأساة معتقلى غوانتنامو ويفكروا مليا في مستقبلهم باعتبار المسألة مسألة سيادة ومسألة إنسانية.
وكالة نواكشوط للانباء تنشر نص التصريحات المنسوبة لولد عبد العزيز دون تحريف وقد جاءت كما يلي:
مقدمة موجزة
عندما دخلت الغرفة للقاء أحمد عبد العزيز رأيته مشبوحا فوق ثلاثة مقاعد بطريقة مخزية.وكانت يده اليمنى متدلية من فوق حافة الطاولة بلا حراك،ذراعه اليسرى معلقة فوق الكرسي،وساقه اليسرى ممدودة فوق الكرسى. طبعا كانت ساقه الأخرى مقيدة بسلسلة مربوطة إلى الأرض. لكن وبالمقارنة مع الكبرياء الذي كان في عينيه،كان جسد عبد العزيز يوحى بأنه ميت-لقد كان مجرد جسد رخو.
كان يلبس ثيابا برتقالية اللون،وهذا كما عرفت من تجربتي على مر السنين إشارة إلى أن السجين لا يزال في طور "التهذيب" فوجدت نفسي أسأل أي نوع من "التهذيب" هذا الذي يمكن أن يجعل جسد السيد عبد العزيز مشبوحا أمامي بهذه الطريقة؟
وما يلى هو نقل حرفى للقصة التى رواها لى.من المحزن أن السيد عبد العزيز لم يكن قادرا على مسك القلم لفترة تمكنه من كتابة القصة بخط يده.
أحمد غبور، محامى لدى منظمة ريبريف اللندنية الخيرية،التى تترافع عن31 سجينا فى خليج غوانتانامو.
ويأتى الآن أحمد عبد العزيز،ويسرد علينا ما يلى:
1. يوم 8 يناير/ كانون الثانى،2009 فوجئت،وصدمت لسماع صوت مدو يقترب من ممر الردهة المفضية إلى كتلة زنزانتى في المعسكر الخامس، كان الصوت يقترب من زنزانتي التي كنت أعيش فيها في عزلة تامة لمدة تزيد عن 12 شهرا.
2. أدركت فورا،وكان ذلك من دواعي كدري،أن 6 جلادين سيئي السمعة يقتربون من باب زنزانتى.وكانوا معروفين رسميا باسم فريقERF ، الذى يقال إنه للوقوف على "قوة الرد في حالات الطوارئ"،ويعرف غير رسميا باسم "قوة التدخل السريع".
3. عضضت على نواجذي وهيأت نفسي عقليا وهم يقتحمون زنزانتى مثل موجة مد عارمة.
4. قبل أن أستطيع استعادة أفكاري ولملمة نفسي كان الضرب ينهال علي من كل الجوانب. تلقيته في صدري ومعدتي ووجهي.
5. طرحونى أرضا وثبتوني، وراحوا يرفسون في وجهي بأحذيتهم العسكرية الثقيلة.شدو شعري وركلوني على فخذي،وحاولوا اقتلاع عيني، مدو أيديهم لمسك خصيتي وعصرهما في قبضاتهم،وانهالوا علي بشتى أنواع الضرب على رأسي وخاصرتي وركبتي.
6- تلقيت لكمت عديدة على وجهي ومن الجهتين من قبل اثنين من الجنود على الأقل في الوقت نفسه وقد تركزت اللكمات على حنكي وبالنتيجة لم أعد أستطيع أن أعض على نواجذي حتى اليوم.
7- هناك انتهاكات "طبيعية" يتوقع المرء أن يتعرض لها هنا في خليج غوانتنامو أعرف هذا لأنني تعرضت مرارا وتكرارا لاعتداءات إي آر أف منذ أن جلبت بشكل غير قانوني إلى هذا المكان المظلم المأساوي 7 سنوات تقريبا. على أية حال ، في هذا اليوم، زارني فريق إي آر، إف ثلاث مرات: كانت أول "زيارتين" متلاصقتين تركتاني فاقد الوعي مطروحا على الأرض. أكدت الزيارة الثالثة بأن" المهمة أنجزت" قبل جري إلى المستشفى.
8- في ما يلي موجز عن الاعتداءات التي تعرضت لها في 8 يناير 2009.
9- بينما كنت مطروحا على الأرض قامو بلوي ساقي اليسرى وطويها إلي الوراء حتى لامس كعب ساقي قفا فخذي, شعرت بطقطقة عظامي بينما كانوا يضغطون ساقي ويلون ركبتي ويخلعونها, مازالت ركبتي متورمة ولا أستطيع المشي أو القرفصاء فوق المرحاض أو القيام بأي شيء يحتاج إلى طويها.
10- لاحقا أمسكوا إبهامي وراحوا يطوونه إلى الوراء والأمام مرارا وتكرارا حتى لامس ساعدي عدة مرات، لا يزال إبهام متورما ولا أستطيع مس أي من أصابعي به كما لا أستطيع أن أقبض يدي بقوة كافية لحمل أخف الأجسام (مثل نسيج أو قلم).
11- كانت هذه الممارسة إعادة لما تعرضت له عندما وصلت إلي خليج غوانتنامو وعندها فقدت كل إحساس في إبهامي ( نفس الإبهام) لـ 5 سنوات تقريبا. إن تكرار الممارسات هذه تقنع المرء أن ما يجرى هو سياسة تنفيذ أوامر وليست انحرافا أو إساءة استخدام سلطة.
12- وبعد ذلك لوي كاحلي الأيمن وخلع .
13- وبعدئذ لويت ذراعي اليمني إلى ما وراء ظهري بحيث لامس رسغي مؤخرة رأسي. وسمعت طقطقة جديدة عندما خلعوا لي كتفي. وكان هذا أشبه بآلة تعذيب" سترابادو"التي تعرضت لها عندما كنت في باغرام، حيث علقوني من رسغي اللذين ربطا وراء ظهري. لكن هذه كانت آلة – نسخة- غوانتنامو.
14- في هذه المرحلة ضرب رأسي على حافة السرير الإسمنتي في زنزانتي . وكان جسدي ممدا إلى الأرض، فجلس أحد أعضاء فريق ERF على رأسي، بينما جلس آخر على كتفي وظهري وراح يضغط عليها بكل ثقله، بينما تابع الآخرون ضربي، لدرجة أنني شعرت أن عنقي على وشك أن يضرب ، قلت لهم أنهم سيكسرون عنقي لكنهم لم يتوقفوا, وبدلا من ذلك قال أحد الحرس الجالس علي ( حرصا منه على رأسي) لآخر " اسحب البطانية فوق وجهه القبيح" وتابعو بعدئذ خنقي,صرخت عاليا " أريد أن أتنفس، لا أستطيع أن أتنفس" كنت أحاول أن أعرض ما يمكن أن يسمى جريمة أمام كاميرات التصوير في الغرفة وأنا واثق لو أن القاضي يرى هذه التسجيلات سيعرف الجرائم الممنهجة والمجازة التي تجري هنا بحق الإنسانية.
15- من المستحيل أن تصف الكلمات ما جرى لي ، جرت الأحداث كزوبعة بدا الأمر وكأن لدي مهمة وتعليمات ينفذونها بأكبر قدر من الضرر وبأسرع وقت ممكن وخلال وقت التعذيب كانوا يقولون : "توقف عن المقاومة" وكأن رئيسهم يقول "توقف عن ضرب عناصري" وهذا نوع من التسجيل كانوا يتعمدونه أمام الميكروفونات.
16- ليس فقط غير صحيح أنني كنت أقاوم بل إنه مستحيل كيف يمكن للمرء أن يقاوم عندما يكون هناك على الأقل 6 "جلادين" يلبسون زي جنود مكافحة الشغب ويزنون على الأقل 200-250 باوند يرفسونك يجلسون على رأسك وأكتافك وظهرك ، يضربونك، يرفسونك في خاصرتيك ويلون أطرافك كيف يقاوم المرء مثل هذا الكمية الغير متكافئة في القوة؟ هل هذا ممكن؟ شعرت أنني هوجمت من قبل رهط من الكلاب البرية الواحد بعد الآخر هل هذا ما كان يعنيه الرئيس أوباما عندما أعلن إغلاق هذا المكان القبيح؟ هل هذا ما يحدث عندما تطبق الولايات المتحدة اتفاقيات جنيف؟ وهل تقضي الخطة نقلنا من هنا بطريقة إنسانية أم في أكياس الجثث؟.
17- هذا ما حدث في الزيارة الأولى والثانية لفريق ألـ إي ار اف في 8 يناير / كانون الثاني 2009. أما بالنسبة إلى الزيارة الثالثة، فقد كنت أضرب وأنا مطروحا على الأرض لأكثر من ساعة، غير قادر على التحرك وبالكاد استطيع التنفس لقد تقيأت عدة مرات بسبب الضرب وتركت في بركة القيء والدم كنت لا أزال في تلك النقطة عندما رجعوا بنفس طريقة التهديد الخبيثة، وضربت ثانية في الزيارة الثالثة لقد ضربت حتى فقدت أخيرا الوعي الذي كنت أتعلق به.
18- عندما استيقظت كنت في وسط الغرفة ( وأضع هذه العبارة بين علامتي اقتباس لأنوه بالمؤامرة التي جرت ضدي بعد ذلك والتي كانت على أيدي فريق طبي).
19- يجب أن أوجز لأن زمن لقائي ينفد بسرعة وبينما كان جسدي معلقا، وأطرافا مخلوعة قيل لي أنه ليس في جسدي أية عظام مكسورة وأعادوني إلى زنزانتي.
20- حاليا يمنعوني عني العناية الطبية على الرغم من طلبي المتكرر لها يوميا حتى أنهم لا يسمحوا لي حتى أن يكون عندي آسبرين وفوق ذلك، لا يعطوني كرسي خاص للجلوس عليه عندما استعمل المرحاض بالنتيجة أنا أتبول في قنينة وأتغوط واقفا منذ شهرا تقريبا.
وقع هذا التصريح تحت طائلة عقوبة الحلف كذبا.
أحمد عبد العزيز
شاهد احمد غبور
تاريخ 04 فبراير / شباط 2009
تاريخ الإضافة: 25-02-2009 18:26:57 |
القراءة رقم : 818 |