كلمة ولد حننا في المؤتمر الصحفي لمنسقية المعارضة
نظمت منسقية المعارضة الديمقراطية مساء امس نقطة صحفية استعرض في
بدايتها الرئيس الدوري للمنسقية صالح ولد حننا بعض النقاط و جاءت كلمة ولد حننا على النحو التالي:
بادئ ذي بدأ اسمحولي أن أرحب بكم وبالحضور من صحفيين وناشطين سياسيين
شاكرين لهم دورهم في إنارة الرأي العام الوطني والجهد الكبير الذي طالما
بذلوه في ذلك الاتجاه.
بداية أؤكد أن هذه المؤتمر الصحفي ليس راد على المسرحية رديئة الإخراج
التي مثلها رئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز وإنما هو إسهام منسقية
المعارضة الديمقراطية في إنارة الرأي العام الوطني وتوضيح ما يمكن توضيحه
من مسائل كثيرة وأكاذيب أكثر وردت في هذه المسرحية، لكن قبل ذلك هناك
ملاحظات لا بد من الإشارة إليها الملاحظة الأولى هي أن أحد القياديين في
المنسقية اعتبر أن الأداء الذي ميز مسرحية محمد ولد عبد العزيز ليلة أمس
يكفي ردا عليه تجاهله لأنه فعلا لا يسحق التناول لا بالتقييم ولا
بالتحليل ولا بالرد لكن هنا وكما ذكرت فإننا لا نرد على تلك المسرحية
وإنما نحاول أن ننير الرأي العام وأن نوضح له مجموعة من الحقائق لا بد من
توضيحها، الملاحظة الثانية أن إصرار محمد ولد عبد العزيز على تمثيل هذه
المسرحية للمرة الثالثة على التوالي يؤكد اعتزاز الرجل بانقلابه في
السادس من أغسطس وحرصه على أن تكون هذه الذكرى حدثا متميزا في الحياة
السياسية الموريتانية. لكن بالتأكيد هذا الحدث سينمحي قديما من ذاكرة
الموريتانيين بانتهاء ورحيل نظام محمد ولد عبد العزيز، الملاحظة الثالثة
هي أن محمد ولد عبد العزيز حاول في مستهل هذا اللقاء أن يغرق للمواطن
الموريتاني بفيض من الأرقام والجداول وكأنه بذلك يحاول أن يتجاهل الحقيقة
المرة وهي تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي يعيشها
البلد أعدكم أن المنسقية ستعمل مستقبلا على إقامة ندوة سياسية تتناول
فيها هذه الارقام بشكل تحليلي و منهجي ومدروس.
لكننا في عجالة نقول إن هذه الأرقام للأسف لا تعدوا كونها مغالطة كبيرة
واستهتارا بعقول الشعب الموريتاني فعندما يتحدث أن موريتانيا تنتج مثلا
كمية من الطاقة الكهربائية تتجاوز مثلا 200 ميغاوات ونحن في العاصمة
نواكشوط نعيش تناوب الأحياء للحصول على الكهرباء، وفي مدن الداخل يتواصل
انقطاع الكهرباء لمدة ثلاثة أيام كما هو حاصل في انواذيبو وكيفة ولعيون،
حقيقة أننا نتسهتر بعقول هذا الشعب، عندما أيضا نتحدث عن أن التحصيل
الضريبي تطور في السنة الحالية من 54 مليار إلى حوالي 94 مليار فنحن أيضا
ننجح في أننا تثقل كاهل المواطن العادي الذي تطحنه مشاكله اليومية في
سلسة من الضرائب لا حصر لها لنجعل منها حصيلة في خزينة الدولة فمن أين
جاءت هذه الضرائب؟ وهل هذه الضرائب جاءت نتيجة تطور مؤسسات اقتصادية
كبرى؟ أم هي جاءت بعد أن تضاعفت الضريبة على استمارة السيارة وعلى
الضريبة على تأمين السيارة وعلى المواطن البسيط؟ وآخرها ما قامت به سلطة
تنظيم النقل دون أي حق، من تكديس الضرائب المجحفة في حق المواطنين
بالتأكيد لن نتوقف كثيرا عند هذه الأرقام التي سنتعرض لها في ندوة خاصة.
هناك الأزمة السياسية فلا يخفى على عاقل أن هناك أزمة سياسية خانقة وهناك
احتقان بدأ ينذر بخطر محدق، ولد عبد العزيز تجاهل كل ذلك ،بل أنه يلوح
بتنظيم انتخابات خلال فترة وجيزة والتعداد السكاني لم يتجاوز ربع سكان
البلد بالإضافة إلى المؤسسات الدستورية التي هي بين من انتهت مؤموريتها
مثل الجمعية الوطنية وبين تلك التي يوظفها النظام توظيفا سياسيا يفقدها
كل استقلاليتها كما هو حاصل مع مؤسسة القضاء.
الوضع الاجتماعي هو الآخر لا يخفى على عاقل ما تعيشه البلاد من بطالة من
ارتفاع للأسعار جنوني ويكفي فقط أن نذكر سعر المحروقات خلال سنتين ارتفع
بما نسبته خمسين في المائة، وهذا ما سينعكس على كل المواد الأخرى. تحدث
عن قطاع الصحة وتحدث عن رقم من الأسرة وكأنه بذلك يحاول أن يوهم هذا
الشعب المسكين بأنه أنجز مؤسسات صحية كبيرة، ولا يخفى عليكم جميعا أن
المؤسستين الوحيدتين التي تم إنجازهما في المرحلة الأخيرة هما ما يسمى
بمستشفى الصداقة وهو إنجاز صيني بامتياز لم تتكلف فيه الدولة الموريتانية
أوقية واحدة يدخل في مشروع صيني على مستوى 25 دولة إفريقية وقد بدأ منذ
2003،
المنشئة الصحية الأخرى هي مؤسسة الأمومة والطفولة وهي بناية كانت قائمة
كانت مهيأة لإقامة الوزير الأول وكانت مؤثثة بما قيمته 400 مليون أوقية
هذا الأثاث أخرج ولا يعرف أحد إلى أية جهة قد ذهب، وقد أنفق بعد ذلك نفس
المبلغ في تجهيز المبنى ليكون ملائما لوضعه الجديد، الوضعية للمؤسسات
الصحية الأخر معروفة وبالتالي أعتقد أن المغالطة هنا مكشفة ويعشها كل
مواطن يتردد على أية منشأة صحية سواء في نواكشوط أو في الداخل، ولعل ألئك
الذين يتوفون يوميا دون أن تتوفر لديهم فرصة الإخلاء خارج البلد للعلاج،
هم دليل آخر ضعف الجانب الصحي
طبعا تحدث عن الوحدة الوطنية وكأن الإرث الإنسان قد تمت تصفيته مع العلم
أن الضحايا مازالوا موجودين يطالبون بحقوقهم ويتظاهرون من أجل ذلك
تحدث عن الرق باستهتار وكأن هذه الظاهرة الخطيرة التي تهز كيان المجتمع
ملهاة عند الرجل فهو يقول إن من أردا أن يستمر عبدا فليستمر عبدا ولم
يتحدث عن أي إجراء خلال فترة مأموريته حقيقي يمس حقيقة الظاهرة بالمعاجلة
الموضوعية سواء عبر الجانب الاجتماعي أو الاقتصادي، تحدث الرجل عن إنجازه
في الأمن ولا يخفى على عاقل أنه كان يتحدث عن محاربة الإرهاب وأرسل جنودا
وضباطا استشهدوا هناك في دولة مجاورة، وتطور الموقف من عصابات في الصحراء
إلى دولة ذات حدود مترامية الأطراف.
ختاما لا يفوتني أن أقول إن الرجل تحدث عن القمع نافيا أن يكون هناك أي
قمع وكأن تلك الأرواح التي سقطت على أيدي النظام ليست أرواح آدمين تحدث
عن الشهيد مانغا في مقامة بكل استهتار وكأن الأمر في غاية البساطة وتحدث
عن القمع وكأنه لم يحصل في هذا البلد، وتحدث عن القانون في هذا الإطار
وهنا كمثال إنذار بإضراب قدمه عمال في أكجوجت مودع لدى السلطات المعنية
ومع ذلك تم قمع هؤلاء العمال وسقط منهم محمد ولد المشظوفي شهيد من ضمنهم
حقيقة أننا أمام منعطف خطير في التاريخ السياسي لهذا البلد حيث أنه عندما
يمتهن الساسة وخاصة أولئك الذين يتحملون مسؤولية رسميا حينما يمتهنون
مسؤولية الكذب ومغالطة شعوبهم فالحقيقة نحن ننتج نظاما غريبا على قيم
وأخلاق المجتمع الموريتاني.
أشكركم.
 |
تاريخ الإضافة: 07-08-2012 16:18:57 |
القراءة رقم : 296 |