رئيس المجلس الأعلى: "من يتشدقون اليوم بالدفاع عن الديمقراطية هم المسئولون عن مأساة أحياء الانتظار حين كانوا ولاة وحكاما في العاصمة"
الجنرال محمد ولد عبد العزيز أثناء حديثه في حي
|
قال رئيس المجلس الأعلى للدولة الجنرال محمد ولد عبد العزيز إن الوضعية المزرية التي تعيشها أحياء الانتظار في نواكشوط تقع مسؤوليتها على عواتق "من يتشدقون اليوم بالدفاع عن الديمقراطية، وذلك حين كانوا ولاة وحكاما في نواكشوط" ويسعون اليوم لفرض عقوبات على بلدهم ـ حسب قوله ـ، مؤكدا أن الدولة عانت على مدى الأربعين سنة الماضية من نهب منظم وسوء تسيير مرده الإدارة والدولة نفسها.
وأضاف ولد عبد العزيز الذي كان يتحدث عن أمام سكان حي "كبة المربط" بالميناء بعد ظهر اليوم، إن انتشار ظاهرة الإجرام والانحراف في شباب أحياء الانتظار بالميناء، مرده إلى انتشار الفقر والبؤس الذين تتحمل الدولة ولإدارة مسؤوليتهما، وقال إن المشكلة الكبرى التي تعاني منها الدولة هي الفساد وسوء التسيير، مما أوجد أقلية من الشعب غنية، وأكثرية مغلوبة على أمرها.
وأضاف رئيس المجلس الأعلى "هناك من سيقولون لكم اليوم إن العسكريين يريدون الاستيلاء على السلطة والبقاء فيها، وهذا غير صحيح، فالسلطة كانت بيدنا ونحن من سلمها، لكن مع الأسف كان البلد يواجه سوء التسيير وتسيب غير مسبوقين، وأنا موجود في نواكشوط منذ سنة 1984، وأعرف أوضاع العاصمة جيدا وأعرف مشاكلها، وأعرف المسؤولين عن تلك المشاكل، واليوم من يسعون في الخارج لتجويع هذا الشعب ومحاصرة البلاد، بحجة الدفاع عن الديمقراطية هم المسئولون عن مأساة سكان هذه العاصمة، أيام كانوا ولاة وحكاما فيها بل وزراء، فهم من استولى على القطع الأرضية حين كانت توزع، ومنحوها لأصدقائهم ومعارفهم، وهم من يستولون على كل الخيرات التي تقدم للشعب، وباختصار فهم من أوصلكم إلى هذه الوضعية"، في إشارة إلى بعض قادة الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية.
وتساءل ولد عبد العزيز عن مصير مئات المليارات التي قال إنها كانت مخصصة لتمويل مشاريع يفترض أن تدر على المواطن بالنفع، لكنها تعرضت للنهب وسوء التسيير على يد المسؤولين في الدولة، ودعا ولد عبد العزيز السكان إلى عدم القبول بالخضوع لابتزاز المسؤولين وفسادهم، وقال "يجب أن لا تسمحوا للحكام أو الولاة وحتى الوزراء بل الرئيس، بأن يتلاعبوا بكم وبحقوقكم، وأن ترفضوا البقاء مرهونين بالأكاذيب والتراهات التي عودوكم عليها منذ أربعين سنة"، وأضاف "سنسعى لتغيير هذه الأوضاع خلال الفترة التي سنبقى معكم، ولدينا الإمكانيات اللازمة لتغيير الواقع"، ودعا البرلمانيين إلى القيام بدورهم الذي انتخبوا من أجله وهو مراقبة الحكومة والدفاع عن مصالح المواطنين، كما دعا السكان على عدم انتخاب أي نائب يسعى للدفاع عن الدولة أو الرئيس، بدلا من الدفاع عن مصالح المواطنين".
كما أعلن أن السلطات ستفتتح مراكز للتكوين المهني، مضيفا أنها "لن تكون كالمراكز التي تعودتم والتي لا مردودية لها"، وذلك بغية استيعاب الشاب الذي لم يوفق في متابعة الدراسة، والذي أكد أنه يشكل اليوم وقود ظاهر الانحراف والإجرام في العاصمة.
تاريخ الإضافة: 11-10-2008 18:22:25 |
القراءة رقم : 1686 |