ويكيليكس: إسبانيا دعمت انقلاب ولد عبد العزيز لأن الأمن أهم من الديمقراطية
مسار طائرة التجسس الأمريكية
|
خاص (ونا)ـ مدريد
سيدي محمد طلبه
نشرت صحيفة إلباييس EL PAIS الواسعة الانتشار اليوم الثلاثاء وثائق دبلوماسية أمريكية سرية سربها موقع ويكيليكس ورد فيها أن الدبلوماسيين الإسبان عملوا جاهدين لاقناع الولايات المتحدة بالتخلى عن معارضتها القوية للانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله مشددين أن الأمن في المنطقة أهم بكثير من الديموقراطية.
وأكدت الوثائق أن العديد من الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الإسبانية دأبوا على التأكيد في لقاءاتهم مع المسؤولين الأمريكيين على ضرورة تغليب استتباب الأمن في موريتانيا على إرساء الديموقراطية فيها، مشيرين في هذا الصدد إلى أن إسبانيا تنظر بقلق شديد إلى احتمال وجود دولة فاشلة لا تفصلها عن جزر الكناري الإسبانية أكثر من 300 كلم. وبخصوص مطالبة الإدارة الأمريكية بالافراج عن الرئيس المعزول وعودته إلى السلطة، أبدت الدبلوماسية الإسبانية دعمها لإخلاء سبيله إلا أنها رفضت احتمال عودته إلى كرسي الرئاسة رغم أن الإطاحة بولد الشيخ عبد الله جاءت قبل أقل من أسبوع من عودته من زيارة رسمية إلى إسبانيا.
وكانت وزارة الداخلية الإسبانية تشاطر الموقف نفسه مع الخارجية. ونقلت هذه الوثائق عن مدير ديوان ألفريدو بريث روبالكابا، النائب الأول الحالي لرئيس الوزراء الإسباني وزير الداخلية، قوله في اجتماع مع مسؤولين أمريكيين أن أكثر ما يهم إسبانيا هو وجود سلطة في موريتانيا قادرة على لجم الهجرة السرية القادمة إلى إسبانيا عبر هذا البلد وليس الديموقراطية فيه.
والمفارقة هنا أن النائب الأول لرئيس الوزراء الإسباني وزير الداخلية، ألفريدو بريث روبالكابا، كان هو الذي رافق ولد الشيخ عبد الله في زيارته إلى معرض سرقسطة الدولي حول المياه بصفته وزيرا للداخلية وممثلا للحكومة الإسبانية.
وفي إطار متصل أكدت هذه الوثائق أن طائرة تجسس أمريكية من طراز EP-3 ترابط في قاعدة روتا الإسبانية الجوية (قرب مدينة إشبيلية الجنوبية) تراقب عن كثب تحركات عناصر القاعدة بالمغرب الإسلامي عبر طلعات جوية تقوم بها في أجواء كل من موريتانيا ومالي عبر المجال الجوي الجزائري. وتوضح هذه الوثائق أن الجزائر اشترطت قبل منح الترخيص لعبور المجال الجوي الجزائري عدم تشغيل معدات التجسس الموجودة على متن الطائرة في الفضاء الجزائري. ورغم ذلك يقول الصحفي الذي اورد الخبر أن الجزائر تفتقر للمعدات التكنولوجية الضرورية للتحقق من أن هذه الطائرة لا تقوم بالتصوير لدى عبورها الأجواء الجزائرية في طريقها إلى شمال شرق موريتانيا وشمال مالي. وتكلف كل رحلة من رحلات هذه الطائرة 50 ألف دولار أمريكي.
 |
Date publication : 07-12-2010 20:29:33 |
Lecture N°: 1921 |