قصة "المرض الغامض" في أوجفت.. أرقام متضاربة وتصريحات متباينة
من اليمين: عمدة أوجفت محمد المختار ولد احمين أعمر، والمدير الجهوي للصحة الناجي ولد المنير
|
ونا (أطار) ـ سيدي محمد ولد بلعمش
تشهد ولاية آدرار و مقاطعة أوجفت على وجه الخصوص وضعا صحيا استثنائيا لم تشهده منذ سنوات تسبب في جدل كبير بين المسؤولين الصحيين وبعض المسؤولين المحليين.
ويصف بعض سكان مقاطعة أوجفت الحالة بالمتردية، ويؤكدون وجود "حمى قاتلة" انتشرت بين السكان، ويصفون الجهود الصحية "بالمتواضعة والضعيفة"، فيما يسارع مسؤولون صحيون في الولاية إلى التقليل من حجم ما يشاع، وينفي المدير الجهوي للعمل الصحي بولاية آدرار الدكتور الناجي ولد المنير صحة المعلومات التي صرح بها عمدة مدينة أوجفت عن وفاة تسعة أشخاص حتى الآن بسبب مرض غامض يجتاح أنحاء متفرقة من المقاطعة، ويقول ولد المنير إن الضحايا لا يتجاوز عددهم أربعة أشخاص فقط، وقد قضوا بسبب حمى الملاريا.
وقد أوفدت الجهات الصحية بالولاية، بعثتين إحداهما في اتجاه بلدات "أم اشناد" و"الموسع" و"بوعبون" التابعة لبلدية "انتركينت" بمقاطعة أوجفت كما أرسلت البعثة الثانية إلى قرية "تنمرورت" التابعة لبلدية "المداح" ومن المقرر أن يتوجه والي آدرار و بعض كبار المسؤولين في الولاية بما فيهم المدير الجهوي للصحة رفقة فريق صحي يوم غد الخميس إلى المناطق التي توفي فيها أشخاص بسبب المرض المذكور، وذلك لتقييم الوضع وتقديم العون، وربما اعترافا من السلطات بوجود وضعية استثنائية.
العمدة: الضحايا تسعة ومعرفون بالأسماء
ويقول عمدة أوجفت محمد المختار ولد احمين إن تسعة أشخاص قد قضوا نحبهم في بلدات "أم اشناد" و"الموسع" و"بوعبون" و "المالح" و"تنمرورت"، وقد كشف العمدة عن قائمة بأسماء سبعة من ضحايا ما يوصف "بالمرض الغامض"، وهم : السالمة بنت امحيحم، وأحمد ولد حامدينو ولد أهرن، و الطالب اخيار ولد اديه، وهؤلاء الثلاثة توفوا في قرية تنمرورت التي تبعد 70 كلم جنوب غرب مدينة أوجفت ، كما توفي في قرية "المالح" كل من: سيدي احمد ولد امد ولد اتيرجه، ومحمد السالك ولد المحمود ولد ابيب وهذا الأخير يقول العمدة إن قصة وفاته كانت مؤلمة وفظيعة، حيث توفي أثناء نقله إلى مدينة أطار بعدما وصل إلى مستوصف أوجفت الذي كان مغلقا، وقد توفي في السيارة التي كانت تنقله إلى مدينة أطار، أما أول ضحايا "المرض الغامض" يقول العمدة فهي الطشة بنت أعمر مولود التي توفيت في قرية "أم أشناد" والشاب "ولد اعليوت" الذي قضى نحبه في قرية "بوعبون".
ويضيف العمدة إن الوضع الصحي في المقاطعة مقلق ومتفاقم و أن أغلب النقاط الصحية متعطلة لسبب أو لآخر، وقد أصبح المواطنون من القرى التابعة لبلدية المداح يتوجهون بمرضاهم إلى مدينة أكجوجت بحثا عن العلاج، وتحدث العمدة عن ثماني حالات لمرضى نقلوا إلى مدينة أكجوجت من قرى "اكرارت لفرص"، أما في مستوصف مدينة أوجفت فيقول العمدة إنه لا يوجد طبيب رئيس منذ سنتين، بل هناك ممرض واحد يعالج الجميع، والطاقة الاستيعابية للمستوصف هي سرير واحد، وهناك أسرة أخرى منزلية تبرع بها مواطنون، كما لا توجد سيارة إسعاف، ويضيف ولد احمين أعمر "أما سكان الأرياف فحدث ولا حرج فلا توجد مستشفيات ولا أدوية ولاوعي، وهناك كل شيء يدعو للمرض حيث الغذاء والمسكن لا يتوفر على أبسط المعايير الصحية"، وأضاف أن حالات سوء التغذية تنتشر بين الأطفال، ولا يستبعد حدوث مجاعة بفعل الوضع الراهن، رغم أن هطول الأمطار بشكل كبير هذا العام يمكن أن يخفف من وطأة الأزمة.
المدير الجهوي للصحة : الضحايا أربعة فقط والملاريا هي السبب
المدير الجهوي للعمل الصحي بولاية آدرار الدكتور الناجي ولد المنير قال في اتصال هاتفي مع وكالة نواكشوط للأنباء إن عدد الضحايا هم أربعة فقط، اثنان في قرية "تنمرورت" وواحدة في قرية "أم اشناد" و واحدة في قرية "بوعبون"، و قال إن الأمر يتعلق بحمى الملاريا حيث يكتسح الباعوض هذا العام تلك المناطق جراء تهاطل الأمطار، كما أضاف أن قلة الوعي يفاقم الموقف حيث يعمد المواطنون إلى شرب مياه البرك المفتوحة و الملوثة وهو ما يؤدي إلى انتشار الأمراض وتفاقم الوضع الصحي، وأضاف أن إدارته بادرت إلى إرسال بعثتين إحداهما لبلدية انتركت ( قرى أم أشناد ـ الموسع ـ بوعبون ) وأخرى إلي قرية تنمرورت وقد عالجت ـ يقول المدير الجهوي للصحة ـ عشرات المواطنين ووزعت الأدوية بالمجان، و حول سؤال عن حقيقة الوجو الصحي في المقاطعة، قال المدير الجهوي للصحة، إنه بالإضافة إلى ستوصف أوجفت،تعمل سبع نقاط صحية هي نقاط "تونكاد" و"تيربان" و"المعدن" و"امحيرث" و"اكشض" و"تيمنيت" و"لكليتات"، فيما يقول إن نقاط "انتركت" و "اكرارت لفرص" متعطلتان.
وحسب معلومات مؤكدة فإن النقاط الصحية يبلغ 12 نقطة صحية، لا تعمل منها إلا سبعة هي التي تحدث عنها المدير الجهوي للصحة.
للحيوانات نصيب من الموت
و بحسب مصادر مطلعة فإن عشرات من رؤوس الإبل نفقت أيضا في بداية الشهر الجاري و نهاية الشهر الماضي، في مناطق متفرقة من الولاية، وقال عمدة بلدية "العين الصفرة" التابعة لمقاطعة شنقيط ، إدوم ولد العالم في تصريح لوكالة نواكشوط للأنباء إن حوالي ثلاثين من رؤوس الإبل نفقت في بلديته منذ حوالي شهر في ظروف غامضة، وأضاف إن معاينة البيطريين أفادت بأن ذلك ناجم عن مرض معروف يكثر في سنوات الخصب، حيث تنبت الأرض أعشابا ضارة ، كما نفق عدد من رؤوس الإبل في بلدة آمكجار قرب مدينة أطار، وربطت حادثة نفوق الإبل هناك بوفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة، هم: كورية و النجاة ومحمد أبناء التيهيه، وقد رفضت السلطات الصحية في الولاية حينها أن يكون لوفاتهم علاقة بنفوق رؤوس الماشية في بلدتهم.
و في مقاطعة أوجفت تضررت الماشية و نفق عدد من رؤوسها في نفس الآونة، ويقول عمدة المدينة محمد المختار ولد احمين أعمر إن مرضا معروفا يصيب الإبل يطلق عليه محليا "مص" وأعراضه هزال شديد وامتناع عن الأكل، كان سببا في نفوق عدد من المواشي.
 |
تاريخ الإضافة: 17-11-2010 19:24:17 |
القراءة رقم : 1892 |