وحدة التدخل الخاصة رقم 2 : تأمين "الحنك".. المهمة الصعبة
تابع المشاركون في "مهمة الشمال" مناورات عسكرية نظمتها وحدة التدخل الخاصة رقم 2 قرب لمغيطي شمال البلاد، أثبتت بما لا يترك مجالا للشك جاهزيتها وقدرتها على السيطرة على الوضع الأمني في منطقة تحركها .
وكانت المناورات في يومها الأول قريبة من الواقع، حيث افترضوا وجود عدو، مستعرضين المهارات والقدرة العالية التي يتمتعون بها في كيفية الاحتكاك به ومعرفة قدراته ومن ثم التغطية على الانسحاب، وتأمينه.
القبر المجهول
زارت القافلة مباشرة بعد المناورة مقبرة تم اكتشافها قبل شهرين على بعد 21 كلم جنوب شرق حامية "لمغيطي" العسكرية يعتقد أنها تعود لآلاف السنين وقد بنيت بشكل يختلف عن المقابر الإسلامية، حيث تتوزع القبور حول قبر كبير تم بناؤه بشكل هرمي متقن، وقال أحد الضباط إنه سبق أن اشتبه في قبر مماثل في المنطقة الواقعة على الحدود الموريتانية المالية، حيث أمر الجنود بنبشه مخافة أن يكون مخبأ يستخدمه المقاتلون السلفيون أو المهربون، وبعد فتحه وجدوا فيه لحدا معدا بطرقة فنية خاصة، و بداخله عظام آدمية، وعند لمسها كانت تفتت ،حيث كانت هشة للغاية مما يدل على أقدميتها، إذ تعتبر أعمار العظام طويلة للغاية حيث تعيش آلاف السنيين.
ومع أن المقبرة تم اكتشافها من قبل وحدة التدخل الخاص رقم 2 رسميا قبل شهرين فقط من الآن ، إلى أن الباحث الفرنسي "تيودورمونو" قد تحدث عنها سابقا مؤكدا أنها تعود إلي فترة ما قبل دخول الإسلام إلى المنطقة.
ويكمن أن تسلط دراسة هذه المقبرة الضوء على فترة مجهولة من تاريخ المنطقة والبلاد بوجه عام خلال فترات سابقة.
مهمة استطلاعية إلى "تمب السايس"
رافق المشاركون في مهمة الشمال في ثاني أيامها في لمغيطي فرقة التدخل الخاصة رقم 2 في إحدى مهامها الاستطلاعية الروتنية سارت الرحلة التي لم تقف على أثر لصيدها المتمثل في المسلحين السلفيين والمهربين باتجاه بئر "تمب السايس" الذي يبعد60 كلم غرب لمغيطي، حيث شاهدنا من بعيد عريشين مبنيين من حشائش "اصبط" المعروفة، وأمامهما سيارتان من نوع "لاندرو فير" وعدة براميل، ظن الصحفيون بداية أن الجيش يشتبه في المكان، وبدءوا بتجهيز الكامرات بغية اصطياد صور خاصة، قبل أن يتضح أن الجيش يعرف المكان، وله صلة بالأسرتين الصحراويتين اللتين تقيمان هناك منذ 1985 حسب ما أكد مولاي ولد صالح والد إحدى الأسرتين، مضيفا أنهما تستجلبان كل ما تحتاجانه من مؤن ووقود وغيرها من المخيمات الصحراوية .
مناورات تثبت جاهزية وحدة التدخل الخاص رقم 2 لتأمين المنطقة
اختتمت نشاطات مهمة الشمال بمناورة عسكرية ثانية أظهرت فيها وحدة التدخل الخاصة رقم2 جاهزيتها لتدمير أي عدو محتمل في المنطقة، مستخدمة الذخيرة الحية والقذائف بشكل مكثف لتدمير نقاط لوجستية مفترضة.
قائد هذا التجمع أكد للصحفيين إن المنطقة كانت معبرا لمن أسماهم بالإرهابيين والمهربين قبل يتدخل التجمع، مشيرا إلي أنها اليوم تعد آمنة من خطر الصنفين الذين تربطهما علاقة وطيدة ببعضهما البعض على حد تعبيره.
تعتبر وحدة التدخل الخاصة رقم2 وحدة مقاتلة محمولة على سيارات عابرة للصحراء، تعمل على تأمين منطقة:" الحنك"كما تطلع بمهام أخرى في مساعدة البدو الرحل-إن وجودوا -على ظروف الحياة الصعبة، وكذا شح المياه.
ومهما تكن أهمية الجهود التي يبذلها الجيش الموريتاني حاليا في تلك المناطق النائية، فإن وضعها تحت السيطرة الكاملة يمر حتما ـ حسب الخبراء ـ عبر إنشاء وحدة جوية تقوم بطلعات يومية لمراقبة مجالات شاسعة، نائية ووعرة تصعب السيطرة عليها عن طريق الوحدات المنقولة برا.
قبر من نوع أخر..
في طريق عودتنا من لمغيطي وعلى بعد 111 كلم مررنا بمنطقة "وديان الخروب" التي ارتبط اسمها بمقاومة الاستعمار والذود عن حمى الوطن، هناك يرقد الشهيد الأمير سيد احمد ولد احمد عيده الذي استشهد في معركة مع الفرنسيين هناك يوم 22 -03-1932،مع 8 من رفاقه المقاومين وهم:
سيد احمد ولد الشيخ ولد عثمان
البشير ولد احمد لفظل
احمد ولد لكرع
حمينه ولد اسويدي
بوبالي ولد اعبيد
احمد ولد لمغنبج
ودو ولد ازيعر
لحبيب ولد الفاللي
وقد دفنوا جميعا في نفس المكان.
في المقبرة أقيم نصبت يحمل لوحة بها صورة الأمير ومختارات من أدبه ومراثيه.
ولد الامير1890 وأمضى طفولته مغتربا بمدينة "اسمارة"وفي سنة 1904 حكم إدرار كأمير مطلق السلطة لفترة استمرت خمس سنوات ،حيث بدأ الكفاح المسلح ضد المستعمر الفرنسي 1909 ،وفي هذه الفترة خاض معارك:البيظ،امقطير،ووديان الخروب التي استشهد فيها عن عمر يناهز 42 عاما، وهو عمر وصفه احد الضباط بالعريض، حيث حقق فيه رغم قصره الكثير.
نيازك فضلت الارتماء في احضان الصحراء
على بعد 335 كلم جنوب شرق ازويرات زرنا نيزك "اتميمشات قلمان" الذي ينغرس في تلك الصحراء النائية منذ آلاف السنين مخلفا حفرة عميقة وغائرة.
وهو واحد من خمسة نيازك سقطت في موريتانيا قديما ،لعل أبرزها "قلب الريشات" الذي تمكن مشاهدته من الفضاء الخارجي، وقد وصفه لجيولوجيون بقلب افريقيا.
هوامش في الرحلة
- شاهدنا العديد من أثار السيارات في المنطقة على بعد200كلم من ازويرات وكانت تقل كلما اقتربنا من لمغيطي.
-تسمية بئر لمغيطي بهذا الاسم جاءت نتيجة وضع غطاء عليه خوفا من طمر الأتربة له بفعل الرياح التي تهب بشكل شبه مستمر في تلك المنطقة.
- أحد الجنود الناجين من عملية لمغيطي يوجد الآن ضمن العاملين به ويصر على مواصلة العمل هناك تضامنا مع أرواح زملائه ـ حسب قوله ـ
-الإذاعة الصحراوية هي الإذاعة الوحيدة التي يمكن التقاطها بسهولة في تلك المنطقة.
- في الطريق مررنا بمقبرة صغيرة دفنت فيها أسرة بجميع أفرادها بعد موتها عطشا في بداية التسعينات
موفدنا إلى ـ لمغيطي امربيه ولد الديد
تاريخ الإضافة: 2010-06-27 18:26:56 |
القراءة رقم : 5227 |