انخفاض أسعار بعض المواد الغذائية في السوق:بعض المواطنين يعبر عن ارتياحه.. و يطالب بالمزيد؟
عرفت أسعار المواد الغذائية في موريتانيا ارتفاعا صاروخيا خلال الفترة الماضية وقد شكل هذا الارتفاع أزمة كبيرة بالنسبة للمواطنين الذين يعانون من انتشار البطالة وتدني الدخل اليومي للفرد.
وقد عبر أغلبهم عن استيائه من الوضع السيئ الذي يسببه ارتفاع الأسعار وتواصل الغلاء حيث أصبح المواطن لا يحتمل ما تصل إليه أسعار المواد الغذائية التي تمثل للجميع حاجة ضرورية لا غني عنها في الحياة.
وعلي الرغم من أن الحكومات الموريتانية التي تعاقبت علي كرسي الوزارة في الأيام الماضية عدة مرات كانت تعد المواطن بحل شامل لمشكلة الغلاء فان بعض المواد الغذائية مازال يواصل ارتفاعه الجنوني مشكلا بذلك للمواطنين حالة من الصدمة واليأس من إمكانية استطاعة أي حكومة تطمح إلي فك لغز صعود الأسعار و التمكن من حل ملائم لها في مصلحة المواطنين.
وفي نهاية الأسبوع المنصرم انتشر في الشارع الموريتاني خبرا مفاده أن أسعار بعض المواد الغذائية بدأ في التراجع، لكن الكثير من المواطنين بقي على غير علم بصحة الخبر، الذي تعاطاه الشارع الموريتاني بقوة نظرا لما يعنيه انخفاض أسعار المواد الغذائية للمواطنين الذين كانوا قد أعلنوا أكثر من مرة عن استيائهم من الارتفاع الصاروخي الذي تشهده المواد الغذائية في موريتانيا منذ حوالي سنة على الأقل.
أخبار نواكشوط تجولت في السوق من أجل الوقوف على حقيقة ما إذا كانت أسعار المواد الغذائية قد شهدت انخفاضا بالفعل أم أن الأمر لا يتعدى سوى شائعة، وبتجولنا في بعض دكاكين العاصمة نواكشوط وجدنا أن أسعار بعض المواد الغذائية الضرورية للمواطن قد شهدت انخفاضا في الأسعار وإن كان بعض أصحاب الدكاكين يقول إن الانخفاض النهائي الذي سوف تشهده أسعار المواد الغذائية ما يزال قيد الدراسة، فقد سجلنا انخفاضا للأنواع التالية من المواد الغذائية:
مادة: الزيت 20 لتر/ السعر الأسبوع الماضي/ 7500 أوقية/ سعر يوم أمس/ 6700 أوقية.
مادة: فارين/ 50 كلغ/ السعر الأسبوع الماضي/ 9000 أوقية/ سعر يوم أمس/ 8400 أوقية.
مادة: الأرز/ 50 كلغ/ السعر الأسبوع الماضي/ 12200 أوقية/ سعر يوم أمس/ 10500 أوقية.
مادة: المعكرونة: 20 كلغ/ السعر الأسبوع الماضي/ 7000 أوقية/ سعر يوم أمس/ 5800 أوقية.
مادة: الشاي كيس 5 كلغ/ السعر الأسبوع الماضي/ 6200 سعر يوم أمس 5000 أوقية.
مادة: سليا 25 كلغ سعر الأسبوع الماضي 32000 يوم أمس 30500
مادة أكلوريا الأسبوع الماضي 10200 سعر يوم أمس 9800
لبن روز كيس 12 الأسبوع الماضي 2500 سعر يوم امس 2250
دقيق القمح 50 كلغ الأسبوع الماضي 7000 سعر يوم أمس 5500
مادة الخالص 20 كلغ الأسبوع الماضي 6900 سعر يوم أمس 6200
المواطنون بين.. مؤيد مرتاح. و مطالب للمزيد.؟
انقسمت آراء المواطنين حول قضية انخفاض الأسعار الذي شهده السوق الوطني الموريتاني يوم أمس السبت 23/08/08 يبن من يقول إن هذا الارتفاع يشكل انفراجا شبه ملموس في طريق حل أزمة غلاء المواد الغذائية الذي تشهدها البلاد ويربط البعض الحدث بوصول المجلس الأعلى للدولة إلى السلطة في البلاد، وقال أحمد ولد أباه مواطن التقيناه في السوق الكبير جاء من أجل شراء بعض المواد الغذائية، إن الانخفاض يجب أن يأخذ طريقه ليشمل جميع المواد الغذائية، وأن على القائمين برئاسة البلد أن يتخذوا طريقة جديدة من أجل مساعدة المواطنين الذين يعانون منذ فترة طويلة من الارتفاع الفاحش لأسعار المواد الغذائية، وأضاف ولد أباه أن البلاد تشهد أزمة غذائية منذ حوالي سنة ونصف، وأنه آن الأوان إلى أن يتخلص المواطنون من الفقر والبطالة والغلاء المعيشي، وأن تأخذ الدولة طريقها نحو البناء والازدهار، كما أنه قال أن المجلس الأعلى للدولة يجب أن يعرف أنه يواجه قضية صعبة جدا وهي الظرفية الراهنة التي يعيشها المواطنون نتيجة ما يعانونه.
وقد اعتبرت أم كلثوم متسوقة في سوق "مرصت لحموم" إن هذا الانخفاض أمر جيد كان المواطن يصبوا إليه وينتظره طويلا وقالت إنها مرتاحة لهذه الأسعار الجديدة التي وصفتها بالمناسبة أما المواطن أحمد ولد أتاه بائع ملابس بسوق العاصمة، فقد قلل من أهمية انخفاضها علي أساس أن الدولة لا تملك مقومات الاستمرار في المحافظة علي تلك الأسعار نظرا للظرف السياسي الذي تعيشه البلاد علي حد وصفه
بينما رأي البعض الآخر أن ما حدث أمر عادي لا يستحق أن يقدر بكثير من الاهتمام وأن انخفاض أسعار بعض المواد الغذائية أمر لا يمكن أن نقول معه أن كل مشاكل المواطنين قد حلت، وهو أمر عبر عنه محمد ولد سالم الذي قال أنه يجب أن تضع الدولة حلا لجميع ما يعانيه المواطن من أزمات تلقاها فترة طويلة، مشيرا إلى ضرورة إصلاح بعض المؤسسات الأخرى التي لا علاقة لها بارتفاع الأسعار وهو أمر يقول ولد سالم إن تم فإننا يمكن أن نعتبر أن الوطن قادم إلى مزيد من الانفراج سواء الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي.
أزمة الغلاء إلي أين؟
المواطن اليوم عبر عن معاناته التي يعشها منذ فترة طويلة كما كان يعبر عنها سابقا كلما دعت الضرورة إلي ذلك وقد عبر أيضا عن ارتياحه و استبشاره بهذا الانخفاض الملحوظ في أسعار المواد الغذائية كما دعا الدولة إلى العمل من اجل أن تظل المواد الغذائية في متناوله.
من فمنذ أكثر من تسعة أشهر وأسعار المواد الغذائية تشهد ارتفاعات مستمرة في البلاد دون أن يجد المعنيون بالأمر أبسط حل لذلك أما اليوم تقول فاطمة منت البكاي وقد وصل إلى الحكم "مجلس الدولة" بعد أن أطيح بالرئيس السابق ولد الشيخ عبد الله فنقول لأعضاء مجلس الدولة أن يشمروا عن سواعدهم وأن يعملوا من أجل إنقاذ هذا الشعب الذي لم يجد من يلتفت إليه وقد وصلت به الحالة المعيشية الصعبة إلي أن أصبح يفقد كل الآمال المعلقة علي أي تصحيح وأي رئيس يتربع علي كرسي الرئاسة التي استلبها من سلفه تقول منت البكاي ونحن كمواطنين نترقب نهاية الأزمة الغذائية علي يد هؤلاء الضباط الذين آلت إليهم رئاسة البلد في الظرفية التي يشكوا فيها.
يذكر أن برنامج الغذاء العالمي كان قد حذر من مغبة التهاون بشأن الأزمة الغذائية التي تهدد بعض المناطق الموريتانية، والتي تلوح بوادرها في الأفق، مؤكدا أنها تتركز في تناقص احتياطي البرنامج من الإمدادات الغذائية من الحبوب، والذي يلجأ إليه سكان القرى عندما ترتفع أسعار الحبوب في الأسواق المحلية، بحيث يصعب على الكثيرين تحمل نفقاتها، وإذا تقلصت الإمدادات، فسوف تنخفض الحصص الغذائية من الحبوب بمقدار النصف لنحو 350 ألف شخص.
ومع ارتفاع أسعار الغذاء في موريتانيا، انخفضت أسعار الماشية بنحو أكثر من 22 % في بعض المناطق، وحذرت تقارير أصدرتها شبكة الإنذار المبكر للمجاعة (FEWS NET) مؤخراً من أن أسعار السوق المرتفعة تحد من القوة الشرائية إلى حد مقلق، وتؤثر سلباً على الأمن الغذائي للأسر.
.تقرير أحمد ولد سيدي
[email protected]
تاريخ الإضافة: 2008-08-24 17:23:58 |
القراءة رقم : 535 |