عاشت المقاومة الفلسطينية الباسلة, وإنه لجهاد حتى النصر
بهذه الكلمات تظاهر مئات الموريتانيين مساء يوم الأحد في العاصمة نواكشوط في مسيرة حاشدة تبعها مهرجان كبير بمبادرة من الهيئة الوطنية للمحامين شارك فيه كل الفاعلين في الدولة من هيئات نقابية وأحزاب سياسية والمجتمع المدني والمواطنين بمختلف الأعمار والجنس تعبيرا عن تضامن الشعب الموريتاني مع إخوانهم في غزة وتنديدا للعدوان الإسرائيلي.
انطلاق المسيرة وتنديدات المتظاهرين
انطلقت المسيرة الأحد الماضي تحت مراقبة الشرطة الوطنية في الساعة الرابعة ونصف من المستشفى الوطني ممتدة على شارع جمال عبد الناصر ومرورا بالمفوضية المركزية و حرس الأركان الوطني ومبنى الحكومة وقصر العدالة لتنتهي إلى ساحة المهرجان أمام جامع ابن عباس.
وعبر المتظاهرون بعد تذكيرهم أن "غزة عنوان الصمود والكرامة ومهد العزة" بواسطة مكبرات صوت ولافتات مع هتافات ألله أكبر رفضهم للإبادة الجماعية في غزة" لا للإبادة الجماعية في فلسطين ولا للمجازر في غزة" كما استشعروا أن فلسطين أمانة يجب الدفاع عنها ".فلسطين أمانة في أعناقنا ندعمها بالنفس والمال"
واستنكر المتظاهرون عزلة غزة مع صمت الدول العربية ورفعوا شعارات "ياللعار ياللعار باعوا غزة بالدولار... تبا للأقزام العرب... حكومات بلا قرار... أين أنتم يا حكام العار وغزة تحت النار" وطالبوا من الدول العربية فك الحصار وقطع العلاقات مع إسرائيل " ياللعار أوقفوا الحصار... فكوا عن غزة الحصار...لا للعلاقات مع الكيان الصهيوني ...فاليرحلوا من أرضنا... لا للتطبيع, موريتانيا دولة إسلامية « كما توعد المتظاهرون أيضا إسرائيل بالجهاد والدمار" جهاد جهاد و نصر أو اشتهاد ... نحن للأقصى جنود فافتحوا لنا الحدود... خيبر خيبر يا يهود.. . الله أكبر عاصفا ولليهود ناسفا...الله الله يا مجيب دمر دمر تل أبيب".
افتتاح وفعاليات المهرجان
وفور وصول المسيرة إلى ساحة المهرجان أمام جامع ابن عباس شهد توافد رؤساء الأحزاب السياسية والشخصيات النقابية و المجتمع المدني والصحفيين. وسط تنظيم الشرطة الوطنية, ورفع الجماهير العلم الفلسطيني والموريتاني وصور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وبعد هدوء هتافات الجماهير قام الأستاذ أحمد سالم بحبين بإهداء الأمسية للشيخ أحمد ياسين ورئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات وتلا ذلك قراءة أبيات شعرية قبل أن تفتتح فعاليات المهرجان بتلاوة آيات قرآنية. بعدها شكر الأستاذ أحمد سالم بحينى حضور جميع الأحزاب السياسية والنقابات والمجتمع المدني وقال " إن الهيئة الوطنية للمحامين (الموريتانيين ) في تنسيق مع الهيئات النقابية في العالم العربي لتحرير موريتانيا من الكيان الصهيوني وطرد السفير الإسرائيلي باسم حقوق الإنسان وكرامته" ثم أعطى الكلام لباسل الترجمان مستشار السفارة نيابة عن السفير الفلسطيني.
وبدأ باسل بنقل السلام من أهل غزة إلى أرض الرباط قائلا «السلام عليكم من أهلكم في غزة المحاصرة يا أهل الشنقيط في أرض الرباط" ثم قال بأن الأقصى مستميتة وأن الطريق إلى النصر طويل "الأقصى للجهاد وللنضال من المحيط إلى الخليج" " المسيرة طويلة وفيها أشواك" كما كشف عن نوايا إسرائيل" تريد إسرائيل احتلال فلسطين كليا وطمس الهوية العربية والإسلامية" لذلك دعا العرب والمسلمين إلى أخذ موقف وعدم الاكتفاء بالانتقادات ".فالكل مستهدف...يجب أن نجاوز الانتقادات...يجب على الدول العربية أخذ موقف عاجل" وأكمل قائلا: "صبرا آل ياسر فموعدكم مع الفتح نموت ولكن لا نركع".
البيان المشترك للهيئة الوطنية للمحامين
بعد ذلك افتتح الأستاذ عبد الله ولد كاه عضو الهيئة الوطنية للمحامين فعاليات المهرجان بقراء بيان مشترك وقعت عليها كل القوى السياسية والمدنية وقال ولد كاه " إن كافة قادة الأحزاب السياسية والنقابية والمنظمات المدنية موالاة ومعارضة اجتمعت يوم السبت الماضي 27 ديسبمبر 2008 بمبادرة من الهيئة الوطنية للمحامين لأخذ موقف موحد حول القضية الفلسطينية في ظل ما يرتكبه العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة الصامدة.
و أضاف " أجمع المشاركون على تقديم التعازي الحارة للشعب الموريتاني والشعب الفلسطيني الأبي وكافة أفراد أمتنا...من المصائب الجلل...ودعا الله تعالى أن يرفع الشهداء الأبرار إلى أعالي الجنان"
وبين أن ما يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بكل قوة من مجازر وتهجير وترحيل وتجويع "بلغ ذروته على مسمع ومرأى من الجميع" وقال بأن غزة علاوة على الاعتزال صامدة "في مشهد من الاستهانة بالكرامة البشرية نحي صمود الشعب الفلسطيني أمام هذا الدمار الصهيوني والصمت الظالم للمنظومة الدولية ..... والأشقاء"
كما ثمن الموقف المقاوم للشعب الفلسطيني كأنجع خيار لنيل حقوقه المكتسبة. وقال " إن القضية الفلسطينية تمثل قاسما مشتركا بين جميع الفر قاء الموريتانيين بغض النظر عن مواقفهم الآنية" فالكل يرى " ضرورة القطع الفوري للعلاقات المدانة مع الكيان الصهيوني " وأكد أن "الموريتانيين لن يهنأ لهم بال قبل طرد ممثلي الكيان الصهيوني" وطالب الحكام العرب" بالوقف الفوري لجميع أشكال التعاون وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني والإعلان الجاد بتحرير فلسطين وإنقاذ شعبه الشقيق من التقتيل والتخريب والتشريد" .
وذكر بدعوة الجماهير العربية إلى مواصل الضغط على حكامها للوقوف بحرف واحد إلى جانب المقاومة الفلسطينية بجميع أشكالها بما فيها المقاومة المسلحة.
وحمل الدول المتواطئة مع الكيان الصهيوني مسؤولية إبادة الشعب الفلسطيني كما ناشد مجلس الأمن الدولي وكافة الشعوب المحبة للسلام " بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف العدوان الغاشم واحترام الشرعية والمواثيق الدولية وحتى القيم الإنسانية" قبل أن يطالب جميع الدول وخاصة العربية منها" بكسر الحصار الظالم على غزة" والأشقاء «بمضاعفة دعمهم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني المحاصر وتفعيل آليات المقاطعة الاقتصادية والثقافية للكيان الصهيوني"
وأنهى الأستاذ....بتقديم اعتذارا لعدم قراءة قائمة أسماء الهيئات النقابية والأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والمدنية الموقعة على البيان نظرا لكبرها.
وتعاطي منظموا المهرجان موعدا آخر لاستمرار المخيم والاعتصام أمام هيئة الأمم المتحدة بتنظيم تناوبي بين الأحزاب السياسية.
تقرير/ محمد جوب
تاريخ الإضافة: 2008-12-30 13:50:42 |
القراءة رقم : 337 |