عشية انتهاء المهلة من يملك مفاتيح الحل؟

عندما يحل شهر نوفمبر يستعد الموريتانيون للاحتفال بعيد الاستقلال الوطني خاصة عندما تحل العشر الأواخر لكن نوفمبر 2008 ليس كما عهده الموريتانيون فهم ينتظرونه بالكثير من الخوف والترقب فيبدو أن لياليه حبلى بالتهديد والوعيد خاصة من طرف بعض الدول الغربية تتقد مهم الولايات المتحدة الأمريكية فمنذ السادس من أغسطس وبعض الدول تهدد بفرض الحصار على السلطات الحاكمة في نواكشوط وبعد اجتماع أديس بابا هدد الاتحاد الافريقى بفرض عقوبات على المجلس الأعلى للدولة بحلول فجر السادس أكتوبر بيد أنذلك لم يحدث.

واجتمعت دول الاتحاد الاوربى والاتحاد الافريقى والكاريبي في باريس وفتحوا مفاوضات مع المجلس الأعلى للدولة ممثلا في وزيره الأول مولاي ولد محمد الاغظف وانتهت هذه المفاوضات بإعطاء مهلة شهر تنتهي صباح اليوم 20نوفمبر وقبل حلول هذ الموعد أطلقت سلطات نواكشوط سراح الرئيس المخلوع سيدي ولد الشيخ عبد الله ورحلته إلى مسقط رأسه قرية لمدن في لبراكنة وسط البلاد لكن الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية لا ترى أن الرئيس أطلق سراحه بل تراه نقل من سجن في العاصمة إلى سجن في الريف بل يذهب أحد السياسيين إلى القول أن ترحيل ولد الشيخ عبدا لله إلى لمدن كان من أجل أن يخلو قصر المؤتمرات لعقد جلسات الأيام التشاورية فقط ومع عودة الرئيس السابق إلى ذويه بدل عودته إلى سدة الحكم تبدلت مواقف الأطراف الأوربية حيث أصبحت تدعوا فقط إلى إكمال حرية ولد الشيخ عبدا لله متناسية أنها بالأمس القريب كانت تطالب بعودته إلى ممارسة مهامه كرئيس شرعي لموريتانيا ومساء أمس ومن عقر دارها وعاصمة رئاسة الاتحاد الاوربى" باريس "أكد وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان محمد ولد أمين أن الرئيس المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ يتمتع بحرية الحركة وهو "مطلق اليدين". و أن الخلافات تتقلص كثيرا بين الحكومة والاتحاد الأوروبي، موضحا أن الأوروبيين "تجاوزوا فكرة عودة الرئيس المخلوع" إلى الرئاسة
جاء ذلك خلال حديث لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من باريس وأضاف الوزير في حديثه أن "الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبدا لله يتمتع بحريته الفردية ويدلي بتصريحات للصحافة وهذا يدل على أنه لا يتعرض لأي ضغط"، و"هو رجل طليق اليدين ولكن نحافظ على سلامته الأمنية ويستفيد كشخصية كبيرة من حراسة معززة ولكنها ليست إقامة جبرية بالمعنى التقليدي"، على حد وصفه
وهذا التصريح يرى فيه البعض أنه ربما يكون مقدمة لمنح الحرية النهائية لولد الشيخ عبدا لله ومن الجدير بالذكر أن ولد أمين قد صرح في مؤتمر صحفي عقده عشية نقل ولد الشيخ عبدا لله إلى لمدن بأن السلطات الحاكمة في نواكشوط قد أخذت عهدا من الرئيس المعزول بأن يعتزل السياسة وجاء الرد من طرف ولد الشيخ عبدا لله سريعا وفى أول تصريح له مؤكدا أنه لم يتعهد بشيء لكن وزير الاتصال الموريتاني رد على تصريحاته تلك قائلا "نحن لم نلزمه بالتعهد بأي شيء لكنه التزم وتعهد بنفسه وليست المرة الأولى التي يعطي فيها التزامات ويتنكر لها فهو يتملص من واجباته السياسية وهذا أمر يخصه"، وأشار إلى عدة أمثلة تدل ـ حسب رأي الوزير ـ على أن الرئيس المخلوع يناقض نفسه، وصرح ولد أمين "لقد أكد ولد الشيخ عبد الله لفترة طويلة أنه وصل إلى الحكم بفضل برنامجه الخاص وقبل سقوط نظامه بأقل من عشرة أيام أدلى بحديث لقناة الجزيرة وذكر فيه أنه وصل إلى الحكم بفضل ضباط". واعتبر ولد أمين أن الرئيس المعزول "لا يمتلك قواعد شعبية تسمح له بتنظيم مظاهرة كبيرة لأنه انقطع عن القواعد التي أوصلته إلى الحكم ولم يحافظ على المسؤولية نتيجة تورطه والمحيطين به بقضايا فساد مالي"، وفق تعبير الوزير
وتطرق ا مين إلى العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي على ضوء المشاورات التي بدأت بين الطرفين قبل شهر في باريس ضمن إطار اتفاقات كوتونو، حيث أمهل الأوروبيون حينها الحكومة شهرا للعودة إلى النظام الدستوري والإفراج عن الرئيس المخلوع. وتنتهي هذه المهلة غدا الخميس. وقال الوزير الموريتاني "لقد لمسنا ايجابية متصاعدة لدى الأوروبيين، وتم تجاوز موضوع المهلة والإملاءات"، وأضاف "الإطار القانوني الذي ينظم علاقتنا مع الاتحاد الأوروبي هي اتفاقات كوتونو وهي اتفاقاية تجارية وفيها بعد سياسي يتضمن احترام الدول الموقعة عليها لحقوق الإنسان"
وعشية انقضاء المهلة المحددة من طرف الاتحاد الاوربى مازال يتمسك المجلس الأعلى للدولة الحاكم في موريتانيا منذ السادس من أغسطس الماضي بمواقفه مع أن البعض يرى في برمجة تمويل انتخابات رئاسية ضمن ميزانية الدولة المقررة2009 خطوة نحو إعادة الأمور إلى نصابها بعودة الشرعية من خلال تنظيم تلك الانتخابات وتبقى العقبة الكأداء وهي إمكانية ترشح أحد أعضاء المجلس الأعلى للدولة الحاكم لتلك الانتخابات .
وخلال المائة يوم المنقضية على استيلاء ضباط من الجيش على مفاتيح القصر الرمادي وترحيل سيده إلى قصر المؤتمرات ثم نقله إلى مسقط رأسه تبدأ الأصوات المطالبة بعودته إلى سدة الحكم تخبوا ويبدأ العسكريون بتثبيت دعائم حكمهم من خلال قبول سفرائهم وقناصتهم في الخارج ونجاح الزيارات التي يقوم بها أعضاء المجلس الأعلى في الداخل واستعداد ولايات لاستقبال الجنرال ولد عبدا لعزيز الأسبوع القادم وما برى مناصروهم أنه الحلول الواقعية التي يقوم بها هذ الجنرال والتي تمس شغف قلوب البسطاء من المواطنين ولكن المناوئين للانقلاب يرون أنه حملة انتخابية سابقة لأوانها وأن أموالا طائلة أنفقت فيها حددها النائب ولد بدر الدين ب50مليار أوقية ولكن ما يخشاه الموريتانيون هو لغة التهديد بالويل والثبور التي يطلقها السفير الامريكى في نواكشوط الذي لم تطأ قدماه أرض العاصمة منذ السادس من أغسطس والذي أيده بيان وزارة الخارجية الأمريكية مساء أمس حيث جددت الولايات المتحدة الأمريكية دعوتها إلى إطلاق سراح الرئيس المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله فورا وبدون شروط معتبرة أن نقله إلى الإقامة الجبرية لا يعني إطلاق سراحه وجاء ذلك في بيان للخارجية الأمريكية نقلته وكالة الصحافة الأفريقية أن الولايات المتحدة تدعم جهود الاتحاد الإفريقي لإعادة "الرئيس الشرعي والعودة للشرعية الدستورية" وأضاف البيان إن "الولايات المتحدة تجدد دعوتها لإطلاق سراح الرئيس الموريتاني المخلوع فورا وبدون شروط" ويعتبر البعض أن اللغة الأمريكية في بيانها غير بعيدة من لغتها في البيان الذي أصدرته ضد الضباط الذين استولوا على الحكم في إحدى جمهوريات الموز فهل نحن أمام حل توافقي نحتفل به مع احتفالنا بعيد الاستقلال أم أمام احتلال أمريكي نندم بعده عندما لاينفع الندم؟؟؟؟.
محمدالمختار ولد آبكه
[email protected]

تاريخ الإضافة: 2008-11-20 12:20:45

القراءة رقم : 298