تسع سنوات مضت على رحيله ولما يزل في الذاكرة: المختار ولد داداه ..شمس موريتانيا التي لا تغيب..

في الرابع عشر من شهر أكتوبر من العام 2003 سلم المرحوم المختار ولد داداه الروح إلى بارئها وغادرنا في مصاب جلل أصاب الأمة الموريتانية بالشلل حين أعلن عن خبر الرحيل، بكت السماء لفقدان هذا الرائع، وغدا الناس في الشوارع والمؤسسات الرسمية حيارى يلفهم الوجوم وتتبدى قسمات أوجههم عاكسة لحسرتهم على رحيل أب الأمة الموريتانية.

رحيل المختار ولد داداه أبكى الناس جهارا ، ومن مشارق الأرض ومغاربها تنقل الناس لعزاء موريتانيا في رحيل هذا الرجل الذي مثل بقامته الفارعة فاصلا من فواصل الشموخ الإنساني وحقيقة أحزنت المهج الحرى ودوى صوتها في مختلف بقاع العالم.
المختار ولد داداه رجل أذن في الناس أن حي على حب وطن عقه أكثر من عشرين عاما، وصلى آخر أيامه على أديم أرضه معلنا وفاءه لهذه الأرض ولهذا الشعب ولذي الأمة.
يعود هذا الشامخ إلى الذاكرة اليوم رغم أنه لم يغادرها حتى بعد رحيله،

المختار ولد داداه في الواجهة..
المختار ولد داداه وبحسب العديد شخصية قوية وصلبة، و من العقوق بمكان أن لا تدرس شخصيته في المناهج التعليمية وأن لا تربى الأجيال القادمة على حبه والاعتراف له بجميل بناء الدولة الموريتانية في ظرفية صعبة لم تدفعه إلا إصرارا على ترسيخ مفاهيم الوطنية والشد على يد الجميع لبناء دولة تعيش الاجيال الحالية على تاريخها لذي رسمه بكل جد وإخلاص مع جيل من الرجال الأوفياء اللذين يشهد لهم القاصي والداني بالاستقامة والوفاء..
المتتبع لحجم الانجازات التي شهدتها موريتانيا في عهده يدرك شاسع الفرق بينها وبين ما يطبل له اليوم وقبل اليوم من انجازات ليست جميعها بحجم طريق لاالامل الذي كان انجازه خير تعبير عن حجم قناعة جيل الاستقلال بالعبير عن جامح رغبته في بناء موريتانيا قوية.

المختار ولد داداه ( أبو الأمة ) ومؤسس موريتانيا أحد أبرز الوجوه السياسية الحديثة، ناضل من أجل استقلال موريتانيا، فتقلد منصب رئيس الجمهورية. ووجد نفسه في خضم صراع الصحراء الغربية، في الوقت الذي تتابعت سنوات الجفاف العجاف على موريتانيا وأثرت حرب الصحراء عليها، فأدت هذه العوامل إلى أن يطيح به الجيش الموريتاني في انقلاب عسكري .
المختار ولد محمدن ولد داداه(1924 أبي تلميت - 14 أكتوبر 2003 باريس رحمه الله ) ، ولد في بداية عشرينيات القرن العشرين بمدينة مشهورة بتاريخها العلمي والسياسي في موريتانيا. تزوج عام 1950 بمريم داداه الفرنسية الجنسية وهي أم أولاده الثلاثة (ولدين وبنت).

درس الابتدائية في موريتانيا وبعد ذلك سافر إلى فرنسا ودرس في معاهد ثانوية خاصة فحصل منها على شهادة الثانوية العامة عام 1948، ثم تابع دراسته في الحقوق في إحدى الكليات الباريسية حتى حصل على شهادة المحاماة، فكان أول موريتاني يعود إلى بلاده حاملا شهادة جامعية.
انتسب المختار ولد داداه إلى الاتحاد التقدمي الموريتاني المتأسس عام 1948، ويعد هذا الحزب ذو الاتجاه المعتدل أكثر الأحزاب الموريتانية قربا من الإدارة الفرنسية، وقد عين ولد داداه رئيسا لمجلسه التنفيذي عام 1958.
وفي عام 1959 أسس المختار حزبا جديدا عرف باسم حزب التجمع الموريتاني الذي خاض انتخابات محلية أدت نتائجها إلى تعيينه رئيسا للوزراء في حكومة تحت الاستعمار الفرنسي، فأسس أول دولة موريتانية حديثة وشيد مدينة نواكشوط عام 1957. وفي 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 1960 عين رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية التي نالت في هذا التاريخ استقلالها عن فرنسا.
دخل نظام المختار ولد داداه في أزمة اقتصادية وأمنية خانقة دفعت بالجيش الموريتاني إلى الإطاحة بحكمه في 10 يوليو / تموز 1978 وتم اعتقاله 14 شهرا في سجون مدينة ولاته شرقي موريتانيا. وفي 3 أكتوبر / تشرين الأول 1979 أخرج ولد داداه من السجن لتدهور صحته لينقل إلى فرنسا للعلاج، بعدها اختار الإقامة في تونس أولا ليقيم بعد ذلك في مدينة نيس على ساحل البحر الأبيض المتوسط بفرنسا. عاد المختار ولد داداه من منفاه الفرنسي إلى موريتانيا يوم 17 يوليو/ تموز 2001 مقررا الإقامة في بلده وقد بلغ به الضعف والكبر مبلغهما.
بون ولد اميده

تاريخ الإضافة: 2012-04-08 17:56:25

القراءة رقم : 4784