في مقابلة مع "أخبار نواكشوط" محمد غلام ولد الحاج الشيخ يقدم مواصفات المرشح الذي سيدعمه الإسلاميون (نص المقابلة)
منذ اليوم الأول لانقلاب السادس من أغسطس عام 2008 أعلن الإسلاميون الموريتانيون عبر واجهتهم السياسية "حزب تواصل"، معارضتهم للانقلاب، وشاركوا في تأسيس الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية، وناضلوا إلى جانب مكونات الجبهة الأخرى ضد نظام المجلس الأعلى للدولة، وشاركوا في حوار دكار الذي انتهى مؤخرا باتفاق وضع حدا للأزمة السياسية القائمة في البلد
صحيفة "أخبار نواكشوط" التقت القيادي الإسلامي البارز ونائب رئيس حزب تواصل محمد غلام ولد الحاج الشيخ، وحاورته حول موقف حزبه في مرحلة ما بعد اتفاق دكار، والمرشح الذي ينوي الحزب دعمه في الانتخابات الرئاسية القادمة، وعلاقته المستقبلية بباقي مكونات الجبهة، وحزب تكتل القوى الديمقراطية.
أخبار انواكشوط:بخصوص اتفاق داكار هل كان بالإمكان أحسن مما كان؟
محمد غلام: على كل حال ما حصل كان حسنا، لأنه توافق، ولأن الجميع غلبوا المصلحة العليا للبلد، وذهبوا إلى نقطة سواء، إن سيادة روح تغليب المصلحة الوطنية كانت محمودة لجميع أطراف التفاوض، مما أنقذ البلاد من الذهاب إلى المجهول، وأعتقد أن الله سبحانه وتعالى منَ بمثل هذا التوافق الحسن ـ إنشاء الله ـ وعندما نجتهد في تجويد هذا الاتفاق وتحسين تطبيق بنوده بشكلها وبروحها، فأعتقد أنه سيكون الأحسن إنشاء الله.
أخبار انواكشوط: بعد انتهاء الأزمة، ما مصير علاقتكم ببقية مكونات الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية؟ وهل أنتم مستعدون لدعم مرشح موحد مهما يكن؟
محمد غلام: التجربة التي خضناها معا في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية، تجربة مشرفة ومشجعة، وهي تثبت أن التواصل الإنساني له سننه الخاصة، وله قانونه الخاص، عبره تتجاذب الأرواح وتلتقي الأفئدة، ويعرف الناس خير بعضهم بعضا، كل إنسان مركب أحيانا فيه خصلة سوء وخصلة خير، قد يعرف الناس منه أحيانا خصلة السوء ولكن لا يعرفون خصال الخير التي فيه، الصورة التي لدى البعض مثلا عن "تواصل" أن هؤلاء شباب متطرفون لا يؤمنون بالآخر، يكشرون في وجوه الناس، فعندما يلتقون بنا سيجدون أن ذلك غير صحيح، وستتكسر هذه الأحكام المسبقة، ونفس الصورة مع الآخر، نحن أيضا كان من المهم لنا أن نجد من يؤمن بموريتانيا ، وقد خالطنا رجالا يحبون شعبها، يناضلون من أجل حرياتها وهؤلاء الرجال مستعدون للتضحية، وفيها نساء عظيمات لديهن مثل هذا الاندفاع وهذه الجرأة التي رأيناها، وهنا أنتهز الفرصة لأشيد بدور السيد رئيس الجمهورية سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، فلولا قوة شكيمة الرجل وصلابة عوده وقوة إيمانه بالديمقراطية والحريات العامة في البلد، لما استطعنا أن نحقق ما حققناه من إنجازات، فله الفضل بعد الله عز وجل في صبرنا وثباتنا.
التجربة كما قلت مشرفة ونحن فخورون بها ونرجو أن نحافظ عليها، أما موضوع السؤال هل سنستمر في دعم مرشحيها أم لا، شخصيا هذا ما آمله، ولكن القرار النهائي لنا كحزب، نريد أن يدرك الناس ـ وهذا ليس من باب المزايدة ـ أننا حزب مؤسسات، وأننا منذ انتهاء الأزمة ونحن في حالة اجتماعات مستمرة، المكتب السياسي يحضر ورقة، واللجنة الدائمة.. إلى آخره و سنجتمع يوم السبت القادم في المجلس الوطني وسيبت هذا المجلس إنشاء الله تعالى في المرشح، وأنا شخصيا آمل أن يكون في اتجاه ما، وبغض النظر عن المخرج النهائي لخيار المجلس الوطني سنتجند له جميعا؟
أخبار انواكشوط:ثمة مرشحين اثنين يعتقد أنصار كل منهما، أنه له ميزات خاصة، هما: اعل ولد محمد فال الذي يعتبره أنصاره أب الديمقراطية الموريتانية، وأول من جسد التناوب السلمي على السلطة في البلد، وهذا مطلب كان الإسلاميون يرفعونه دائما، وهناك ولد عبد العزيز الذي قطع العلاقات مع إسرائيل، وبدأ الانحياز لمعسكر الممانعة، فأيها الأقرب إليكم؟
محمد غلام:أنا اعتقد أن تواصل تفكيره الديمقراطي وتفكيره في مجال فقه الخلاف مع الآخر تفكير راق جدا، وليس كما يتخيله الناس، نحن لا نتعامل مع الناس على أساس أن فلانا هذا هو الذي يوصل أفكارنا، وهو امتداد لأفكارنا، وامتداد لطرحنا، نقبل أن نتعامل معه كما هو، ومستعدون لذلك، إذا ما وجدنا أن لفلان هذا أو علان من الناس استعدادا لأن يطبق ما اتفقنا عليه معه، وساعتها سنكون على أتم الاستعداد لأن نقوم بالتصويت عليه، ليس تصويتا على شخصه ولكن تصويتا على ما اتفقنا معه عليه، وعندما تنظر في ماضينا ستجد أننا صوتنا في سنة 1992 لصالح الرئيس أحمد ولد داداه، وفي سنة 2003 لصالح محمد خونه ولد هيداله، وفي سنة 2007 على كل من صالح ولد حننا ثم أحمد ولد داداه، وبعد ذلك دخلنا في حكومة سيدي ولد الشيخ عبد الله، ثم الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية بعد ذلك، إذن نحن لدينا إيمان يعني بالجميع وقبول بكل الموريتانيين، فكل موريتاني يحفظ الثوابت الوطنية نقبل به، والمهم أساسا أن لا يكون دكتاتورا، وأن لا يكون ملغيا للثوابت، وأن يكون لديه استعداد لأن يتواضع قليلا، وأن بتعاطي مع أشخاص مثلنا نحن، لدينا ميزاتنا الخاصة، فنحن لنا نفوس لا تقوم على الضيم ولا نقبل الاستهزاء، وكل من لديه استعداد لذلك اعتقد أننا سنكون على أتم الاستعداد للتعامل معه.
أخبار انواكشوط:لوحظ خلال مجابهتكم مع ولد عبد العزيز أن هذا الأخير رغم هجومه المستمر على الجهبة لم تصدر عنه العبارات المتواضع على استخدامها في حقكم من طرف خصومكم السياسيين، من قبيل التطرف والقوى الظلامية إلأى غير ذلك، بينما كنتم تكررون دائما أن خلافكم مع ولد عبد العزيز ينحصر في أنه وصل إلى السلطة عن طريق الانقلاب، الآن وبعد أن أصبح ولد عبد العزيز مرشحا وخارج السلطة ما موقفكم منه؟
محمد غلام: أقول وبكل صراحة كما قال المندوب العراقي في الأمم المتحدة، انتهت اللعبة، ومحمد ولد عبد العزيز أصبح الآن مواطنا ومرشحا موريتانيا ليست لدينا معه أي مشكله مهما كانت، وشخصيا إذا أخذ المجلس الوطني القرار بدعمه أو بدعم غيره مستعد لأن أذهب لحملته هذا المساء، يعني أن شحنة الاحتكاك والاختلاف هذه قد انتهت، وعندما يصوت عليه الشعب الموريتاني ويقبله رئيسا سواء كنا معه أو ضده، ساعتها سنعطيه الفرصة الكاملة لتطبيق برنامجه وسنحترم أيام رئاسته الدستورية، هذه هي قواعد اللعبة الديمقراطية التي نؤمن بها ويلزمنا بها الدستور، وعلى الساسة أن لا يكونوا أقل التزاما من لاعبي الورق" كرت" الذين يحترمون قواعد لعبتهم رغم عبثيتها.
أخبار انواكشوط: علاقة الإسلاميين بولد داداه اتسمت بالمد والجزر، وكانت آخر مراحلها تحالفكم الأخير معه وأنتم عضو مؤسس في الجبهة، هل هذا التحالف قابل للاستمرار أم أنه زائل بزوال الأزمة؟
محمد غلام: أحمد ولد داداه شخصية وطنية كبيرة، ناضلت لقرابة عقدين من الزمن من اجل موريتانيا، ويستحق كل احترام لدوره النضالي، وهو مرشح كغيره من المترشحين، وسيبت المجلس الوطني في من يختار لندعمه، وإذا اختار الرئيس أحمد ولد داداه أيضا سنذهب خلفه إنشاء الله تعالى، وإذا اختار غيره سنصفه عندما ينتخبه الشعب الموريتاني و سنعطيه فرصة لتطبيق برنامجه كما قلت سابقا.
أخبار انواكشوط: ما هي مواصفات من سيرشحه أو يدعمه حزب "تواصل" خلال الانتخابات القادمة؟
محمد غلام: أؤكد لك بكل صراحة أنني شخصيا لا أعرف ما هو الشكل النهائي للقرار، لأن هذا القرار حقيقة سيصوت عليه الناس كل واحد يلقى بجزء من هذا القرار، وأنا لا أملك ولا أستطيع أن أحدد لحد الساعة أي سيكون اتجاه القرار.
أخبار انواكشوط: بناء على المرجعية الإسلامية التي ينص عليها نظام حزبكم الداخلي ما هي الخطوط الحمراء بالنسبة لكم والتي على مرشحكم أن لا يتجاوزها؟
محمد غلام: نحن لا نتميز عن الأحزاب الموريتانية في هذا المجال، فنحن وبكل صراحة نؤمن بما في الدستور الموريتاني، هذا الدستور الذي أعده معاوية ولد سيدي أحمد الطايع سنة 1991 ، فهذا الدستور كاف بالنسبة لنا ولا نريد زيادة عليه، ونحن أوردنا نصا مرجعية الشريعة الإسلامية، كما نص عليها الدستور الموريتاني، هكذا في نظامنا الأساسي، فنحن إذن لا نريد أكثر من هذا الموجود في الدستور الموريتاني، فقط ما ينقص هذا الدستور هو أن يطبق بشكل حقيقي، وكذلك القانون الموريتاني، والقانون المنظم للأحزاب، كلها نصوص راعت هذه المسألة، وقالت إنه يحظر على أي حزب أن يمارس أي دعاية تخالف مبادئ الدين الإسلامي، كما يحظر على أي حزب أن ينفرد بحمل لواء الإسلام، واعتقد أننا لا نفرد بحمل لواء الإسلام ولا نحاول ذلك، كما أن الأحزاب الوطنية الأخرى كلها أحزاب محترمة، أو هكذا يفترض أن تكون.
أخبار انواكشوط: ماذا عن استمرارية تحالفكم مع مسعود؟
محمد غلام: أنا اعتقد أن الرئيس مسعود ولد بلخير أثبت من خلال رئاسته للبرلمان، ومن خلال موقفه المشرف بعد الانقلاب، أنه رجل جدير بأن يحتل أعلى الرتب الوطنية، لأنه ضحى من أجل موريتانيا، ولم يبعها، وكان بالإمكان أن يفل ذلك لو أراد، واعتقد أنني أتشرف مع أي موريتاني أخر أن نذهب إلى مسعود ولد بلخير لكي نضع على رأسه تاج الوفاء الذي وفاه للشعب الموريتاني في الحفاظ على الدستور وعلى الديمقراطية الماضية، ولكن أقول بكل صراحة إن المجلس الوطني للحزب هو من سيتخذ القرار بدعم هذا المرشح أو ذاك، ولا ندري لحد الساعة من سيختار.
حوار: أحمد ولد محمدو
تاريخ الإضافة: 20-06-2009 17:52:09 |
القراءة رقم : 1826 |