ونا ــ انواذيبو "تحليل خاص"
أحدث تعيين محمد ولد الداف علي إدارة الشركة الوطنية للمحروقات وازاحته من المنطقة الحرة وتعيين خلف له ، زلزالا كبيرا داخل اوساط واسعة من الرأي العام الوطني وحتي المراقبين للتحولات التي تعرفها موريتانيا منذ الإعلان عن ترشح وزير الدفاع الوطني الجنرال محمد ولد الغزواني للاستجقاق الرئاسي المزمع تنظيمه اواخر السنة الجارية .
مرد ذلك عدة أمور من بينها ، حصيلة الرجل منذ أن تقلد سلطة منطقة انواذيبو الحرة في فبراير 2014 ليضع ملامحها وقواعدها بعد أن كانت حلما في الخيال.
خارطة طريق مكنت وفق أشد معارضي الرجل من تحديد هيكلة المنطقة الحرة ، ووضع مخططها التوجيهي في مجال التهيئة الحضرية والاستصلاح العمراني ،كما تم تقسيم المدينة الي اقطاب للصناعة والصيد والسياحة
ولم يكتف بذلك ، وا نما خلق ملتقا دوليا شكل فرصة سنويا للمستمرين والفاعلين اطلق عليه " منتدي الاستثمار الدولي في انواذيبو".
ووفق المعطيات التي نشرتها الوكالة الرسمية " وما " عن حصيلة خمس سنوات من عمل الرجل فقد جاءت النتائج مشجعة .
وقد حرص محمد ولد الداف علي بناء علاقة ثقة كبيرة مع رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز رغم وجود دوائر في الجهاز التنفيذي للحكومة كانت تعمل علي اجهاض رؤيته وخططه العملية .
وتوجت تلك الثقة بعقد الاجتماع التوجيهي للمنطقة الحرة في مدينة انواذيبو حيث دام الاجتماع زهاء الساعتين وهو ما مكنه من الخروج بالخطة الحماسية للسنوات الخمس القادمة والتي أعلن عنها الرجل.
غير أن الرياج جرت بما لا تشتهي سفن المقربين من الرجل الذي أعاد هيكلة طاقمه الفني والإداري قبل ذلك ببرهة استعدادا للمرحلة الأولي من مأموريته الثانية التي كانت واعدة بانطلاقة المشاريع الهيكلية الواعدة كما هو الحال مع مشروع ميناء مياه الاعماق ومشروع بناء المطار الدولي ، والعمل علي احتضان مدينة انواذيبو للقمة الاقتصادية العربية في أفق 2023 .
ويري المراقبون أن "ولد الداف" كان يتوقع أن تعاد الثقة فيه لمأمورية ثانية بعد أن جرت الامور بشكل ودي اثناء الاجتماع التوجيهي الموسع، بيد أن المجلس الوزاري ليوم السابع من فبرابر 2019 لم يعطه الفرصة خمسة أيام من حساب مأموريته ، بل وإبداله بشاب مهندس من مواليد 1982 ولد في الولاية التي ينتسب إليها محمد ولد الداف وتنشط فيها المجموعة التي يحسب لها كإطار سام منها .
هنا يري المحللون "مربط الفرس أو " والقشة التي قصمت ظهر بعير مأمورية سلطة منطقة انواذيبو الحرة خمس سنوات أخري ، ف" ولد الداف" الإطار الذي عرف بالكفاءة العالية من خلال الدراسة ، والتكوين في جامعات فرنسا اضافة الي التجربة المهنية داخل عدة إدارات وقطاعات وأخيرا وليس آخرا " مشروع المنطقة الحرة " التي أخرجها من أتون الصراعات والتنقاضات الي العملية والفعالية ، كان ضحية هذه المرة لحسابات السياسة في توازنات " داخلت انواذيبو" والاستحقاقات الرئاسية علي الأبواب .
هكذا إذن أطيح بالرجل في يوم مشهود له ما بعده من القطب الاستماري الواعد ومشاريع القطاعات التنافسية والحركة التجارية الي فضاء آخر تحكمه لوبيات من بينها تسلسل هرمي ليس هو صاحب القرار الأول فيه .
ويذهب أصحاب الحسابات السياسية وموزارين القوي الاقتصادية ألي أن المنطقة الحرة دخلت مرحلة جديدة مثل "وكالة أو هيئة للاستمار تحكم من طرف توجهات المجلس الأعلي التوجيهي الحر الذي أعلن عنه في مجلس الوزراء الذي أطاح بولد الداف من مدينة الشاطي والخلجان الي أتون الغاز والمحروقات.
لا أحد ينكر سوي مكابر أنه لا توجد حصيلة لمحمد ولد الداف ، لكن ينتقد عليه غياب البعد الاجتماعي والسياسي والجمعوي في تعامله مع المشهد المحلي أمر اكتشفه مؤخرا بتسيير قافلة لنواكشوط للمشاركة في مسيرة يوم الوحدة، أو اللقاء ليلة الإطاحة به مع هيئات المجتمع ورد المظالم الي أهلها في منطقة تور ابلي .. ومن المزايا التي تحسب له " دماثة الأخلاق " بالرغم من أن أطاح بحاكمين مركزين ، ومديرين لكل من ميناء الصيد التقليدي وميناء انواذيبو المستقل كما حجب شمس الترشح أمام شخصيات كبيرة وازنة في المدينة العمالية ,, لكنها عجلة الزمن ، وتقلبات الدهر التي تأتي أحيانا علي حين غرة ليزاح الرئيس محمد ولد الداف من السلطة التي خدم فيها وتمرس ووضع قواعدها ويحل محله مهندس بالكاد استطاع توطين صناعة سفينة بحجم كبير لكنها اليوم جاثمة علي الشاطي بعد أن تشققت أرضيتها من شدة عوامل التعرية وولوج المياه العميقة .