نحن لا نتهمك لكن اتركنا وشأننا! محمد جالو
سيادة الرئيس إعلى بن محمد فال!
إن أصبت في مسألة أخرى فقد جانبك الصواب في هذه، فأنت بتصريحك الأخير عن " اختطاف إرادة الشعب" من طرف الرئيس الحالي، الذي انتخبه الشعب؛ تغالطنا، فنحن نعرف علم اليقين أن هذاالرئيس قد انتخبه العامل في مصنعه، والمزارع في مزرعته، والتاجر في متجره، وبائعة الخضار، وصاحب العربة، لأنهم لمسوا معه لأول مرة في تاريخ موريتانيا أن هناك إدارة تهتم بشؤونهم، ومعنية بقضاياهم.. هناك أشياء كثيرة يدركها هؤلاء، وأنت غير معني بها ولايتاح لك أن تلمسها، أنت وزملاؤك في السياسة، ممن أنعم الله عليكم بالسيارات الفارهة المكيفة، والأسواق والقصور المنيفة، والحسابات المتخمة والبقية معروفة..
فالمتجر المعزول الذي يبيع المواد الأساسية بأسعار مخفضة، تناسب دخل العامل المتواضع، والموظف المسكين لاتعرفون عنه شيئا، ولاحتى وأنتم في مقر القيادة،هؤلاء لم يصوتوا لعبد العزيز من أجل سواد عيونه، وإنما لأنه أنعش فيهم أملا في المستقبل، وأشعرهم بأنهم بشر يستحقون العناية والاحترام. فحين ترون أؤلئك المساكين، يعانون وأنتم ولله الحمد تنعمون بما فضل الله به بعضكم على بعض في الرزق، ستضعون على أنوفكم المناديل، وإن استطعتم أن تجنبوا أنفسكم مشاهدة هؤلاء في( امكيزيره)، و(كبة المربط)، و(كزرة الزعتر)،وأحياء الإنتظار الأخرى، التي تعاقب على وجودها أكثر من رئيس بمن فيه سيادتكم، إلى أن جاء الرئيس محمد بن عبد العزيز فخطط هذه الأحياء، وأقام بها البنى التحتية، فهؤلاء الذين ربحوا قطعا أرضية بعد عقود من التيه، والانتظاروالتآلف مع القمامة والبراغيث، وعانوا البؤس والتهميش والحرمان، واغتصبت أراضيهم التي أقاموا عليها أكواخهم لصالح نافذين أنتم تعرفونهم أكثر من غيركم، هؤلاء هم من صوت للرئيس محمد بن عبد العزيز.
أنتم سيادة الرئيس كما أسمع عنكم تقرأون التاريخ الإنساني بصورة جيدة، وتعرفون أن التاريخ يؤسس، ويعاد تأسيسه، لكن أحداثه التي وقعت بالفعل لا يمكن تغييرها، و"لو" كما تعلمون من مطالعاتكم الواسعة لامعنى لها في التاريخ، ومن أن أراد أن يفتات على التاريخ فإنما يرقم في الماء، لأن الذاكرة الجمعية لاتنسى، وإن سكتت عن بعض المزاعم فإنها تتركها لتتوارى خلف أسوار النسيان.
وفي معنى كهذا فإننا نتذكر أنكم كنتم مدير الأمن المقرب من الرئيس الأسبق معاوية حين وقعت أحداث ١٩٨٩م، و١٩٩٠م، و1991م. فما جرى حينها من أحداث ظل معلقا في عهدكم، وعهد من خلفكم، إلى أن جاء الرئيس محمد بن عبد العزيز، فخلق ديناميكية حقيقية لتسوية هذا الإرث الإنساني، فبدأ نقاش جدي أعقبته عملية منهجية وواقعية، تراعى خصوصياتنا، وخصوصية الحالة، فتداوت الجراح، وأعيد ترميم النسيج الاجتماعي بطريقة أعادت الأمل لجميع الموريتانيين في تمتين عرى الأخوة التي تجمعهم، وفي علاقات التاريخ التي أمدها الإسلام بعروقها ، وأنبت أغصانها، وأقام دعائمها.
سيادة الرئيس نحن لا نتهمكم في أي شيء مماذكرنا، لكننا نطلب منكم أن تتركونا وشأننا، وأن لاتطمعوا في مغالطتنا، فالتاريخ مسطر والأحداث معروفة، والقرارات موثقة ، والتصريحات مسجلة، والشهود لم يموتوا بعد، وصدق المثل الحساني، وله نظير عند البلار" إذ يقول" أمات الله من يشهد علينا"
نحن لانتهمك لكن سيادة الرئيس اتركنا وشأننا"فالناس متعارفه"
محمد جالو
تاريخ الإضافة: 20-08-2014 16:10:47 |
القراءة رقم : 3380 |