أين "الرجل الرشيد"
حبيب الله ولد محمد
|
لم نعد نريد حكما رشيدا لأننا اكتشفنا أنه نوع من طلب ما لا طمع فيه.. ليس بمقدورنا أن نرسي دعائم حكم رشيد فالأسر المتعاقبة على سدة الحكم ما بعد المختار ولد داداه أحكمت قبضتها على ثروتنا وامتيازاتنا وتركتنا للموت جوعا وبؤسا وغربة داخل وطننا..
اسألوا عن الأسواق من يملكها ومن يسيرها ومن يمونها ومن يمولها.. اسألوا عن محطات الوقود.. اسألوا عن القصور والإقطاعيات على طول البلاد وعرضها.. اسألوا عن المتاجر ورخص الصيد والقطع الأرضية وقطعان الماشية والمساحات الزراعية.. اسألوا عن المناصب والمنح والمشافي الخاصة والشهادات الدراسية والجامعات الخاصة..
إن وراء كل تلك المسميات رجالا نافذين ونساء نافذات لو أنهم جلسوا في منازلهم ولم يتسلقوا رقاب الشعب في زمن أرعن لما زارهم زائر ولما ذكرهم ذاكر..
والناظر إلى الإقطاعيات اليوم في البلاد يجدها تحمل أسماء رؤساء سابقين أو من ينوب عنهم من زوجات أو أبناء أو أقارب أو حتى وكلاء شخصيين.. وللوزراء والنافذين مدنيا وعسكريا نصيب لا بأس به من تلك الإقطاعيات التي تأتي من مصدر واحد ووحيد هو أموال الشعب الموريتاني وميزانيات الدولة الموريتانية..
وفي وضع كهذا لا يمكن أن نحلم بحكم رشيد فالحكم الرشيد يافطة تم تحتها استنزاف خيرات بلدنا وتركت نهبا لهذه الأسرة الحاكمة أو تلك..
واليوم لم يبق أمامنا إلا البحث عن "رجل رشيد" أعيانا التفكير فيه والحلم بأن نعثر عليه..
ولطالما أرقنا ذلك السؤال المدوي "أين الرجل الرشيد" ونحن نشاهد رجالا من نخبتنا الثقافية والسياسية ينغمسون في صراع ديكة بحثا عن مال أو جاه بعيدا عن أية اعتبارات دينية أو وطنية أو حتى أخلاقية..
ورغم يأسنا وإحباطنا وانعدام ثقتنا في كل هؤلاء المتصارعين فوقنا من مدنيين وعسكريين فإننا سنظل نصرخ في وجوههم بكل قوة "أليس فيكم رجل رشيد"؟
تاريخ الإضافة: 02-08-2008 09:31:34 |
القراءة رقم : 1183 |