البداع و الوزارة
لقد كنت أوشك أن أأمن بالتقدم الحاصل في البلد بسبب ما شهدته الساحة السياسية في السنوات الأخيرة من انفتاح و تشاور و نقاش واسع علي جميع الأصعدة ،يوهم من رآه، أننا بالفعل أصبحنا دولة متقدمة مثقفة تولي اهتماما كبيرا للتشاور و النقاش حول القضايا المحورية جميعا.
هكذا تتابعت الأحداث و كأنها سيناريو مسلسل محكم الحلقات يجعل المتتبع له في حيرة دائمة وتساﯝل عما سيأتي في الحلقة القادمة , هذ التطلع والشوق الي ما هو قادم جعلنا ننسي ولو بعض حين أن الخيال شيء والواقع شيء أخر
.فواقعنا أننا مع الأسف لازلنا نخلط بين الأشياء ,و نفخم بعضها علي حساب البعض , حتى أننا نتناقض أحياننا مع أنفسنا فنريد شيء ونفعل شيء آخر .
فمهما كان طموحنا في الوصول الي ما نصبوا إليه فان هنالك ما يؤخرنا عن الوصول إليه ,ولا غرابة في ذالك فالمعرقل الأساسي لنا عن الوصول الي الهدف هو نحن انفسنا, فليست هنالك قوة قاهرة ترغمنا على شيء وليس هنالك قانون ولا نظام ولا عرف من الأعراف المعترف بها يجعلنا نعيش هاذ التناقض الكبير ,لكنه التأخر عن ركب الدول المتقدمة المثقفة كما سميتها سابقا .
والتي ظننا ولو لبرهة الننا أصبحنا في صفها ,تلك الدول التي لا يتناقض المنصب العالي فيها مع الثقافة ولا مع الهواية .
فمحور المقال سيدي القارئ هو سؤال حيرني منذ مازلت طالبة في الجامعة لم اجد له جواب حتى الساعة
وهو لماذا يتخلى المسئول الموريتاني في كثير من الأحيان مع وجود حالات نادرة عن هدفه الحقيقي وعن ثقافته وتخصصه وهوايته؟
منذ وصوله الي مرحلة التعيين فهل هناك قانون ينص على ذالك أم أن العادة و العرف عودته على ذالك و العادة كالشرع .
لماذا إذا عين أستاذ التعليم العالي يتخلى عن التدريس؟ و هو مهمته الاسمي التي تقدم للدولة أكثر منما يقدمه التعيين ,فالسؤال هنا شامل لجميع الميادين.
إن المنصب العال الموقر ثقة كبرى يحمد عليه الله ولكنه يزداد وقارا بالموافقة بينه والدور الأساسي للشخص في المجتمع.
سواء كان هذ الدور تعليميا أو صحيا أو ثقافيا ,وهكذا الحال في الدول المتقدمة المثقفة ,أما في بلدنا فان المنصب العالي لا يمكن الموافقة بينه والمجالات الأخرى إلا مع السياسة وحدها .
فنجد الموظف مهما كان انشغاله لابد أن يأتي الي الاجتماعات السياسية ويقوم بدوره فيها كاملا ولو على حساب العمل ,فهل السياسة عندنا اكبر قدسية من جميع العلوم الأخرى أم أن نتيجتها على المجتمع أسرع من التعليم والصحة والثقافة؟
سيدي القارئ لقد رأيت في برنامج البداع شخصيات اعتبارية مستضافة منذ بدايته تدلي برئيها في هذ البرنامج كانت هذه الشخصيات على جميع المستويات من مستشارين في الرئاسة ونواب وشيوخ والتي قد نمثلها أن جاز ذالك في السلطتين التنفيذية والتشريعية بغض النظر عن باق الشخصيات المهمة الأخرى ,فهم يمثلون بالفعل قمة هرم الدولة
مثل حضورهم لدي بادرة تقدم تقرب فعلا القمة من القاعدة ولا تتناقض مع المناصب العليا بل يزيدها وقارا واحتراما ,فكلما تعددت لدى الشخص الرئة والثقافات كان الأكثر احتراما و الأحق بالتقدير , وكانت له القدرة على الحكم على الأشياء بواقعية نتيجة نزوله الئ ارض الواقع المعاش في البلد
وقد يجد في الخروج من برجه العاجي والتخلص بعض الأحيان من المسؤولية وبروتوكولها قدر كبير من الراحة والموضوعية يجعله يحكم على الأشياء بموضوعية مجردة من المؤثرات والعوامل.
فالمسؤولية تفرض علينا دائما التمسك بتصرفات وأقوال يقتضيها هذا المنصب أو ذاك,هكذا كان فرحي كبيرا بتلك الشخصيات و أرائها على الهوى بصراحة أعطت ثراء كبيرا لساحتنا الثقافية ومصداقية لإعلامنا .
وقد خاب أملي في ذالك وأيماني ولا ارجوا أن يخيب أملي وأيماني في الله منذ ليلة الاثنين السابقة 21/07/08
عندما لم يظهر في حلقة البداع الأستاذ الموقر الذي كان يرئسها بحكمته وأخلاقه العالية ,كانت الصدمة كبيرة ذكرتني بأيام خلت .
فهل إن التعين و المناصب العليا ستفقدنا دائما لأدوارنا الايجابية في المجتمع؟و السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يتعارض منصب وزير الثقافة مع رئيس لجنة نقاد البداع ؟حسب رئييي على العكس من ذالك فقد يزيده احتراما خاصة إن المجال هو مخ الثقافة } فإلى متى سنتناقض مع أنفسنا نريد شيء ونفعل شيء أخر؟نريد التقدم ونعمل على التأخر .
فهل إن الفنانة المعلومة والتي منحها الشعب ثقته عبثت بها حين حافظت على دورها كفنانة مع كونها شيخه أم إنها بالفعل كانت موفقة في الدورين معا؟ ولها مني تحية تقدير واحترام,و لكل من لا يتخلى عن رسالته الحقيقية في المجتمع .
فلا نريد للمناصب ولا السياسات إن تفقدنا دورنا الأساسي في خدمة هذا الوطن الغالي علينا جميعا, و ليست هذه الظاهرة إلا إحدى الظواهر الكثيرة التي تحتاج جهدا كبيرا منا للقضاء عليها.
لا له فاطم بنت مولاي احمد ول حسئ
تاريخ الإضافة: 28-07-2008 11:05:49 |
القراءة رقم : 1248 |