ما الفرق بين خطابي الرئيسين
الشيخ الولي أحمد مسك
|
الشيخ الولي أحمد مسكه
عاشت بلادُنا في الفترة القصيرة الماضية أياماً عصيبةً تفاعل معها الجميعُ ما بين مناصرٍ لهذه الفئة ومناهضٍ لتلك، وكأن المشهدَ السياسيَّ ــ على الأقل في تلك المحنة ــ أنقسم على ثنائية الرئيس بوش القائلة (أنت لست معي، إذن فأنت عدوي)ـ!ـ
وعلى حين غرة من الجميع، وبعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، وجَّه السيد الرئيس خطاباً إلى الأمة كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فمن جهة هلَّلَ له البعض وتبجح، ونفض عن نفسه ما تراكم على مُحَيَّاهُ من غبارٍ طيلة الأزمة، التي لم تجد معها أنجع الوسائل ولا أنسب الحلول، وبالتالي فإن الخطاب الرئاسي ذي الطابع التهديدي (العين الحمراء) ــ والرأي هنا للمناصرين ــ جاء لتذكير المارقين بأن صاحب الفخامة لا زال يملك خيارات عديدة، لن يتوانى عن استخدام الأنسب منها، بما في ذلك رصاصة الرحمة.
ومن جهة أخرى رأت فيه الفئة المتذمِّرةُ ومن شايَعها مجرد خطاب مرتجل لا يسمن من حيث إيجاد مخرج عقلاني، يحفظ للجميع ما تبقى من قطرات ندى تعلو الوجوه، ولا يُغْنِي عن المضي قدما في السعي إلى حجب الثقة عن حكومة رأوا فيها نكوصا للعهود، وعودة غير مُرَحَّبٍ بها إلى دائرة الظلام التي تَنَفَّسَ منها صبحُ الثالث من أغسطس وما تلاه من تغيرات طرأت على الساحة السياسة للبلد، وعليه فإنهم ماضون في تنفيذ ما هددوا به، ولن يثنيهم تغزل المؤتمن ولا وعيده!ـ
وهكذا وبينما الأنظار مشدودة إلى مؤسسة الرئاسة، تترقب ما سيصدر عنها حيال الوضع بعدما شهده من تصعيد في الساعات التي تلت الخطاب، إذا بقرار آخر كان بعيد التوقع يخرج إلى الملإ، ويحد من التجاذبات المضطردة، فقد قدَّمَ السيد الوزير الأول (منزوع الألف) استقالة حكومته فداءً لسيِّده وسيِّدنا جميعاً، ليعاد تكليفه للمرة الثانية على رأس الوزارة المرتقبة في مشهد أقلّ ما يمكن أن يُقال عنه بأنه جولة جديدة من فصول مسرحية الكرِّ والفرِّ الدائرة ما بين الفئتين، والتي إن قٌدِّرَ لفصولها الاستمرار في العرض كما هو مقرر، فسيكون لها نصيب من حظنا العاثرـ
تنفس القٌطْبَانِ الصعداء في انتظار بدء المقاطع المتبقية، لكننا كمشاهدين لسنا كذلك، فالعروض كانت مشوشة، والأداء لم يرق إلى حد التفاعل مع الأدوار، ولم نستوعب الخاتمة التي لم نستسغها كنهاية، ولا حتى الغاية من وراء تمسك السيد الرئيس بمن يعتبرهم النواب المتذمرون السبب الأوحد للخلاف الدائر فيما بينهم وبينه ـ
تاريخ الإضافة: 21-07-2008 13:20:53 |
القراءة رقم : 706 |