المجتعون في "آديس آبابا" يجددون إدانتهم للانقلاب ويوفدون مبعوثا إفريقيا إلى نواكشوط   البيان الصادر في أعقاب اجتماع مجلس الوزراء   مجلس الوزراء يقيل مدير ميناء نواكشوط ووالي تيرس زمور.. ويؤكد تعيين مديري وسائل الاعلام الرسمية   اهتمامات الصحف الصادرة صباح اليوم   ملف طائرة المخدرات بنواذيبو قاضي التحقيق لا وجه للمتابعة..والنيابة تستأنف   قتيل قرب مندوبية ترقية الاستثمار الخاص وسط نواكشوط   اهتمامات الصحف الصادرة صباح اليوم   "القوى الجديدة للتغيير" تؤكد رفضها لعودة النظام السابق وتدعوا لتشكيل جبهة لمواجهة الضغوط الدولية   نواب الجبهة يجددون موقفهم الرافض للدورة البرلمانية الطارئة   "من أجل موريتانيا" مبادرة مناهضة للانقلاب في أوربا وأمريكا  
البحث

الجريدة
الموقع القديم
قضايا و آراء

صراع بالوكالة

اضغط لصورة أكبر
القصر الرئاسى الموريتانى

حسابات التموقع المستقبلي في الخريطة واحتمالات توقع المنتصر في اللعبة التي يحركها آخرون كانت دائما عامل الحسم في ، تحديد مواقف الكثير من الفاعلين ، وهو ما يشوب القضية محل النقاش في جوهرها ويشوش التعاطي معها . كما يفسر في جزء منه الاقبال المنقطع النظير علي عمليات حجب الثقة المتعددة الابعاد التي تطبع المشهد دون تقديم اسباب كبيرة متفق عليها تبرر حجم التحرك .

انني اكثركم قلقا حينما اري هذه السرعة التي تطفئ سراج العقل،وهذاالاجماع غيرالمحدد حول نقطة محددة ،والذي حول المشهد في اسابيع الي استعراض او فرجة يتفرج فيها المواطنون علي صراع الكوريدا في الحلبة الذي تنتهي فيه اللعبة بمصرع احد الثيران وسط تعليقات وتصفيقات الجماهير التي لا يعتريها اشفاق علي الاخفاق او احساس بكونها معنية ، ولا يهمها اكثر من الامتاع والاستمتاع بقوة العراك والصدام.
وسط هذا السياق الفرجوي المتمشهد ،لا نقيس الا الفعل وردات الفعل الفورية مفصولة عن سياقها العام ، يطلق الرئيس خطابا فننندهش لا لمضمونه او تحريره ولا حتي امكانية تنفيذه وانما لسرعة رداته واثارته ،ينسحب البرلمانيون في موجات فيزيدنا ذلك امتاعا ليس امتنانا لروح العملية الديمقراطية وما تعنيه من استقلالية واضطلاع بدور وانما لطابعها الحدثي و ينسحب الحزبيون في زرافات فنندهش ، وتوجه الاتهامات الي هيئة ختو فنصل حدود النشوة لا اعتزازا بقدرات مجلس الشيوخ علي الاضطلاع بمهامه ولا اعترافا بعدم حصانة أي كان عن المساءلة وانما بوصفه تتابع افعال وردات افعال متواصلة ومثيرة،تحولت السياسية الي مشهد، وخلف المشهد دولة تتاكل ومصير يرسم دون هدي ، وافق مجهول ينفتح ،ونظام مؤسسة رئاسة تنهار وطبقة سياسية يرسم مستقبلها دون ان يكون لها كبير تاثير فيه ، وفي الغالب فحينما نغير قواعد اللعبة دون كبير تشاور نكون اقل تحكما في النتائج التي تتمخض عنها بل وقد تطالنا في بعض مراحل التطور ردات الزلزال .
اننا اليوم امام سباق علي راس رئيس الجمهورية،شعاره حجب الثقة عن الحكومة و مكافحة رموز الفساد وتعزيز الشراكة وتنظيف البيت الداخلي واخلائه من البرانيين في انتظار تصفية خلافات الاخوة ، لنقلها بصراحة هذا ما يريده المتحركون والساكنون وفق مسار متدرج متسارع دون ان تكشف ا لأسباب الحقيقية نعم هذا ما يراد بدا بالانسحابات من الحزب الذي اسسه الرئيس ونفي تاسيسه ومرورا بحجب الثقة في البرلمان عن حكومته ووصولا الي عصيان المبادرات الداعمه له وتتويجا بتشكيل مبادرات الوسطاء و النبلاء الذين سيقترحون عليه ببساطة الاستقالة بعدمامهدت لذلك الضربات المتتالية له ولمحيطه من قبله ، ومن قبل محيطه ومن قبل المعارضين .
حروب بالوكالة ترفع بعض الشعارات نيابة عن القصد ، واتفاق بالجملة علي ان لا نقول مطلقا ما نريد لحين فعله ، وزير أول يستتر خلفه الرئيس ،وبرلمان يتخفي وراءه الجيش ،و المستهدف مقعد قرار لا يتسع لاثنين ،لذلك لن ينتهي الاشكال بسقوط الحكومة ولا باشراك اغلبية حجب الثقة ولا باعادة الحياة لحزب عادل ولن يكون انشغال ولد الواقف بتشكيل حكومة جديدة الا لعبا في الوقت الضائع او اجراءات طقسية يفرضها تشكيل الحكومة قبل ان تسلم النفس بحساب تسارع وتيرة الاحداث.
لقد اثبتت الطبقة السياسية أنها لاتريد ممارسةالسياسية خالصة فلا بد من ان يعضدها الجيش ويتولي زمام المبادرة علي أن يتولي الطيف السياسي في خطوة لا حقة عملية الاجهاز ،ان هذ الحراك الذي يحجب الثقة عن الحكومة يمارس بفعل خلفياته الحقيقية حجب الثقة عن السياسى والسياسيين ،ويؤصل لتدخل الجيش في فعل سابق في علنيته جعل عراب التوجه محسن يتباهي باقل قدر من الحياء الذي لم يثر أي ردة فعل بالقول علنا ان الجيش هو القوة الوحيدة التي بامكانها ردع الرئيس

الحكاية والاية
في البدء كانت اغلبية برلمانية تتوجه لسحب الثقة من حكومة لما تسلم بعد برنامجها ولم تعمربعد اكثر من شهر ،ا ي تذمر وحنق هذاالذي عملته الحكومة ليقود في ظرف اقل من شهرين من نشاتها الي هذا التطورالمفاجي ، انسحابات بالحجم الكبير من الحزب و سحب الثقة من الحزب وعمليات حجب للثقة عن الحكومة.
حكومة ولد الواقف كانت اول حكومة تشكل ائتلافا من احزاب المعارضة و الاغلبية
بعدمطالب متكررة باقالة حكومة ولد زيدان التي اخذ عليها غياب السياسيين ، استسلم الرئيس خطأ تحت الضغوط وشكل حكومة سياسة بامتياز رئيسها حزب عادل اقوي ا لاحزاب،واضاف اليها كضمانة وكتعويذة طول عمر حزبين اصيلين من المعارضة
التحليل الاولي يظهرارتياحا للاستجابة للمطلب السياسي وللانفتاح وتذمر ا كبير اامن طبيعة بعض الشخصيات المشكلة ،في الظروف العادية يعمر هذا النوع من الحكومات سنتين كاملتين قبل ان تحملها اخفاقاتها او رتابتها او تنفجر الجبهه الاجتماعية فتعجل بذهابها.
حق للمتابعين القول ان الحكومة شكلت ردة في اختيار بعض الاشخاص ولن ينقص البعض الاخر التشكيك في قدراتها ،لكنها علي العموم لم تتلق وقت تشكيلها حجم الرفض الذي يعكس هذه الضجة رغم وجود مبررات تحرض علي ذلك .
في هذه الاجواء وفجاة يظهر تصريح متاخر من نائب مجلس الشيوخ يحتج فيه علي تشكلة الحكومة بوصفها انحرافا عن المسار ،لم يكن الامر يوحي بالجدية المطلوبة انما بمزاجية متقلبة او تمر د شخصي او تطلع قوي فقد كان المعني اكثر محدودية في الفعل السياسي الوطني ،حملته الظروف الانتقالية الي مركز المشهد السياسي ،كان مهتما اكثر بشؤونه الخاصة وماعرف عنه الكثير من التطلع للعمل السياسي المركزي كما يقول العارفون به ، والتحق بهذا النائب نواب ونواب بشكل مدهش وغريب .
التسلسل المنطقي للاحداث لا يسلم مطلقا الي انهيار الحكومة والحزب بهذه السرعة فيما لو تركت الامور بقدراتها الاعتيادية غير ان التسارع كان يوحي بان العربة تجر بمحركين كبيرين قويين سيدفعهما تطور الاحداث وسوابق تجارب الحقن تحت الجلد الي الظهور علي الملا ء دون كبير اهتمام بالاختفاء .

انهيار مضاعف للحكومة وانهيار مضاعف للحزب لم يسبق ان شهدناه ،فالتاريخ القريب يمدنا بامثلة الانهيارالمفاجئ لكنه لا يسعفنا بامثلة يوجد اصحابها علي راس السلطة،يوم الاطاحة بولد الطايع تجمع الصحفيون يريدون الرد من الامين العام المرتجف ومااذا كان سيعقد مؤتمرا صحفيا قال ان الامين العام المكلف بالمعارف الرشيد سياتي بعد قليل لعقد مؤتمر صحفي وماعاد الرشدالي اليوم ،اختفوا كلهم بعدما حطموا صوررئيسهم ،بعد ذلك بداوا يلملمون شتات شملهم وعادوا بقوة واجروا انتخابات وفاز اقريني وتفاخروا بانه الحزب الاوحد الذي حقق التناوب وهنا ولد الزامل غريمه ولدمحمد فال و ما ان اصدر المجلس العسكري اشارته للاستقلالية حتي استقال الجمع واستقل وبقي ولد محمد فال وحيدا في حزب صغير يدعي الحزب الجمهوري للديمقراطية والتجديد،ورث سيدي هذه التركة الطائعية الطيعية في طبعتها الاولي او السلطوية المدجنة وبها نجح وبها يراد له ان يهزم .

 

شعارات الصراع وخلفياته

في حرب الفيتنام كانت عبارة انت مع الجيش الامريكي من العبارات التي لا يملك المواطن الامريكي لها رفضا لكنها من العبارات التي لاتعني شيئا اصلا اكثر من اخفاء حقيقة هل انت مع الغزو الامريكي لفيتنام ام لا ، هذه عبارات عائمة مقصودة الصياغة وكذلك التعاطي مع الاشكال كان يطرح اجوبة علي اسئلة ليست مطروحة ويغفل عمق القضية، فقضية رموز الفساد الموجودين فعلا لم تطرح مطلقا لا في العريضة المقدمة من النواب ولا في جوهرالقضية ، كانت للاستهلاك العام و ولد احمد الواقف لم يكن يثير الحسد الي هذا الحد ،كماان انجازات الحكومة الحالية ليست مطروحه في العريضة ولعلهم كانوا يقيمون حكومة ولد زيدان او المرحلة الانتقالية اماهذه الحكومة فلم تلق الوقت الكافي حتي لارتكاب الاخطاء.

ان مفاهيم رموز الفساد ، غياب التمثيل ، الدكتاتورية في الحزب والدولة ، وهي امور موجودة ومرفوضة ، كلمات لا يقصد منها شيئ مطلقا في هذالصراع ، بل تختزل صراع النفوذ بين عسكري ومدني ،بين الجنرالات والرئيس علي مقعد لا يحتمل وجود اكثر من واحد ، فالرئيس بدا يدرك، بطريقة متسرعة وبايمان متوقع وتحريض محتمل ـ ان اعارة السلطة قضية مرفوضة ، وان السلطة ذاتها ضد الاعارة وان التخلص ممن اتوا به يتطلب تدرجا يبدا بالموافقة علي جميع الطلبات تطيبيا لخاطرهم وترضية وامتنانا لهم تماما كالزوج الذي ينوي التطليق فيغدق علي زوجته حتي لا تكتشف لحظة ولا خطة التوديع ، وهكذا رفعهم الي مركز جنرالات وعين الاشخاص الذين يريدون وودع الذين لا يرغبون ، كان يعمل علي ان يكون جزاؤهم مغرياقبل التخلص والطلاق وتخليصهم من الساسة ، وكان خياره مبتسرا ومستعجلا لم تنضج ظروفه ، لكنهم كانوا ا شد ذكاء فاخذوا الهدايا واستعملوا اداة السياسة ذاتها فكانوا اكثر نجاعة علي المدي القصير واكثر خطا علي المدي البعيد


ولد الشيخ عبد الله اختار التحرر ، اختار ان يكون اكثر صفاء واقل وفاء فلم يتمكن اذ تعوزه الاليات التي لا يمتلك منها الان سوي الخطاب التصعيدي الحماسي ، الذي استنفدالمقصود منه في ساعات و دحضته الساعات الموالية
في المشهد الحالي وترتيبا علي اليات الصراع وتقدم اطرافه تعدد المسددون بعضهم الي رموز الفساد و اخرون يسددون علي دكتاتاتورية الحزب والغبن والشعور باللاحراك اما الشيخ محسن ولد الحاج فقد اختصرالطريق ووفر الوقت فاستهدف المستهدف اصلا في مقاله سنة الندم ، اخرون في تطور جديد بداو التصويب الي حرم الرئيس وهيئتها الخيرية في مجلس الشيوخ وعنت الوجوه فلم تعد تسمع الا استهداف الرجل الذي له نقائصه الكثيرة واستاتيكيته المشهودة ، كما له ايجابياته العديدة ، الاان ما قدم للراي العام لحد الان لا يبر مطلقا هذه الهجمة المكثفة فاماان المهاجمين ضنوا بالمعلومات او يتوسلون بشعارات لتسويق قضية صراع علي مركز قرار


صحوة او كبوة النواب

يرجع البعض تذمرالنواب الي صحوة النواب بدورهم ، ويرجع استياء السياسيين الي الشعور بالغبن المضاعف حيال لعبة تدار باسمهم ولا يقاسمون المدير غنائمها ، لقد انتظرالسياسيون الحكومة الاولي فجاء الرئيس بدون حزب و البرلمان فجاء رئيس برلمان بلااغلبية ورئيس حكومة بلا اغلبية و ، شكلت الاغلبية في المرة الثانية الحزب فسلم الي من لا يملك قواعد وشكلت الحكومة و سلمت الي الشخص ذاته الذي سبق ان استلم ايضا ملف اللاجئين والبرنامج الاستعجالي.
اخرون يرون المستقلين كيانا طيعا وحينما يثور بمثير و يحس تباين موازين السلطة يولي وجهه وهكذا تحرروا من ربقة غريمهم السياسي وسقطوا في ربقة الجيش وكانوا في الحالين اوفياء دائما للسلطة

والحقيقة انه في كل هذا نصيب من الحق لكن ليس في هذه المرة التي لا يعدو فيها الصراع ان يكون صراعا بالوكالة


الخطاب المناورة

كان خطاب رئيس يريد الايحاء بان الامور تحت السيطرة وان تعزيز المسار الديمقراطي سيتواصل مهما كلف الثمن مصنفا المتذمرين الي اربع واصفا لكل منهم ما يتعين عليه القيام به وتدرج الرئيس الي الجيش متعهدا بالثقة في قادته ومعولاعلي افراد ه في ا ول حديث عن الصمت الأكبر من قبل رئيس الجمهورية الذي كان اكثر شفافية واقل حصافة في حديثه عن الجيش اذ كان في غني عن تمييز القادة عن الافراد
تناسي الرئيس انه القائد الاعلي للقوات المسلحة الذي لا ينبغي حتي لو وقع ما وقع مطلقا الظهور بمظهر القائد الذي يعاني تمرد ماموريه او الساعي للتمييز بين درجات ولائهم تماما كما كان اجدر بالرئيس سياسيا امتصاص الضربة الاولي واعتبارها حجب ثقة عن الحكومة حتي ولم تكن كذلك فعلا.
اخطا الرئيس في التهديد بحل البرلمان و في تحويرالنقاش الي قضية حجب ثقة عنه ا في حلولية غير مبررة بالحكومة تسلب لاخرين صلا حياتهم تحت طائلة التهديد.
الخطاب التصعيدي لرئيس الجمهورية كان مناورة مكشوفة اراد لها العلن ولم تبق امامه هامشا كبير ا للمناورة فبات الخطاب جزء من الاستعراضية التي ترجمها خروج السيارات تطلق منبهات بعدما اوضح الرجل الاول انه لم يستسلم لاول ضربة ولا زال يناور .
جعل العسكريون الرئيس في غربة حقيقية تظهره في صورة المناهض لنواب الشعب المعارض لاضطلاعهم بصلاحياتهم الحميمة في حجب الثقة عن الحكومة ، لم يستطع الرئيس السيطرة علي الموقف فاثر الهجوم علي مصدر الرمية ، مما اضعف موقفه كثيرا ، اربكت الرئيس الضربة الاولي حجب الثقة ولم يتمكن من احتوائها فرد يسرعة وهجوم لا يملك اليات تنفيذهما ، وحتي السفراء الذين التقاهم سيما الغربيين اكتفوا بالاستماع بادب والاكتفاء من اللعبة بمظاهرها وهم الاعلم بخفاياها غير انهم لا يريدون اجهاد انفسهم في ا لدفاع عن شخص سوابقه لا تسعفه من منظورهم ، غادره المدنيون ،وناؤوه العسكريون وبات يسكن في سجن بارد ، ومع ذلك لا زال يختار اشد الاسلحة فتكا واسرعها حسما في الوقت الذي لا يملك اليات الحل السريع والحاسم

كانت تصريحات ماري اسلير بيغن مؤشراعلي ان نافذة الاتكاء علي الخارجي موصدة وفي ظل ذلك اقال الرئيس الحكومة دون استشارة واعاد تكليف الوزيرالاول خطا بتشكيلها وكلفة بالمهمة المستحيلة بالحزب و اعادة الحياة والتناغم في ما لا امل فيه


الطبقة السياسية
لم يكن الطيف السياسي عموما في يومه موالاة ومعارضة فقد اكتفيا بتسيراليومي لا بتحضيرالاستراتيجي ،استتغل الطيف المعارض المشهد لمباشرة اجراءات الانتقام وممارسة طقوس القصاص من مناوئيه في المعارضة ، عاد التكتل ليمارس عادته القديمة منذ الثالث اغسطس ممثلة في مغازلة العسكر في بداياته ومناوءته في نهايات اللعبة بعد التغرير به ،رفع ولد داداه الذي كان يقتتصر علي انتقاد الحكومة ، رفع من وتيرته وفهم ان المراد ليس الحكومة قطعا وانتقد الرئيس واصفااياه بالعجز ووافق العسكريين وهو الذي هنا منافسه في الانتخابات غداة فوزه من اجل التخلص من العسكر وتاسيس نظام مدني
ربح االتكتل من دعمه رضي نواب الاغلبية التشفي في غرماء قدماء : اتحاد قوي التقدم والتواصل الحزبان اللذان انسلخا من المعارضة قبل شهربعد رصيد قديم فيها اراد زعيم المعارضة ان يخرجهما من الحكومة منهكين مع قواعد مرتبكة وان يوجه اليهما رسالة مفادها كم كانا مخطئين وكم كانا غيرمحظوظين علي الاقل حينما سبقاه الي الحكومة

كان التكتل حريصا علي المساهمة في كل ما يمزق الاغلبية لكنه كذلك عمل علي تمزيق اسلوب السياسيين بتكريسه اسلوبا مناقضا في فهم القضايا وخلط الاوراق وبادعائه ان ثمة اطرافا تريد اقحام الجيش متناسياانه او ل الاطراف المستفيدة من ذلك والعاملة علي ذلك لقد ربح التكتل ظرفيا وخسر استراتيجيا .
تعاطي الحزبين المتضررين من اقالة الحكومة كان متباينا ، اتحاد قوي التقدم فهم ان الامريعنيه وصدع بالقول انه صراع بين مؤسسة الجيش والرئاسة ادواته البرلمانيون ، هاجم التقدميون بشدة تدخل الجيش وان استاؤوا من بقائهم مدافعين عن نظام لا يساعدهم حتي علي الدفاع عن ذاته ، اما الاسلاميون فكانوااكثر برودة في التعاطي والتعاطف ولم يقرروا موقفا طرفيا ولم يتمكنوا من صياغة قرار واضح بحجم المفاجاة

 

 

اليس منكم رجل رشيد

لم يسبق ولم يتصوران يكون فاعلوا الاغلبية ا علي درجة من شبه الاجماع ضد رئيسهم كما هو الحال ولم سسبق ان اجمعوا علي تغيير النظرة بمجرد لقاء مع المسؤؤلين العسكريين فيكبر اللقاء ويعظم شانهم في اعينهم وتسود الصورة لديهم ويباشروا عملية الترويج والتهييج ،وتبدا الاستقطابية تسود فلا يغدو بامكان احد التدخل مطلقا الا ليكتب ملتمس تاييد للعسكريين او يزيد الرتق شرخا،اما ان يتوجه اليهم وسيطا او ناقدا فلا.

ان الاشكال الحقيقي في كل ما هو مثار الان ليس الا علاقة الجيش بالسياسة المرةالاولي التي يفاوض فيها الجيش علنا في السياسة والمرة الاولي التي يعلن فيها انصاره انه القوة الرادعة لرئيس الجمهورية ، وليس غريبا تزامن القضية مع تعيين جنرالات ففي ادبيات تداخل الجيش بالسياسة يتطلب الامر وجود جنرالات حتي نقول جنرالات الجيش وحتي نتحدث عنهم بهذه الصفة والتسمية ولا نجهد النفس في صياغة جمع لعقيد وعقيد ،اليوم بات واجبا مراجعة علاقة الجيش بالسياسة، فإما أن نضع حدا أو نرسم حدودا لهذاالتدخل ، نرسمه أو نردمه ،نتعارف عليه أو نلغيه،
حتي لا تخضع ديمقراطيتنا لمزاجية الجنرالات وتقديرهم للظروف او لقوة اوضعف الرئيس في المنصب ومدي الدعم الاساسي الذي يحظي به وسهولة او صعوبة النفاذ الي المحيطين به ، و حتي لا تتحكم المتغيرات في الثوابت وباختصار حتي نحول بين المؤسسات والسقوط في درك الاداتية الشخصانية المؤسسات كل المؤسسات :مؤسسة البرلمان ومؤسسة الرئاسةولكن مؤسسة الجيش كذلك

 

اننا في هذا المقام لنعول كثيرا علي تدخل اولئك الذين لايهمهم غدهم الوظيفي ولا يومهم المهني ولا تحجبهم المنافع والودائع ولا توقعات رضي الفاعلين او ابطال اللعبة المستقبلية ، الي اولئك الذين يريدون مصلحة موريتانيا ولا ينظرون الي الجميع سياسيين وعسكريين الا كجنود في خدمة الامةيخطئون ويصيبون ، ادعو هذه الفئة للتدخل قبل فوات الاوان تقريبا لوجها ت النظر بين المتصارعين وخدمة للبلد ، صحيح قد يحسم العسكريون الامر في اسابيع لكن ليس بمقدروهم مطلقا ان يحسموا القضية بصفة نهائية لانها اعمق واحق بالتروي والتقصي ،الي هؤلاء اتوجه بنداء وطني للتهدئة حتي لا تقع البلاد فريسة لمزاجية فرد رئيس او رئيس حرس رئاسي فلاارض تقلنا غير موريتانيا ولا سماء تظلنا غير سمائها و لاتتحمل هذه البلاد الضعيفة تقلبات ا لاجواء المفاجئة وهي اقل صبرا علي تقلبات اهواء من يملكون السلطة وماينجر عنها ...... الي هؤلاء اتوجه بالنداء حتي لا تتحول البلد الي فرجة

الشيخ ولد محمد الامين

تاريخ الإضافة: 06-07-2008 17:38:02 القراءة رقم : 745
 الصفحة الرئيسية
 الأخبار
 قضايا و آراء
 تقارير
 مقابلات
 من نحن؟
 مابسي
 روابط
 اتصل بنا
 خارطة الموقع
 البريد الألكتروني
 الموقع القديم
عدد الزوار:2821865 جميع الحقوق محفوظة مابسي © 2008