تفاصيل جديدة عن قصة الهبوط الاضطراري لطائرة الجنرال ورحلته في صحراء آوكار
أفاد مندوب وكالة نواكشوط للأنباء نقلا عن شاهد عيان أن الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة والمترشح للانتخابات الرئاسية القادمة الجنرال محمد ولد عبد العزيز، كان مرفوقا بثمانية أو تسعة أشخاص على متن طائرة الهليكوبتر التي هبطت بهم اضطراريا في منطقة آوكار الصحراوية يوم أمس الأربعاء.
وأضاف الشاهد أن الطائرة هبطت في منطقة صحراوية على بعد حوالي 160 كلم شمال غرب مدينة تمبدغة في الحوض الشرقي في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، وترجل ركابها حيث وجدوا آثارا لإبل في المنطقة اقتفاه ثلاثة منهم ـ يعتقد الراوي أن من بينهم ولد عبد العزيز ـ وعلى بعد ثلاث أو أربع كيلومترات وقفوا على بئر تسقي منها مجموعة من الرعاة، فشربوا ونقلوا الماء إلى رفاقهم، ثم انتقلوا جميعا مع بعض رواد البئر إلى حي بدوي قريب، أمضوا عنده بقية يومهم.
ونقل المصدر عن الشاهد قوله إن ولد عبد العزيز سأل مضيفيه اثناء المقيل إن كانوا يعرفون رئيس موريتانيا، وهل سيصوتون في الانتخابات الرئاسية القادمة، فأخبروه بأنهم سمعوا أن الرئيس استقال وسيترشح للانتخابات، لكنهم لا يستطيعون التصويت لأنهم لا يملكون وثائق مدنية.
ومساء وصلت ثلاث سيارات عابرة للصحاري نقلت أعضاء الوفد مع مرشدين من سكان الحي لمساعدة الوفد على الوصول إلى طريق الأمل أو مدينة تمبدغة،، وقد غاصت السيارات في الرمال عدة مرات، قبل أن يصل الموكب إلى آثار سيارات كانت تعبر من المنطقة في شبه طريق رملي سالك، وهناك انفصلت السيارة التي تقل ولد عبذ العزيز وشخصا آخر معه عن السيارتين المتبقيتين وفقد الاتصال بينهم نهائيا، وعند الساعة الثانية فجرا توقفت تلك السيارة (سيارة ولد عبد العزيز) عند محطة بيع الوقود الواقعة عند المدخل الغربي لمدينة تمبدغة بولاية الحوض الشرقي وتزودت بالوقود، وقال العامل في محطة البنزين إنه لاحظ شبها كبيرا بين أحد راكبين الذين أيقظاه، وبين الجنرال ولد محمد عبد العزيز، لكنه لم يكن يتوقع وجود هذا الأخير أبدا في ذلك الوقت من الليل وفي تلك المنطقة، وبعد ساعتين وصلت السيارتان المتبقيتان إلى محطة البنزين وكانتا تسألان عن السيارة الأولى.
وغير بعيد من مدينة تمبدغة بات الجميع حتى ساعات الصباح الأولى حيث واصلوا تحركهم باتجاه مدينة تامشكط بولاية الحوض الغربي.
وفور إبلاغ ركاب الطائرة عنى هبوطهم الاضطراري، أعلنت حالة الاستنفار الفوضى في الحوضين، وكان الشغل الشاغل للمسئؤلين هناك، هو التكتم على الخبر وعدم نشره إلى أن يتم الوصول إلى الوفد، وذلك نظرا لخطورة المنطقة التي تعتبر مسرحا لتحركات عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وعصابات التهريب، هذا فضلا عن احتمال ضياع الأشخاص فيها وهلاكهم عطشا، حيث سبق وأن توفي حاكم وقاضي ولاتة السابقين قبل سنوات، ومرافقين لهما بعض تعطل سيارتهما في تلك الصحاري.
وقد غادر أحد المرشدين الذين رافقوا وفد ولد عبد العزيز، وهو من أبناء الحي البدوي الذي أمضى عنده الجنرال يوم أمس، مدينة تبمبدغة اليوم الخميس في سيارات تقل فنيين وعسكريين في طريقهم إلى المكان الذي هبطت فيه الطائرة اضطراريا وذلك بغية إصلاح عطبها وإعادتها إلى العاصمة.
تاريخ الإضافة: 26-06-2009 00:03:51 |
القراءة رقم : 5675 |