الجبهة تنتقد زيارات ولد عبد العزيز للداخل وتعتبرها إسرافا وحملة سابقة لأوانها
اعتبرت الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية أن الزيارات التي يقوم بها رئيس المجلس الأعلى للدولة الجنرال محمد ولد عبد العزيز لولايات الداخل مجرد حملة انتخابية سابقة لأوانها، ومن أجل "إيهام الرأي الوطني بعدم اكتراثه بالمعارضة الواسعة التي يتعرض لها داخليا والعزلة الدولية القاتلة التي وضع البلاد فيها".
وأكدت الجبهة حلال بيان صحفي توصلت "ونا" بنسخة منه أن هذه الزيارات وما يصاحبها من البذخ والتبذير تبين عدم صحة ما يشاع من محاربة الفساد ، الذي قالت بأن الجنرال ولد عبد العزيز أكبر رموزه.
وفي ما يلي النص الكامل لبيان الجبهة كما وردنا:
الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية
بيان
يقوم الجنرال محمد ولد عبد العزيز هذه الأيام بتكثيف زياراته الاستعراضية مدشنا بذلك حملة انتخابية سابقة لأوانها وخارجة عن كل سياق تمكن استساغته. إن هذا الأسلوب الدعائي المفرط في الديماغوجية والتضليل يهدف دونما طائل إلى تبرير الانقلاب السافر الذي قام به في السادس من أغسطس والذي أطاح من خلاله بالشرعية و بالرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله المنتخب.من طرف الشعب الموريتاني في انتخابات شفافة ونزيهة.
وكما دأب عليه هذا الجنرال في كرنفالاته السابقة فإنه لا شك مستمر في تسويق حجج واهية لا تنطلي على ذي عقل سليم ، تهدف إلى إيهام كل من يمكن التغرير به بالشعارات الجوفاء التي ما فتئ يرددها من محاربة للفساد وقرب من الفقراء وسعي للتنمية.
وترمي هذه الحملة الهوجاء من بين أمور أخرى إلى:
ـ إيهام الرأي الوطني بعدم اكتراثه بالمعارضة الواسعة التي يتعرض لها داخليا والعزلة الدولية القاتلة التي وضع البلاد فيها، مواصلا بذلك هروبه إلى الأمام دونما مبالاة بالعواقب
ـ إظهار أنه يتمتع بشعبية كبيرة من خلال استخدام الترغيب والترهيب في جلب الناس من العاصمة والقرى النائية، وهي الأساليب المفتعلة ذاتها التي درجت عليها كل الأنظمة الضعيفة من غير طائل.
يأتي كل ذلك في جو من البذخ والتبذير لا ينسجم البتة مع محاربة الفساد التي يتم التطبيل لها كل آن وحين.
ولكل منا أن يسأل هذا الرجل عن مكانه من الفساد والمفسدين طيلة مسيرته المهنية والسياسية. ألم يكن سادن القصر الرئاسي طيلة عقدين من الزمن؟ ألم يسير واحدة من أكبر التشكيلات العسكرية مع ما لذلك من مسؤولية مباشرة عن كل ما يترتب على إنفاق ميزانية معتبرة دون أدنى مساءلة؟ ألم يصبح بين عشية وضحاها أحد أبرز الأثرياء في هذا البلد دون معرفة لمصدر ثروته؟
ألا يجعله كل ذلك على أحسن تقدير شريكا في كل ما ينسبه باطلا لخصومه السياسيين من فساد؟ وأي فساد في الحقيقة أعظم من غلق أبواب الرزق عن الناس وحرمان البلاد من التمويلات الخارجية اللذان أدى إليهما هذا الانقلاب الأخرق، مما سيعيق كل جهود التنمية؟
وبالنسبة لتخفيض الأسعار الذي أصم الآذان، فالكل يعلم اليوم أن بقية مخزون الأمن الغذائي التي كانت موجودة في داخل البلاد قد تم بيعها مؤخرا للتجار ليقوموا بالمضاربة بها في الأسواق وأن الاحتياجات المعيشية أصبحت في غير المتناول بالنسبة للسواد الأعظم من الناس.
إن كل ما يرسمه الجنرال من سياسات اقتصادية يتسم بالارتجال والمغامرة عبر تكليف الميزانية العامة بالإنفاق على مشاريع غير مدروسة وبدون تمويل مرصود سلفا لإنجازها.
كل هذا يجعل من هذه الزيارات مسرحية لا طائل من ورائها إلا ما شاهدنا من تحامل غير مستساغ على الخصوم السياسيين إبان زيارته لأكجوجت، حيث لم يسلم القضاء هو الآخر من النقمة والنعت بالفساد والرشوة.
إن هذه الحملة الشعبوية تأتي في إطار أجندة انتخابية من طرف واحد يسارع الجنرال وأعوانه إلى محاولة فرضها على الطبقة السياسية الرافضة لها في أغلب مكوناتها ، علما بأن المجموعة الدولية قد رفضتها هي الأخرى باعتبارها أحادية وغير دستورية. ولا تغني في هذا الموقف الوطني والدولي مساندة العقيد القذافي أي غناء.
إن الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية ، وعيا منها بضرورة ترسيخ النهج الديمقراطي الكفيل وحده بضمان استقرار وأمن وازدهار هذا البلد وحماية سلمه الأهلي لتستنكر هذه الأساليب الديماغوجية الرخيصة وتهيب بكل الوطنيين الغيورين على موريتانيا أن يقاطعوا هذه الحملة المغرضة وأن لا يغتروا بشعاراتها الجوفاء.
عاشت موريتانيا حرة ديمقراطية آمنة ومزدهرة
الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية
19-03-2009
تاريخ الإضافة: 19-03-2009 18:34:20 |
القراءة رقم : 432 |