بدي ولد ابنو يشجب اعتقال الزميل ابوالعباس
ادان الأمين العام للأوبسيرفاتوار المتوسطي للعلاقات الأوربية العربية بدي ولد ابو في تصريح صحفي توصلت وكالة نواكشوط للأنباء بنسخة منه بشدةاعتقال الزميل ابو العباس :
واعتبرانه يمثل تطورا خطيرا في مجال خنق الحريات وهو يسيء إلى السلطات الحاكمة أكثر من إساءته لأي طرف ، مضيفا أن إن الذين يقفون خلف هذا الاعتقال الجائر يعملون من حيث أرادوا أو لم يريدوا، إلى تشويه السلطة الحاكمة وإلى تأزيم وضع متأزم أصلا في وقت تحتاج فيه كل الأطراف إلى مزيد من سعة الصدر ومن تقبل الآخر ورأي الآخروهذا نص التصريح:
"مثل اعتقال الأستاذ أبو العباس ولد ابرهام على خلفية نشره لمقال صحافي، وبغض النظر عن مدى الاختلاف أو الاتفاق بشأن محتوى المقال، حدثا لا يمكن إلا أن ندينه بكل صرامة إذْ تلزم إلزاما مطلقا، أخلاقيا ومواطنيا، إدانتُه ومواجهتُه من طرف الجميع. وفضلا عن أن هذا الاعتقال يمثل تطورا مقلقا بالغ الخطورة من منظور الحريات العامة والشخصية كما من منظور حرية التعبير وحرية الصحافة فإنه يمثل رسالة ومؤشرا بالغي السلبية في وقت يتطلع فيه كل الموريتانيين إلى حلحلة الأزمة السياسية الراهنة التي استمرت أكثر بكثير من قدرة تحمل البلد. إن اللجوء الجائر إلى اعتقال أصحاب الرأي هو أسلوب متخلف وظلامي يسيء إلى السلطات الحاكمة أكثر من إساءته لأي طرف آخر. والذين يقفون خلف هذا الاعتقال هم من يلزم أن تعاقبهم السلطات. إن الذين يقفون خلف هذا الاعتقال الجائر واللامسئول إنما يسعون، من حيث أرادوا أو لم يريدوا، إلى تشويه السلطة الحاكمة وإلى تأزيم وضع متأزم أصلا في وقت تحتاج فيه كل الأطراف إلى مزيد من سعة الصدر ومن تقبل الآخر ورأي الآخر. وأيا تكن الدعاوى أوالحجج التي تذرع أو يتذرع بها الذين اعتقلوا الأستاذ أبو العباس ولد ابرهام فإنها دعاوى وحجج واهية وليس على السلطات إلا رفضها وإطلاق الأستاذ ولد ابراهام فورا ودون قيد أو شرط والاعتذار له وللصحافيين والصحافيات وللرأي العام بشكل أشمل.
لقد كان أملنا كبيرا في أن الاعتقال الجائر الذي كان قد تعرض له السيد اسلم ولد عبد القادر لم يكن إلا خطأ تكتيكيا تم التراجع عنه وتجاوزه بإطلاق سراح الأخير وفي أن مبدأ احترام حرية التعبير سيظل فوق كل اعتبار. وكان أمل الجميع كبيرا في أن السلطات الحاكمة ستدرك من الناحيتين المبدئية والمصلحية أهمية الاستجابة للمطالب المتكررة بفتح وسائل الإعلام الرسمية لمختلف الآراء ووضع حد للأحادية الظلامية البائدة. إن الصدمة إذا كبيرة وإن الذين يزينون للسلطات الحاكمة ممارسة اعتقال أصحاب الرأي أو يزينون لها تضييق الحريات الشخصية أو الحريات العامة أو حريات التعبير والتجمع إنما يوقعونها في خطأ استراتيجي بالغ الخطورة، وإنما يصدق فيهم المثل القديم " عدو عاقل خير من صديق أحمق".
ومرة أخرى فإن اعتقال أصحاب الرأي لا يمكن أن يُحسب هينا ولا يمكن أن يُبرر بالتكتيك السياسي أيا يكن الموقف من صاحب هذا القلم أو ذلك.
إن الآمل ما زال يحدونا في أن لا يغيب عن بال كل أطراف الأزمة الحالية مهما يكن تموقعها بل وأن لا يغيب عن بال كل مكونات الساحة السياسية والمدنية الموريتانية أيا تكن ومهما تكن أن الحرص على احترام الحريات الفردية والجماعية وحريات الصحافة والتعبير والتجمع صمام أمان بالنسبة للجميع. فمن البديهي أن لا مستقبل لمسلسل ديمقراطي موريتاني حتى في حده الأدنى إذا لم تظل هذه الحريات محل إجماع وإذا لم يظل المساس بها خطا أحمر أحمر.
باريس 13 مارس 2009
الامضاء بدي ولد ابنو "
تاريخ الإضافة: 17-03-2009 10:18:49 |
القراءة رقم : 734 |