ندوة حول "الإسلاميون ودروس الربيع العربي"
احتضن المقر المركزي لحزب "تواصل" مساء الثلاثاء 04/02/2014 ندوة فكرية نظمتها المنظمة الشبابية للإصلاح و التنمية حول الإسلاميون ودروس الربيع العربي أنعشها كل من الأستاذين اكناته ولد النقرة و أحمد ولد الوديعة وذلك بحضور شبابي كبير.
افتتحت الندوة بآيات من الذكر الحكيم قبل أن يتناول الكلام الأستاذ اكناتة ولد النقرة حيث استعرض نماذجا من الربيع العربي وافتتح الأستاذ كلامه بالحديث عن عنوان الندوة قائلا: الإسلاميون ف "أل" العهدية لا تحيلنا على حالة متجانسة فقد تجد تناقضا عميقا داخل الحركات الإسلامية كما في موقف التيار الوسطي وجماعة حزب النور في مصر إذ انعكس عدم التجانس هذا في الربيع العربي ما بين تيارات الفكر الإسلامي.
وعلق ولد النقرة على التجربة المصرية بالقول إن الحوار الذي انجرف إليه الإخوان المسلمون الأيديولوجي الهوياتي ذهب بهم بعيدا عن مطالب الثورة الاجتماعية ما جعل القواعد العريضة تستنكر ما انشغل به الإخوان في الدستور الذي لا يلبي تساؤلاتهم.
مضيفا أن ما حدث في مصر كان عكسا لما حدث في تونس حيث استوعبت النهضة الدرس المصري واستطاعت أن تخرج بأقل الخسائر، وإن كان البعض يعتبر أن النهضة ضحت ببعض مبادئها في سبيل الاتفاق بينما أخفق الإخوان في مصر في عقد شراكة مع الآخر واقتصروا على شراكة مع السلفيين الذين لم يستمروا في تلك الشراكة فوجدوا أنفسهم معزولين في الساحة حسب ما يرى ولد النقرة وأثنى اكناتة على التجربة التونسية قائلا:
"المشروع السياسي لحركة النهضة كان مجتمعيا ، وبذا التحمت بمطالب الشعب التونسي وتبنت تلك المطالب ، مؤكدا أن الدستور التونسي من أكثر الدساتير ليبرالية في العالم العربي ، وزعيم النهضة يرى أنه يجب أن يكون اجتماعيا ، وأن لا يفرض وأن الجدل الذي ثار حول الدستور التونسي كان جدالا مجتمعيا وليس كما في الحالة المصرية ، وهو يعكس المقاربة المجتمعية لحركة النهضة التي حاولت أن تجعل من الدستور وثيقة اجتماعية|".
وأكد ولد النقرة أن ما حدث في بلدان الربيع العربي يرجع إلى تصورين:
تصور جمال الدين الأفغاني الذي يرى بأن منهجية التغيير تكون باقتناص السلطة والوصول إلى الحكم.
والتصور الثاني لمحمد عبده ويرى الوصول إلى السلطة مشروعا تربويا اجتماعيا
وأكد أن مطالب الثوار كانت مطالب اجتماعية وليست هوياتية أو أيديولوجية ، مضيفا أن المؤسسة العسكرية التونسية لم تعرف انغماسا في الشأن السياسي و أنها قد حمت الثورة.
بعد ذلك تناول الحديث الإعلامي أحمدو ولد وديعة عضو المكتب السياسي للحزب والذي تحدث عن الرسائل والسناريوهات التي يوجهها الربيع العربي والذي افتتح كلامه بالقول أنه يمكننا أن نقول بكل ثقة بأن الربيع ليس فصلا عابرا في تاريخ هذه الأمة بل هو مفتتح مرحلة من مراحلها المهمة ، مؤكدا أن هذا الربيع جاء ليؤكد أن هذا الجزء.لأصيل من هذه الأمة حقيق بالحرية وجدير به أن يقدم ثمنها .
وأكد ولد وديعة إيجابية ثقافة النقد الذاتي لكنه اعتبر أن المقارنة بين التجربة المصرية والتونسية مقارنة في غير محلها نظرا للفواق و موضحا أن هناك فوارق في التوقيت والجغرافيا والسياق عندما نقارن بين الحالة المصرية والتونسية.موضحا أن الحكم على التجربتين في الظرفية ظلم لهما معا فنظلم التجربة التونسية بأن نجزم أنها وصلت إلى نهاية السطر ونظلم التجربة المصرية حينما نقدم أنها تجربة أخفقت وانتهت .
و أضاف الأستاذ أحمد ولد الوديعة أن أي حديث عن المقارنة بين مصر وتونس لا يمكن أن يغفل الفارق الجغرافي بين البلدين حيث يختلف الموقع الاستراتيجي ما تجسد في حجم الكيد الذي تعرضت له التجربة المصرية.
وقد شهدت الندوة بعض المداخلات من السادة الحضور و نقاشات زادت من ثراء الموضوع كما تخللها عرض عن مراحل الثورة المصرية من إنتاج اللجنة الاعلامية للمنظمة الشبابية للإصلاح و التنمية.
 |
تاريخ الإضافة: 05-02-2014 17:44:01 |
القراءة رقم : 1252 |