"ونا" تنشر بعض التوضيحات والتفاصيل حول "صفقة ملعب نواذيبو"
نواكشوط (ونا) - حصلت وكالة نواكشوط للأنباء على تفاصيل جديدة عن "صفقة ملعب نواذيبو" المثيرة للجدل، وقد يكون من المهم بداية استعراض الجوانب القانونية المتعلقة بمنح الصفقات العمومية وتحديد الجهات المتدخلة فيها من بداية إطلاق المناقصات إلى منحها ومتابعة تنفيذها، إلى حين استلامها من الجهة المستفيدة.
لقد حددت الإصلاحات الأخيرة التي شهدها قطاع الصفقات العمومية المتدخلين في الصفقة بأنهم:
1- الجهة المتعهدة للمشروع موضوع الصفقة وهي التي تتولى إطلاق عروض المناقصة وتتابع مراحل الانجاز حتى التسلم وهذه الجهة في حالة ملعب نواذيبو هي وزارة الإسكان والعمران.
2- في إطار الإصلاحات تم كذلك إنشاء لجان قطاعية تابعة للجنة المركزية للصفقات واللجنة القطاعية التي تتبع لها صفقة ملعب نواذيبو بموجب هذا التقسيم الجديد هي لجنة الصفقات لقطاع الإنشاءات (الإسكان والعمران والتجهيز).
وتسير اللجنة القطاعية عملية المناقصة ومراحل التنفيذ حتى التسليم حيث تستقبل عروض المناقصة وتفتح الأغلفة وتقيم هذه العروض وتقرر المنح المؤقت أو النهائي بعد موافقة اللجنة المركزية للصفقات.
3- المتدخل الثالث هو اللجنة المركزية للصفقات وتختص بالرقابة القبلية والبعدية والمصادقة على ملفات العروض والمنح المؤقت أو النهائي.
4- المتدخل الرابع هو سلطة تنظيم الصفقات العمومية ويعهد إليها بالنظر في الطعون كما تستقبل مراسلات من الوزارة الأولى أو رئيسي الغرفتين البرلمانيتين أو أعضاء الحكومة للتحقيق في مخالفات قانونية قد تحدث خلال إبرام الصفقات ولها الصلاحية في اتخاذ عقوبات تأديبية ضد المخالفين من أصحاب العروض.
ولها الحق في رفع دعوى قضائية ضد أي مخالف.
وبخصوص صفقة بناء ملعب نواذيبو تحديدا فقد تقدمت خمس شركات بعروض مناقصة وبعد فتح الأغلفة تبين أن الأمر يتعلق بكل من:
1- تجمع شركات (SDTPEF/NTPR) وقد وصل عرضها إلى 2.430.295.443 أوقية
2- شركة SINO HYDRO ELCTRIC)) وكان مبلغ عرضها بالدولار بما يعادل 3.307.046.000 أوقية
3- شركة (NATONG CONSTRUCTIO) وحددت مبلغ عرضها بــ2.999.724.818 أوقية
4- تجمع (STS SARL CONTRACTOS DEL-FUEGO) وعرضت تشييد الملعب لقاء 2.362.302.066 أوقية
5- وأخيرا شركة (ATAPA/HBSTR) بعرض قيمته 1.997.241.605 أوقية.
وإثر فتح الأغلفة قررت لجنة صفقات قطاع الإنشاءات –بعد موافقة اللجنة المركزية للصفقات- المنح المؤقت للصفقة في 20 مارس 2013 وفازت به شركة (SDTPEF/NTPR).
وفي ال24 مارس 2013 طرحت شركة (ATAPA/HBSTR) بمساندة شركة STS SARL طعنا لدى لجنة الصفقات لقطاع الإنشاءات واللجنة المركزية للصفقات.
وبعد تلقيها معلومات مؤكدة من الاتحادية الموريتانية لكرة القدم وبعض مسؤولي القطاع حول وجود وثائق مزورة في ملف الشركة الفائزة بعثت وزيرة الثقافة الشباب والرياضة بصفتها الجهة الممولة والمستفيدة من هذه المنشأة برسالة إلى الوزارة الأولى تاريخ 27 مارس 2013 للمطالبة بإلغاء الصفقة لأن الشركة الفائزة لا تستطيع بناء الملعب.
ورغم هذه الرسالة وطلب الإلغاء أكدت لجنة الصفقات في قطاع الإنشاءات المنح المؤقت بعد موافقة لجنة رقابة الصفقات بالقرار الصادر يوم 17 أبريل 2013.
وطلب الأمين العام لوزارة الإسكان والعمران كذلك في رسالة موجهة إلى رئيس لجنة الصفقات في قطاع الإنشاءات بتاريخ 22 مايو 2013 بإلغاء الصفقة مبينا الأسباب التي تستدعي ذلك ومنها احتواء ملف الشركة الفائزة على مستندات مزورة وفقا لما أكدته غرفة التجارة في دكار ووزارة الثقافة والشباب والرياضة والاتحادية الوطنية لكرة القدم واتحادية كرة القدم في غينيا بيساو.
وبعد استجابة لجنة الصفقات لإلغاء صفقة بناء ملعب نواذيبو طرحت شركة (SDTPEF/NTPR) الفائزة بالمناقصة تظلما لدى سلطة تنظيم الصفقات العمومية.
ويرى بعض المراقبين المتابعين لتطورات القضية، أنه وبالنظر لما سبق يمكن القول إن المسؤول المباشر عن منح مثل هذه الصفقات هو لجنة الصفقات لقطاع الإنشاءات، بما أن وزارة الإسكان والعمران هي المتعهد لمنشآت البنى التحتية العمومية، أما وزارة الثقافة والشباب والرياضة فمهمتها رقابية باعتبارها الجهة المستفيدة من الصفقة. وفي هذا الإطار قامت الوزارة بالاستعلام عن الشركة الفائزة ومدى صدقية وثائقها وأخطرت في الوقت المناسب الوزارة الأولى بالاشتباه في فساد الصفقة المذكورة.
وهنا يحق التساؤل عما كان على وزارة الثقافة والشباب والرياضة القيام به اكثر من ذلك. وينتظر الرأي العام الوطني من الجهات المعنية بما فيها لجنة مراقبة الصفقات أن تحدد مسؤوليات جميع الأطراف في هذه الصفقة المثيرة للجدل حتى لا يُتخذ أي طرف بريئ كبش فداء ولكي يتم إنزال العقوبة المناسبة بحق من تثبت عليهم تهم التلاعب بالصفقات العمومية واستخدام المزور لهذا الغرض.
وللتذكير فقد تكشفت خيوط هذه الصفقة بعد أن ألقى الدرك الوطني القبض على الضابط احبيب ولد احمد سالم (المتزوج منذ عدة أشهر من وزير ة الثقافة) ورجل الأعمال محفوظ ولد زيدان، ورئيس لجنة الصفقات في قطاع الثقافة والإدارة والاتصال الشيخ ولد المصطفى.
وقد أقيلت وزيرة الثقافة والشباب والرياضة سيسه بنت الشيخ ولد بيده بعد يومين من ذلك بمرسوم رئاسي دون تعيين خلف لها فيما اعتبرت الساحة الإعلامية هنا في نواكشوط أنه على خلفية اندلاع ما بات يعرف بقضية ملعب نواذيبو.
 |
 |
تاريخ الإضافة: 30-06-2013 19:22:38 |
القراءة رقم : 3153 |