ولد حننا: كان خطأنا أننا اعتبرنا الفساد مرتبطا بشخص ولد الطايع في حين أنه كان الأفضل في نظامه
الرائد صالح ولد حننا
|
نواكشوط (ونا) – قال صالح ولد حننا؛ قائد المحاولة الانقلابية في الثامن من يونيو عام 2003 ضد النظام السابق، إن من أكبر أخطاءه ورفاقه في ذلك الوقت أنهم اعتبروا الفساد مرتبطاً بشخص ولد الطايع، في حين ثبت مع الوقت أن "معاوية كان أفضل شخص في ذلك النظام الفاسد".
وأوضح ولد حننا؛ في حوار مع إذاعة نواكشوط الحرة، أن النظام الحاكم في موريتانيا اليوم "ليس أقل سوءً من نظام ولد الطيع"، لكنه استبعد نهائياً إمكانية إعادة تجربة حمل السلاح ضده، لأن تلك كانت "تجربة غير قابلة للتكرار، والتاريخ لا يعيد نفسه بهذه الطريقة"، مضيفاً "لقد قمنا بتلك التجربة ولم نوفق فيها، لكننا اليوم في مشروع سياسي مختلف".
وأبدى ولد حننا أسفه على سقوط ضحايا بين العسكريين والمدنيين، مؤكداً أنهم كانوا "حريصين كل الحرص على عدم سقوط أي ضحايا؛ حيث كانت هناك تعليمات واضحة بعدم القيام بأي عمل يمكن أن يخلف خسائر بشرية"، مضيفاً "لكن فعلاً سقط ضحايا في هذا اليوم ونحن نأسف على ذلك، ونؤكد أننا في فرسان التغيير كنا الأكثر استعداداً للتضحية بأرواحنا من أجل هذا الوطن، ونتوقع كذلك أن يكون الجميع على استعداد للتضحية بأبنائه وبناته من أجل موريتانيا".
وقال ولد حننا إن جنود "فرسان التغيير"، وهو الاسم الذي أطلقه الانقلابيون على أنفسهم آنذاك، "قدموا أرواحهم زهيدة من أجل هدف أراده كل المواطنين بتغيير ذلك النظام".
وحول الظروف التي قاموا فيها بمحاولتهم الانقلابية، أوضح ولد حننا أن "مستوى الاحتقان كان قد وصل إلى ذروته؛ حيث كان هناك انسداد سياسي شامل، كما كان هناك تضييق على الحريات الفردية والجماعية، كما كانت هناك حملة اعتقالات واسعة استهدفت الجميع وخاصة العلماء والأئمة والسياسيين، إضافة إلى تلك العلاقات المشينة مع الكيان الصهيوني".
ونفى ولد حننا أن تكون لديهم في ذلك الوقت أطماع بالبقاء في السلطة، مؤكداً أنهم لم يكونوا "أصحاب مشروع سياسي"، بل كانوا "أصحاب مشروع تغيير"، على يفسحوا المجال للسياسيين لتولي شؤون البلد وتسييره "بشكل ديمقراطي".
وأضاف "مشروعنا في صميمه لم يكن مشروعا للوصول إلى السلطة، وهذا واضح من البيان الذي تم تسجيله، وكان من المفترض أن يبث في حال نجاح الانقلاب، وهو بيان يحظر على جميع أعضاء الفرسان أن يشاركوا في الحكم بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، التي ستقود إلى مرحلة ديمقراطية حقيقية، ولو كانت قد أتيحت لنا الفرصة لكان الشعب سيعرف أنها شعارات حقيقية".
وقال إن التنظيم تم حله بعد فشل المحاولة الانقلابية، وكل من كان قد انضم إلى التنظيم، تفرغ للبحث عن المكان المناسب له بين الأحزاب السياسية"، نافياً أن يكون ذلك بسبب خلافات بين أعضاء التنظيم.
كما نفى ولد حننا أن يكون تنظيمهم قد تلقى مساعدات مالية من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، مضيفاً "لم تكن لدينا أي علاقة بأي جهة خارجية مهما كانت، وبالفعل كان النظام على علاقة سيئة مع جميع النظام العربي بسبب العلاقات المشينة مع الكيان الصهيوني وهذا قد يكون جعل بعض الأنظمة تساندنا سياسياً، وبالتأكيد كنا نلتقي مع كل من يشاركنا هذه الرؤية في المواقف السياسية، لكننا لم نتلق أي دعم مالي خارجي، ولم نقبل أن يكون مشروعنا مرتهناً لأي جهة خارجية مهما كانت".
وأضاف "كنا ننسق مع جهات سياسية محلية من بينها شخصيات سياسية كبيرة ما زالت موجودة، وهي تدرك بأن مشروعنا لم يكن مرتهنا لأي جهة خارجية، فحتى دولة بروكينا فاسو التي استضافتنا لم نكن مرتهنين سياسياً لها".
أما عن تمويل التنظيم فقال إنه كان يعتمد على "تبرعات ومساعدات" من أعضاء التنظيم وبعض المؤيدين له والجاليات الموريتانية المقيمة في الخارج التي تساند مواقف التنظيم.
 |
 |
تاريخ الإضافة: 09-06-2013 18:05:25 |
القراءة رقم : 1747 |