أمير الصحراء الكبرى في تنظيم القاعدة يحيى أبو الهمام في مقابلة خاصة مع "ونا": موريتانيا تعرف كيف تتجنب مواجهتنا.. وحرب هولاند توقيع على إعدام الرهائن
يحيى أبو الهمام أمير الصحراء في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي
|
يحيى أبو الهمام، واسمه الحقيقي "عكاشة جمال"، هو الأمير الجديد لمنطقة الصحراء الكبرى في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أعلن عن تعيينه في هذا المنصب من قبل قيادة التنظيم في الجزائر، قبل أسابيع، بعد حوالي شهر على وفاة أميرها وكالة "نبيل أبو علقمة" في حادث سير بأزواد.
ويعتبر "يحيى أبو الهمام" من القيادات الأولى للتنظيم التي وصلت إلى صحراء أزواد، في النصف الثاني من عام 2004، رفقة أمير كتيبة الملثمين مختار بلمختار المكنى "خالد ابو العباس"، فيما يعرف بالعودة الثانية لمقاتلي التنظيم إلى أزواد.
وينحدر "يحيى أبو الهمام" من منطقة ارغاية بالجزائر العاصمة، ويبلغ من العمر 34 عاما، وقد اعتقل في الجزائر أواخر تسعينيات القرن الماضي، وأمضى 18 شهرا في السجن، لكن المحكمة برأته وأطلق سراحه، ليلتحق بعد ذلك مباشرة بالجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية التي أصبح اسمها لاحقا "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، وفي النصف الثاني من عام 2004 التحق بالصحراء في شمال مالي وجنوب الجزائر، وبعد وصول أمير الصحراء السابق يحى جوادي المكنى يحيى أبو عمار إلى أزواد عام 2007، جاء معه بهيكلة جديدة لإمارة الصحراء استحدثتها قيادة التنظيم في الجزائر، تم بموجبها إنشاء كتيبتين وسريتين، كانت بينهما سرية الفرقان التي أسندت قيادتها إلى "يحيى أبو الهمام" وانتشر عناصرها في الصحراء المحاذية لمدينة تمبكتو وعلى مقربة من الحدود الموريتانية..
شارك "أبو الهمام" في العديد من الهجمات التي نفذها التنظيم داخل الأراضي الموريتانية بدأ بعملية لمغطي في يوليو عام 2005 ، مرورا بالغلاوية وتورين، وعملية اغتيال الأمريكي "كريستوف لكيت" وسط نواكشوط في يوليو عام 2009، والعملية الانتحارية التي نفذت قرب السفارة الفرنسية بنواكشوط في أغسطس عام 2009، كما أن سريته هي المسؤولة عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر قيادة المنطقة العسكرية الخامسة في النعمة فجر يوم الخامس والعشرين من أغسطس عام 2011، فضلا عن كونه تولى قيادة المواجهة مع الجيش الموريتانية في بلدة حاسي سيدي بأزواد خلال شهر سبتمبر عام 2009،
ويعرف أبو الهمام بأنه قاد عناصر القاعدة الذين دخلوا مدينة تمبكتو مطلع شهر إبريل الماضي، وذلك بعد خروج الجيش المالي منها، وقيام مليشيات محسوبة على بعض القبائل العربية في المدينة بعمليات سلب ونهب على نطاق واسع، وتولى حينها عمليا مهمة الحاكم العسكري للمدينة.
وكالة نواكشوط للأنباء حاورت أمير الصحراء الكبرى الجديد "يحيى أبو الهمام"، في أول مقابلة صحفية له، حول الاستعداد للحرب التي تدق طبولها حاليا في المنطقة، والموقف الموريتاني من تلك الحرب، وتأثير الدور الفرنسي الطلائعي فيها على مصير الرهائن الفرنسيين لدى التنظيم."
ونا": المنطقة حاليا تعيش على وقع دق طبول الحرب ضدكم كيف تتوقعون هذه الحرب ،وهل انتم جاهزون للحوار من اجل تفاديها؟
.
يحيى أبو الهمام : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله واله وسحبه ومن اتبع هداه أما بعد:
إن دق طبول الحرب ضدنا ليس وليد اللحظة ، والمتغير الجديد هو محاولة فرنسا إقحام بعض الأنظمة التابعة لها ، بشكل مباشر في هذه الحرب، متذرعة بسيطرة الجماعات الإسلامية وتطبيقها للشريعة في إقليم أزواد. وكما تعلمون فان كل من أمريكا وفرنسا وغيرهما من الدول الغربية، قامت بمحاولات عديدة منذ منتصف العقد الماضي، لتوريط جيوش المنطقة في حربها ضدنا ، ويتضح ذلك من خلال الدعم اللوجستى والتدريب والإشراف المباشر على تهيئة هذه الجيوش لمواجهتنا وقد نجحت بعض هذه الجهود، إذ تم توريط بعض الأنظمة ، وخير دليل على ذلك هو إقحام النظام الموريتاني، وخاصة بعد استيلاء ولد عبد العزيز على السلطة بدعم فرنسي وغربي واضح .
إن المتتبع للحرب الصليبية الحديثة اليوم يدرك أنها تختلف من مكان لآخر، تبعا للأهداف المرجوة منها، ونظرا لأهمية الصحراء الكبرى؛ فإن من بين الأهداف الأساسية للحرب هو إيجاد موطئ قدم لقوى الكفر العالمي في هذه المنطقة الحساسة .
وكما هو معلوم فإن إستراتيجية العدو الصليبي الآن تعتمد على سياسة التوريط والحرب بالوكالة (جيوش، دول ، صحوات ... ) كما هو الحال في الصومال، ورغم ضعف مردود هذه الإستراتيجية، إلا أنها باتت الخيار المفضل لدى العدو، بعد الهزائم المتكررة التي تلقتها أمريكا وحلفائها في أفغانستان والعراق، وما نتج عن حربهم المعلنة على الإسلام من استنزاف اقتصاديات هذه الدول ، بحيث أصبح التدخل المباشر خيارا لا يحبذ الغرب الصليبي الإقدام عليه في وقت يدرك فيه أننا ومنذ وقت بعيد أدركنا أن الأسلوب الأفضل والأنجع هو جر العدو الصليبي إلى المواجهة المباشرة، لان معركتنا الحقيقية معه ، وليست مع وكلائه الذين باعوا الدين بالدنيا، وانخرطوا في التآمر على هذه الأمة، فنهبوا ثرواتها، وانتهكوا حرماتها على مرأى ومسمع من العالم كله، فدم الأمة يسيل ويراق على أيدي مجرمين حاقدين متوحشين، ولا يوجد من يرد عليهم أو يوقفهم عند حدهم، وما مأساة الشعب السوري عنكم ببعيد.
فهؤلاء الوكلاء هم الذين يختارهم الغرب الصليبي ويحب أن يكونوا أداة حربه الصليبية على الإسلام، وأن يكونوا رأس الحربة في ما يخططه ويقوم به من تآمر على الإسلام والمسلمين. ورغم تعقيدات هذه الحرب ، وكثرة الأهداف المرجوة منها ، وتضارب مصالح القوى التي تقف وراءها ، فان السيناريو المحتمل هو أن يؤمن الغرب الصليبي لنفسه نظاما من إنتاجه هو، بحيث يضمن له موطأ قدم في هذه المنطقة، عبر اتفاقيات طويلة الأمد .
و أما ما تدعيه فرنسا وغيرها من الدول الغربية من ضرورة الحفاظ على الوحدة الترابية لدولة مالي، فما هو إلا شكل من أشكال النفاق السياسي المعروفة عن هذه الدول، ففرنسا ممثلة في استخباراتها وبعض إذنابها في المنطقة هي من احتضنت مشروع تقسيم دولة مالي، ودعمت الحركة الوطنية لتحرير أ زواد ماديا ومعنويا، فلما انقلب السحر على الساحر ورأى الغرب الصليبي أن أي تغيير في المنطقة لن يأتي إلا بنبتة أصيلة في هذه الأرض الإسلامية الطيبة، انقلب ودون خجل على ما كان يطالب به من ضرورة إنصاف الطوارق وتمتعهم بحقوقهم .
ونحن نرى ضرورة إنصاف الطوارق وتمكينهم من حقوقهم، ومن أهم هذه الحقوق هو حق الطوارق وغيرهم من الشعوب المسلمة ، في أن يعيشوا في ظل دينهم كما أراد لهم الله ، لاكما تريد فرنسا وحلفاؤها، الذين يريدون لهم أن يكونوا مسلمين على الطريقة الفرنسية. لأجل هذا وغيره ، فهم يحشدون قوتهم ويحرضون وكلاءهم لحربنا، ونحن مستعدون لها بإذن الله ونقول لامتنا الإسلامية الصابرة المصابرة ثقي بنصر الله فالمولى عز وجل يقول: ((إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل فسينفقونها ثم تكون عليم حسرة ثم يغلبون)).
"ونا": ما هي إستراتجيتكم على المدى الطويل فى التعامل مع أبناء هذه المنطقة التي توجدون فيهاا
يحيى أبو الهمام :نحن وبحمد الله متواجدون في هذا الفضاء الإسلامي الرحب منذ أكثر من عشر سنوات، وقد احتضننا هذا الشعب المسلم ، وعملنا على توعيته ، وقدمنا له ما استطعنا من مساعدات: كحفر الآبار في المناطق التي لا تتوفر المياه فيها ،وكذلك دعم المحاضر (تعليم القرآن )، و ساهمنا في فض النزاعات التي تكون عادة بين الشعوب ، وكما تعلمون فإن أكثر أفرادنا هم من أبناء هذه المنطقة ، ولا أبالغ ا ن قلت إننا وبحمد الله أصبحنا جزءا لا يتجزأ من هذا المجتمع، ونبتة أصيلة في هذه الأرض ، ولن ندخر وسعا في الإسهام بشكل إيجابي في إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل هذا الشعب، ولن نتأخر في دعمه في كل المجالات حسب استطاعتنا والله الموفق .
"ونا": ما هي علاقتكم بجماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد الموجودتان معكم في نفس المنطقة؟
"يحيى أبو الهمام: أما جماعة أنصار الدين فهي جماعة إسلامية محلية تسعى لإقامة دين الله، وقد اختارت الجهاد في سبيل الله لتحقيق ذلك ، فرغم اختلافنا مع هذه الجماعة في نظرتها المقتصرة على البعد المحلي ، إلا أننا في نهاية المطاف نتقاطع معها في أمور كثيرة ، وتبقى أخو ة الإسلام وما تقتضيه ، من تعاون على البر والتقوى ، ونصرة المستضعفين ، والذب عن أعراض المسلمين، وإنصاف المظلومين ، ورد الحقوق إلى أهلها هي أساس تعاملنا مع كل الجماعات الإسلامية.
ومن المعروف تاريخيا أن الشعب الأزوادي المسلم عانى ولعقود طويلة من الظلم والقهر والتهميش والحرمان من أبسط الحقوق ، وقد حاول هذا الشعب في مناسبات عديدة رفع الظلم عنه و استرجاع حقوقه المسلوبة ،ويتجلى ذلك في ثورات عديدة قام بها هذا الشعب في وجه الطاغوت المالي، وقد كانت هذه الثورات المتكررة تقابل بالتفهم ، وربما الدعم أو على الأقل التغاضي من المجتمع الدولي ومن دول الجوار، مع أنه لم يكتب لها النجاح، ولم تتمكن من السيطرة على المدن، ولكن في هذه المرة تمكن هذا الشعب من تحرير المدن، بل تحرير الشمال كله ، ومع ذلك قوبلت جهودهم بالاستنكار، بل أصبحوا مجرمين ومحتلين مع أن القيادات الأزوادية لم تتغير ، فإياد اغ غالي قائد جماعة أنصار الدين هو القائد التاريخي لهذه الثورات، وكذلك معه الآن أغلب رفاقه في الثورات السابقة ، فما الذي جعلهم الآن إرهابيين؟ وقد كانوا بالأمس أبطالا ومناضلين، مع أنهم تمكنوا من تحرير أزواد ،ولم يتغير من طرحهم السابق شيء، غير أنه هذه المرة اكتسى صبغة إسلامية، وهذه هي جريمتهم الوحيدة.
فالعدوان الذي يدبر اليوم ويخطط له ضد أهلنا في أزواد، يبين بجلاء أن هذه القوى الصليبية العالمية التي تسيء إلى نبينا وتحارب شعائر ديننا وتدنس مقدساتنا وتحمي دويلة اليهود في قلب أمتنا لن تقبل أن تحكم ديارنا بشريعة الإسلام .لان ذلك هو السبيل الى استعادة عزتنا وكرامتنا.
وأما جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا فأعضاؤها المؤسسون هم في الأصل من تنظيم القاعدة ، وقد اختاروا أن يكونوا تنظيما مستقلا، ونحن لم نوافقهم على ذلك وهذه هي نقطة الخلاف بيننا و بينهم، ومع ذلك فالاتصال بيننا، والسعي المشترك لإزالة هذا الخلاف قائم ولله الحمد. و لا يفوتني أن انوه في هذا المقام بالدور الهام الذي قاموا به في بسط الأمن والعدل في ولاية غاو ، التي هي من أهم المدن في هذه المنطقة ، كما أبدي امتناني للموقف التاريخي و المسئول الذي اتخذوه نصرة لنا، بعد اسر بعض أفرادنا في ولاية غرداية نسأل الله أن يتقبل ذلك منهم .
"ونا": حاليا هناك شبه هدنة بينكم وبين الحكومة الموريتانية ما هي أسباب ذلك، و ما الذي يضمن أن يستمر هذا الوضع وتتوقفوا عن تنفيذ هجمات داخل الأراضي الموريتانية؟
يحيى أبو الهمام: كما هو معلوم أن تنظيم القاعدة تنظيم عالمي له إستراتيجية واضحة المعالم في إطار معركتنا مع أعداء الأمة الإسلامية ، من صليبين ويهود وغيرهم وتقوم هذه الإستراتيجية على تركيز عملنا العسكري على رأس الكفر العالمي أمريكا وحلفائها.
وما يحدث من معارك هنا وهناك يعتبر بالنسبة لنا معارك جانبية جرنا العدو إليها جرا، ذلك ان الحكام المرتدين الذين فرضهم العدو على امتنا المسلمة كانوا دائما أداة طيعة في يد سادتهم، وقد نقوم أحيانا بتأديب بعض هذه الأنظمة التي تقاتل بالوكالة، ومنها النظام الموريتاني، وكما أوضحنا سلفا فان تركيزنا هو على رأس الكفر أمريكا وحلفائها ، وكل نظام يتبنى النهج الأمريكي ويعتدي علينا فهو بالتأكيد هدف مشروع، لنا وهناك أنظمة
علمانية مرتدة كانت باستمرار خارج دائرة استهدافنا لأنها انتهجت سياسة الحياد.
"ونا": يجري الحديث عن أن موريتانيا ترفض المشاركة في التدخل العسكري في أزواد، كيف تقيمون الموقف الموريتاني وهل يعني ذلك أن موريتانيا لو تجنبت الحرب ستكون في مأمن من هجماتكم؟
يحيى أبو الهمام: لا يبدوان الموقف الموريتاني بهذا التوصيف الذي تطرحونه، ففي حين يصرح الرئيس الموريتاني بان "موريتانيا تكتفي بحماية حدودها "، وهذا ما يفهم منه انه لا ينوي التدخل العسكري.في شمال مالي في نفس الوقت يطالعنا وزير الخارجية في خطابه الأخير أمام الأمم المتحدة الذي قال فيه:(( إن النظام الموريتاني يدفع باتجاه الحرب في المنطقة))، بل ويذهب إلى ابعد من ذلك ويصرح بان موريتانيا مستعدة لإيواء مركز الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب. وهذا تناقض واضح بل تلاعب مفضوح، .وعلى هذا فإننا ندعو الشعب الموريتاني المسلم إلى الوقوف إلى جانب إخوانهم المسلمين في أزواد ضد هذه الحملة الصليبية، وندعوهم لان يكونوا صفا واحدا مع إخوانهم، ويدا واحدة على عدوهم ، امتثالا لقول نبيهم عليه الصلاة والسلام : في الحديث الذي رواه مسلم ((المسلمون كرجل واحد: إن اشتكى عينه اشتكى كله وان اشتكى رأسه اشتكى كله)).
وإذا أرادت الحكومة الموريتانية أن تبقى خارج دائرة استهدافنا فهي تعرف أكثر من غيرها ما يتوجب عليها فعله.
"ونا": مؤخرا صدر بيان باسم مجلس شورى المجاهدين في ازواد قيل إنه موقع من طرف الحركات الإسلامية الثلاثة التي تسيطر على الإقليم ، ويتوعد بالانتقام لمذبحة الدعاة التي ارتكبها الجيش المالي، ما هي حقيقة هذا المجلس وما هو دوره؟.
يحيى أبو الهمام: لا علم لنا بوجود هذا المجلس وقد قرأنا البيان في الانترنت ، وفي المقابل نحن نرى أن هذه المجزرة التي ارتكبتها مجموعة من الجيش المالي في حق إخواننا الدعاة تقبلهم الله في الشهداء، هي جريمة لا تغتفر وتعبر عن مدى الحقد الدفين لهذه الأنظمة المرتدة على المسلمين بكافة انتماءاتهم.
"ونا": أعرب قائد كتيبة الملثمين خالد أبو العباس في مقابلة صحفية، عن استعدادكم للحوار مع الحكومة الموريتانية عن طريق لجنة من العلماء ، هل انتم جاهزون لحوار من هذا القبيل. وما هي شروطكم للقبول به؟
يحيى أبو الهمام: الحوار في حد ذاته ليس مشكلة لدينا، ولطالما طالبنا كل الأنظمة بالتوبة إلي الله والرجوع إلى تحكيم شرعه ونحن نرحب بأي حوار يشرف عليه العلماء العاملون، المعروفون بصدقهم ونصحهم لله ورسوله وللمسلمين.
أما شرطنا فهو الرد إلى كتاب الله وسنة نبيه على فهم السلف الصالح ، امتثالا لقوله تعالى: " فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله ورسوله ذلك خير وأحسن تأويلا".
وبهذه المناسبة أود أن انتهز الفرصة لأقول لأمتنا الإسلامية أن ما يصوره الأعداء عبر وسائل إعلامهم الرسمية أو المأجورة من أننا لا نقبل الحوار ولا نفهم إلا لغة السلاح ،هو مجرد تضليل المقصود به تشويه صورة المجاهدين. في حين أنهم ليسوا كذلك، والكل يعلم أن خلافنا مع الأنظمة الحاكمة ،خلاف شرعي عقدي وليس صراعا على السلطة، ولا نزاعا على أي أمر دنيوي آخر، فكل نظام يقبل تحكيم شرع الله والوقوف عند حدوده هو نظام
مقبول بالنسبة لنا ،ونحن مستعدون لان نكون جنودا أوفياء له، وكل نظام يحارب دين الله بتحكيم القوانين الوضعية، وما يترتب عليها من تحليل لما حرم الله وتحريم لما أحل، ونشر الفساد وانتهاك الحرمات، فهو غير مقبول لدينا ولا نستحيي من المجاهرة بعدائه، ونرى أنه يجب على المسلمين أن يتصدوا له ويتخلصوا منه .
.
"ونا": لو وافقت مالي على حكم ذاتي في ازواد، وتطبيق الشريعة فيه على طريقة ما يحدث في شمال نيجيريا، هل ستقبلون؟
يحيى أبو الهمام: كل أمر فيه مصلحة للإسلام والمسلمين ولا يخالف أحكام الشريعة الإسلامية ، نؤيده ونسانده حسب استطاعتنا، وعموما فالأمر متروك للجماعات المسيطرة على مدن الإقليم.
"ونا": بحوزتكم الآن عدد من الرهائن الفرنسيين ، هل بإمكانكم ان تحدثونا عن مطالبكم للفرنسيين بشان مصيرهم، وهل ستتغير وضعيتهم إذا ما بدأت الحرب عليكم بدعم او مشاركة فرنسية؟
يحيى أبو الهمام: إن المتتبع للخطاب الفرنسي الرسمي منذ وصول الرئيس فرانسوا هولا ند إلى سدة الحكم، يدرك المنحى التصعيدي الذي ينتهجه، فقد وعد الشعب الفرنسي بتحرير الرهائن دون التفاوض مع المجاهدين، وهذا يعني أن لهولاند خيارا آخر غير التفاوض، وقد جرب سلفه ساركوزي هذا الخيار، وكانت النتيجة معروفة ،فقد حاول - كما زعم - أن يحرر الأسير الفرنسي ( ميشال جارمانو) ، وكانت النتيجة أن قتل( جارمانو)، وحاول مرة ثانية تحرير الأسيرين الفرنسيين الذين أسرا في النيجر وانتهت المحاولة بقتلهما ،وقد كنا مستعدين للتفاوض إلا أن ساركوزي كان يفضل التخلص من مواطنيه بدل الإبقاء على حياتهم ، ولا اعتقد ان الأمر سيختلف كثيرا إذا حاول هولا ند اقتفاء أثر سلفه، وأود أن أرسل رسالة إلى ذوي الأسرى الفرنسيين المحتجزين لدينا، أن قرار الحرب الذي يبدو أن هولا ند قد اتخذه، يعني بالضرورة انه وقع على إعدامهم وعليه أن يتحمل مسؤولية قراره. وأما مطالبنا فقد بلغناها لهولاند مكتوبة عبر وسطائه.
"ونا": صرح احد القادة العسكريين الإسلاميين في أزواد وهو عمار ولد حماها مؤخرا بأنكم سترسلون صور الأسرى وهم قتلى إن لم يكف عن تهديده وتحريضه.
يحيى أبو الهمام: بالنسبة لتصريحات الأخ عمر ولد حماها حفظه الله فيما يخص مصير الرهائن الفرنسيين فهي اجتهادات شخصية ولا تمثل رأي التنظيم، إذ إن للتنظيم مؤسسة إعلامية "الأندلس "، هي التي تعبر عنه بشكل رسمي عن قرارات التنظيم، وعلى مستوى منطقة الصحراء الكبرى يوجد ناطق رسمي للتنظيم، وهو الأخ: عبد الله الشنقيطي .
وأخيرا أريد أن اغتنم الفرصة لتوجيه رسالة إلى العلماء والدعاة إلى الله من أهلنا في بلاد شنقيط، فأقول: مشايخنا وأئمتنا الكرام، هذه أحكام الله سبحانه وتعالى قد مكن لها على مرمى حجر منكم، على أيدي ثلة من أبنائكم المجاهدين، الذين آثروا طريق الهجرة والجهاد في سبيل الله ،لتغيير واقع الأمة، وقد نصرهم الله على قلة عددهم وكثرة أعدائهم، وهم اليوم في شوق إلى لقياكم، والاستفادة من علومكم وإحلالكم المكانة اللائقة بكم ،وقد جعل الله لكم دار عز تهاجرون إليها فرارا بدينكم، وهيأ الله لكم أنصارا يفدونكم بأموالهم وأنفسهم، وقد أتيحت لكم الفرصة لبث علومكم ،و الانضمام إلى ميادين الجهاد بالحجة والبيان، جنبا إلى جنب مع إخوانكم ممن حملوا السلاح وقارعوا الأعداء، وان مقتضى الأمانة التي حملكم الله إياها، أن
تكونوا أئمة الناس في إقامة الدين وبيان الحق وإبلاغ الحجة إلى عباد الله، وان تحكموا بين الناس بما آتاكم الله من علم وفقه وفهم. وتلك والله مهمة عظيمة يهون في سبيلها كل عظيم، فلا يفوتنكم اجر تغبير الأقدام في سبيل الله، والنفور إلى ميادين العز والشرف. اسأل الله إن يعلي أقداركم ويرفع مراتبكم. أمين
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ، والحمد لله رب العالمين
أجرى المقابلة: محمد محمود أبو المعالي
 |
تاريخ الإضافة: 19-10-2012 17:15:05 |
القراءة رقم : 2721 |