الضابط المتهم تعذيب أحد السجناء حتى الموت يروي لـ"ونا" تفاصيل الحادث ويؤكد أنه كان ينفذ الأوامر
الضحية:الحسن ولد هاديه
|
قال ضابط الحرس الوطني الملازم الدح ولد الحضرامي قائد الفصيلة الثانية بسرية سجن دار النعيم المتهم بالمسؤولية عن وفاة سجين بعد إصداره أمرا بتعذيبه إنه "يعتذر لأهل الضحية وللشعب الموريتاني رغم أنه لا يتحمل المسؤولية في أوامر صدرت له من طرف قادته النقيب قائد السرية والرائد قائد التجمع وهو بدوره أصدرها لجنوده الذين قاموا بتنفيذ الأوامر".
وأوضح الملازم ولد الحضرامي ـ في تصريحات لوكالة نواكشوط للأنباء ـ أن ا"لقضية بدأت ليلة الحادث حين كان هو مكلفا بالمداومة فصدرت له أوامر من قائد السرية بمعاقبة هذه المجموعة على أفعالها، وهنالك أوامر سابقة من طرف الرائد "شامخ" قائد التجمع بتعذيب السجناء لأن هذا السجن لا يمكن أن "يحكم" بدون تعذيب نزلائه" حسب قوله.
وذكر الملازم "أن الاشخاص الذين سيتم تعذيبهم دائما يوضعون في زنازن انفرادية قبل إخضاعهم للتعذيب، وقد أخرجنا الجماعة ـ يقول ـ الى ساحة السجن حوالي منتصف الليل، وأصدرت أوامر للجنود بمعاقبتهم وإعادتهم للسجن، بعد ذلك أخبروني أن أحدهم غير قادر على الوقوف، طلبت منهم أن يحضروه ووضعوه أمام الباب في مكان تصله التهوية، بعد وضعه طلبت من الطبيب المداوم الكشف عليه، فأخبرني أن وضعيته متدهورة فأتصلت بالرائد قائد التجمع وأطلعته على الوضع، وطلبت منه سيارة إسعاف بسرعة فأخبرني أنها ستصل، بعد ساعة تقريبا، وصل الدكتور المشرف على مستشفى السجن، بعد أن اتصل عليه الطبيب المداوم، وعند وصوله ومعاينة الضحية أخبرنا أنه قد مات".
"بعد ذلك جاء النقيب قائد السرية، والرائد قائد التجمع، والعقيد قائد المكتب الثاني والجنرال قائد أركان الحرس، وقلت أمام الجميع إن أوامر التعذيب صدرت لي من النقيب قائد السرية والرائد قائد التجمع، بعد ذلك تمت احالتنا الى قيادة أركان الحرس حيث تم التحقيق معنا من طرف العقيد قائد المكتب الثاني وحضره الرائد قائد التجمع وأكدت أن أوامر التعذيب صادرة من طرف النقيب والرائد الموجود معنا، ثم تمت إحالتنا الى فرقة الدرك المختلطة واعدت نفس التصريحات السابقة أمامهم، وقد لاحظت أن رائدا من الحرس قد جاء الى قائد فرقة الدرك التي يحقق معنا، والحقيقة أني لم أعرف ما دار بينهما، إلا أني رفضت توقيع محضر الدرك لأنهم حذفوا جزء كبيرا من تصريحاتي من ضمنها أن ما قمت به تنفيذ لأوامر قادتي، وبعد مثولي في اليوم الثاني أمام وكيل الجمهورية أخبرته بسبب عدم توقيعي لمحضر الدرك وأطلعته على كافة التفاصيل، وقد أحالنا الوكيل الى قاضي التحقيق الذي أحالنا بدوره الى السجن".
وجدد الملازم ولد الحضرامي على "اعتذاره الشديد مرة ثانية لأسرة الضحية وللشعب الموريتاني ودعا رئيس الجمهورية للتدخل لإنصافهم لأن ما قام به هو وجنوده تنفيذ لأوامر قادته"، ونحن ـ يضيف الملازم ـ كعسكريين، ملزمون بتنفيذ أوامر قادتنا، وليس لنا الخيار في رفضها.
وردا على سؤال حول سبب تعذيب المجموعة، قال الملازم "أن أحدهم عذب بسبب فراره أثناء إخراجه للقمامة من السجن ، وبين ولد الحضرامي إنه هو شخصيا من تمكن من العثور عليه في مقاطعة السبخة وإعادته في نفس اليوم علما بأنه فر خلال فترة مداومته".
"أما الثاني فقد عوقب بسبب ممارسته اللواط"، "أما الضحية فسبب معاقبته ـ كما قال ـ مشكلة مع الرائد مع أني لا أعرف بضبط طبيعة المشكلة لكنه أخذ أمامهم كأسا مكسورة وبدأ يجرح نفسه بها على عادة من يستعملون الحبوب المخدرة فنزعوا منه الزجاج وتم وضعه في السجن الإنفرادي وعوقب على هذا التصرف ومشكلته برمتها كانت مع النقيب قائد السرية و مسير السجن".
وفي سؤال عما إذا كان التعذيب يمارس بشكل دائم في السجن أكد الملازم أنه يمارس بشكل دائم.
وقال "إن لديهم تعليمات بأن هذا السجن لا يمكن أن يضبط بدون التعذيب ونحن بصفتنا عسكريين ما نعرفه فقط الأوامر التي تصلنا من قادتنا ومن غير الممكن رفضها ،وأنا جاءتني تعليمات بذلك وكذلك كافة الضباط الذين عملوا هناك ونحن بدورنا نوزعها على ضباط الصف والجنود الذين هم تحت إمرتنا".
وأضاف أنه عمل في السجن المركزي وسط العاصمة لمدة عام وشهرين، دون أن يقوم بتعذيب أي شخص، وقبل شهرين تم تحويله إلى سجن دار النعيم وهناك صدرت له الأوامر بتعذيب السجناء فنفذها
 |
تاريخ الإضافة: 04-10-2012 22:30:35 |
القراءة رقم : 4430 |