القاعدة تحمل الحكومة الفرنسية مسؤولية توقف المفاوضات بشأن رهائن "آريفا" وتحذرها من التدخل في شمال مالي
بعض الرهائن الفرنسيين وبجانبهم عبد الحميد أبو زيد
|
نفى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أن يكون قد أوقف المفاوضات مع الحكومة الفرنسية بشأن مصير الرهائن الفرنسيين الأربعة الذين اختطفوا من شمال النيجر قبل سنتين.
وقال التنظيم في بيان أصدرته "مؤسسة الأندلس" ـ الذراع الإعلامي للتنظيم ـ وأرسلت نسخة منه إلى وكالة نواكشوط للأنباء إن الحكومة الفرنسية هي من أوقفت المفاوضات، معربا عن استعداده لاستئنافها، كما حذر من مغبة طول الوقت في المفاوضات، على حساب صحة الرهائن وحياتهم، ونفى التنظيم أن يكون أمير كتيبة طارق بن زياد عبد الحمدي أبو زيد، هو من يعرقل تلك المفاوضات، كما نشرت مؤخرا بعض وسائل الإعلام.
وجاء في البيان ما نصه:
"لقد كان الإهمال المتعمد لأكثر من عامين كاملين لملف الرعايا الفرنسيين المختطفين بآرليت(النيجر) هو السمة البارزة للسياسة التي انتهجتها الحكومة الفرنسية سواء في عهدة"ساركوزي" أو "هولاند"، ولولا التحرك الأخير لعائلات الرهائن وقرارهم الصحيح بكسر حاجز الصمت لما اضطر رئيس فرنسا لاستقبالهم وتطمينهم بوعود، لسنا متأكدين لحد الآن من جديتها.
لن نستبق الأحداث،لكننا بعد هذا اللقاء الذي يمثل منعرجا مهما في مسار هذا الملف،أحببنا من جانبنا أن نطلع عوائل الرهائن بشكل خاص، والرأي العام الفرنسي بشكل عام على الصورة الحقيقية للوضع، بعيدا عن الأغاليط التي روجت سابقا أو التي قد تروج عليهم مستقبلا من هذا الطرف أوذاك، حتى تتحمل كل جهة مسئوليتها ،فنقول لهم ونؤكد على ما يلي:
أولا:أننا لم نغلق في أي يوم من الأيام باب الوساطة أو التفاوض بل الصحيح أن الحكومة الفرنسية هي من أغلقت باب التفاوض وجازفت ولا زالت تجازف بحياة أبنائكم، نحن بالعكس كنا ولا زلنا دائما نرحب ونسعى لفتح قناة تفاوض جدية لإيجاد مخرج عادل ومقبول للإفراج عنهم... وزيادة في التأكيد فإننا نعلن هنا في هذا البيان أننا مستعدون للتفاوض وننتظر حاليا من حكومتكم أن تخطو الخطوة الصحيحة الأولى بأن تتواصل معنا كي تفي بوعودها وتطميناتها الأخيرة لكم.
وحتى لا تنطلي عليكم وعلى الرأي العام الفرنسي الأغاليط التي نشرت مؤخرا في بعض وسائل الإعلام، فإننا نكذب وننفي نفيا قاطعا أن يكون الشيخ عبد الحميد أبو زيد حفظه الله -أمير كتيبة طارق بن زياد - هو العائق الأكبر لتقدم المفاوضات سابقا نظرا لمواقفه المتقلبة -على حد زعم تلك الإدعاءات الكاذبة - بل الصحيح أن مواقف حكومتكم اللامسئولة والرافضة للتواصل والتفاوض أصلا معنا كانت دائما هي العائق الأكبر الذي يحول دون الإفراج عن ذويكم.
ثانيا: نؤكد لكم على الأهمية القصوى لتدويل الملف إعلاميا من طرفكم... إذ ليس صحيحا أن الصمت هو الذي سينقذ أبناءكم كما تريد الرئاسة والحكومة أن تخدعكم وتقنعكم به، بل إخراج قضيتكم للإعلام وتحرككم وتنشيطكم للملف بشكل علني وبصوت مسموع هو الضمانة الحقيقية لإنقاذ الرهائن... فالصمت والصمت وحده هو الخطر الأكبر الذي يتهدد أبناءكم..!
ثالثا: نريد أن نوضح لكم أيضا نقطة مهمة بأننا قد بذلنا جهودا كبيرة للحفاظ على صحة وحياة المختطفين لحد الآن، برغم ندرة الأدوية وقلة الإمكانات الطبّية، نظر اللظروف الصعبة التي تفرضها علينا أجواء الحرب والأحوال المتقلبة المستمرة، ولكننا لا نضمن-خاصة إذا طال تقاعس حكومتكم وتماطلها - أن لا تتدهور صحتهم مستقبلا نتيجة نقصان الأدوية والرعاية الصحية الكافية، وعليه فلتضعوا في حسبانكم أن مرور الوقت وطول المدة يشكلان تهديدا جادا آخر على حياة أبنائكم،
وبالتالي فنحن نضعكم في الصورة من الآن حتى لا نتحمل أي تبعات صحية المتسبب فيها بالدرجة الأولى هو الإهمال المقصود والتماطل المتواصل من طرف حكومتكم.
رابعا: كنا نظن أن القيادة الفرنسية الحالية أعقل من سابقتها، وأحرص منها على حياة المواطنين الفرنسيين، وكنا ننتظر منهم أن يعالجوا الأسباب الحقيقية التي جعلت مصالح فرنسا مهددة ورعاياها (ومنها أبناءكم) أهدافا للمجاهدين، لكن بدل معالجة تلك الأسباب وإصلاح تلك الأخطاء المتمثلة في احتلال بلاد المسلمين ومحاربة الإسلام وأهله، نراهم في المدة الأخيرة يزيدون الطين بلة بتهورهم ومناداتهم بغزو بلاد المسلمين في مالي، وهي الخطوة المجنونة التي ستتسبب ليس فقط في مقتل الرهائن، بل وفي غرق فرنسا بأكملها في مستنقع حقيقي بأزواد، مما سيجلب لها ولشعبها المزيد من المآسي والمصائب."
 |
تاريخ الإضافة: 19-09-2012 14:29:23 |
القراءة رقم : 587 |