"الجهاديون" يبسطون سيطرتهم على مدن أزواد.. والحركة الوطنية تسعى لإعادة تجميع صفوفها
الجهاديون أنهوا حالة التعايش مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد
|
(ونا ـ خاص) قالت مصدر في الحركة الوطنية لتحرير أزواد إن وحدات الحركة التي انسحبت من مطار مدينة تمبكتو بعد إنذار الحركات الجهادية لها بذلك، تتمركز حاليا شمال المدينة.
وأضاف أن حركته تعيد تجميع مقاتليها في ثلاث نقاط متلفة من أزواد، إحداها قرب مدينة كيدال في أقصى الشمال، والثانية في شمال تمبكو، أما النقطة الثالثة فتوجد شرق مدينة غاوا.
وتحدث القيادي في الحركة الوطنية محمد ولد اباه ولد احمد في اتصال مع وكالة نواكشوط للأنباء عن إحكام المقاتلين الإسلاميين سيطرتهم بشكل كامل على مدينتي غاوا وتمبكتو، مضيفا أن زعيم حركة أنصار الدين إياد غالي شوهد وهو يدخل مدينة غاوا يوم أمس الخميس في موكب يضم حوالي ثلاثين سيارة وعشرات المسلحين، وقال إنه لم يعرف بعد ما إذا كان إياد غالي المنتمي لقبائل الافوغاس الطارقية، سيسعى لتهدئة الأوضاع بعد القتال العنيف الذي دار بين الحركة الوطنية ومقاتلين من حركة التوحيد والجهاد وتنظيم القاعدة في المدينة، أم سينحاز إلى حلفائه من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.
وأضاف أن رئيس الحركة بلال أغلا شريف مصاب، كما أن قياديين من الحركة قتلوا خلال المواجهات، وبعضهم توفي متأثرا بجراحه وهو في طريقه إلى بركينافاصو لتلقي العلاج.
من جهته أكد مصدر في الحركات الجهادية بمدينة غاوا، وصول زعيم جماعة أنصار الدين إياد غالي إلى المدينة، وأضاف أن القتال الذي دار بين الإسلاميين والحركة الوطنية، لم تشارك فيه جماعة أنصار الدين بصفتها الرسمية، وإنما كان قتالا خاضه مجاهدون ـ حسب تعبيره ـ من حركة التوحيد والجهاد وتنظيم القاعدة، وقال المصدر إن مرحلة التعايش مع الحركة الوطنية قد انتهت، محملا عناصر الحركة الوطنية مسؤولية تطور الأمور مؤخرا، وذلك بسبب ما اسماه استفزازاتها المتكررة، مضيفا أن إطلاق عناصر الحركة الرصاص الحي على المتظاهرين المدنيين في مدينة غاوه وقتل بعضهم، كان تجاوزا لكل الخطوط الحمر، ولم يكن باستطاعة المجاهدين تجاهله ـ حسب قوله ـ وأضاف "بعد اليوم لن يسمح بتعدد الأعلام في أزواد، هناك علم واحد هو علم المجاهدين".
وكشف أنهم قاموا بنزع أعلام الحركة الوطنية التي كانت منتشرة في القرى والمدن الموجودة على الطريق الرابط بين مدينتي كيدال وغاوا والبالغ طولها حوالي أربع مائة كيلومتر.
وكان قادة المسلحين الإسلاميين في تمبكتو والمشكلين أساسا من عناصر كتيبة طارق بن زياد وسرية الفرقان التابعتين لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، قد طلبوا من عناصر الحركة مغادرة مطار المدينة والأحياء المجاورة له، وذلك تحت التهديد باستخدام القوة لطردهم، وهو ما استجاب له عناصر الحركة الوطنية الذين انسحبوا من المطار قبل انتهاء المهلة التي حددها لهم المقاتلون الإسلاميون.
وبمغادرة مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد مطار مدينة تمبكتو، تكون كبريات المدن الثلاثة في أزواد وهي غاوه وتمبكو وكيدال، قد اصبحت بالكامل تحت سيطرة الحركات الإسلامية المسلحة في المنطقة، وهي جماعة أنصار الدين، وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.
وتتقاسم هذه الحركات عمليا السيطرة على تلك المدن حيث تفرض حركة أنصار الدين ذات ألأغلبية الطارقية سيطرتها على مدينة كيدال مسقط رأس زعيمها إياد غالي، ومعظم عناصر الحركة المنحدرين من قبائل الافوغاس، بينما تبسط حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا سيطرتها على مدينة غاوا، مدعومة بعناصر من كتيبة الملثمين التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وتتشكل حركة التوحيد والجهاد أساسا من مقاتلين من قبائل "عرب تلمسي" الأزوادية، وينحدر معظمهم من مدينة غاوا والبلدات المجاورة لها، بينما تسيطر مجموعات من كتائب وسرايا مختلفة من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي على مدينة تمبكتو، وفي مقابل توزع السيطرة، عين زعيم جماعة انصار الدين إياد غالي حكاما تابعين له على مدينتي غاوه وتمبكتو، التين تقعان في قبضة حلفائه من القاعدة والتوحيد والجهاد.
 |
تاريخ الإضافة: 29-06-2012 22:22:22 |
القراءة رقم : 1141 |