إلي أين تتجه موريتانيا؟ (رد السياسي، النائب البرلمانى عن مقاطعة نواذيبو وعمدة بلديتها السابق، القاسم ولد بلال)
في زاوية اليوم من استطلاع "وكالة نواكشوط للأنباء "، وجهنا للسياسي، النائب البرلمانى عن مقاطعة نواذيبو وعمدة بلديتها السابق، القاسم ولد بلال، سؤال "إلى أين تتجه موريتانيا؟" الذي نفتتح به نافذة يومية لاستطلاع رأي النخبة السياسية والفكرية في موريتانيا حول مستقبل البلد في ظل الظروف الراهنة ، فكان جواب ولد بلال:
"وجهة موريتانيا، هي ماسيحدده أبناؤها، خاصة نخبهم السياسية، فإذا أسست مواقفهم منها علي فرضية انها وطنهم الوحيد ولا وطن لهم غيرها واتفقوا علي ثوابت أنها خطوط حمراء يحرم الخلاف حولها وهي صيانة أمنها ووحدتها الترابية والسكانية وهويتها الثقافية وحماية ثرواتها الوطنية واستغلالها بصورة تضمن التنمية المستدامة، في هذه الحالة ستكون وجهتها مفرحة ومطمئنة لكل الموريتانيين.
وإما إن كانت نظرة الشعب الموريتاني ونخبه لبلادهم علي اساس خذ خيرها ولا تجعلها وطنا وتكون خلافاتهم السياسية حول جوهر صمامات أمان بقاء وطنهم وطنا لهم جميعا، فلا تسأل عما سيعترض وجهتها من مطبات وحفر ووحل يصعب خروج سفينتها منه متماسكة وشعبها بخير.
ومما لاشك فيه ان موريتانيا اليوم تقف علي مفترق طرق يؤدي الي طريقين لاثلاث لهما، أحدهما سالك والآخر هالك ولذا كان السؤال عن وجهتها وارد جدا في هذا الوقت، ومن اجل ان تسلك الطريق السالك يجب علي كافة الفرقاء السياسيين في المعارضة وفي المولاة، تجاوز الاعتبارات الضيقة والخلافات الشخصية والتفكير بجدية في انقاذ الوطن من الاخطار الداخلية والخارجية التي تهدده والجلوس علي طاولة الحوار للاتفاق علي خارطة طريق لتعزيز الحكامة الديمقراطية وتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية وبلدية، يتفق من الآن علي تحضيرها واتخاذ الوقت والوسائل الكافية لضمان شفافيتها وصدقيتها واطمئنان الجميع لها.
أما الطريق الهالك، رجائي ان نجنب بلادنا للانحراف اليه وهنا أدعو الاصوات في المعارضة والمولاة التي يلاحظ، مع الاسف، جنوحها الي التصعيد، الي تحكيم العقل ومصالح البلد والابتعاد عن كل ما لا يخدم التفاهم والحلول التوافقية وعليهم ان يضعوا نصب أعينهم أن لكل بلد خصوصياته التي يجب ان تكون المرتكز الاساس لكل عمل يراد له ان يثمر.
ومهما يكن فان ضمان النظام لحماية الامن والنظام ومقدسات الوطن والسكينة العامة، يظل في كافة الأحوال، عاملا رئيسيا في حمية البلاد من المخاطر وعليه ان يتحمل مسؤولياته في ذلك بعيدا عن كل ما يمس من الحريات العامة مادامت لا تهدد الامن.
وملخص إجابتي علي سؤالك، الي اين تتجه موريتانيا" هو ان مستقبل موريتانيا سيحدده أبناؤها، إما أن ترتفع وتكون في مصاف الدول المتقدمة، أو تتراجع، والمستقبل بيدهم فلينظروا ما هم من أجله فاعلون".
تنبيه: يؤسفني ان تكون هذه آخر حلقة أعدها من زاوية، إلي أين تتجه موريتانيا؟، التي سبق أن كلفتني "وكالة نواكشوط للانباء" بإعدادها بشكل مستمر طيلة النصف الاول من سنة 2008، ابان ازمة حكم ولد الشيخ عبد الله واستعادتها الاسبوع الماضي عندما لاحظت تشابه أزمة موريتانيا اليوم بأزمتها الماضية وكلفتني بإعدادها من جديد وكنت أود ان استمر في هذه المهمة الي ان تجد هذه الازمة حلا ـ اتطلع الي أن لا يكون انقلابا لإيماني بانه سيولد أزمة أخري ـ إلا ان اضطراري لإنهاء تعاوني مع "وكالة نواكشوط للانباء"، الذي كلفتني في اطاره بهذه الزاوية، حال دون ذلك.
وفي الوقت الذي، أتخذ فيه قراري ـ مكرها لابطل ـ بإنهاء هذا التعاون، سأظل وفيا ل"ونا" ولاسرة تحريرها ولقرائها، راجيا لها التقدم والازدهار ومتوسلا لكل من ـ وهم كثر ـ سببت لهم حرجا بسبب تصرفاتي أنا، ان يسامحوها ويتأكدوا من أن مآخذهم عليها جميعا، كنت أنا المسبب فيها وقد ذهبت معي وبقت هي طاهرة نقية، كيوم ولدتها: Mapeci
ماموني ولد مختار
 |
تاريخ الإضافة: 01-05-2012 01:54:01 |
القراءة رقم : 1865 |