تمبكتو.. الجهاديون يحكمون سيطرتهم

(تمبكتو ـ خاص، ونا ) ـ حصلت "وكالة نواكشوط للأنباء" على معلومات من مصادر مختلفة من داخل تمبكتو، تؤكد أن حركة أنصار الدين بمعية مقاتلي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يحكمون سيطرتهم على المدينة.

وأضاف متحدث من داخل المدينة إن قادة حركة انصار الدين يرافقهم عدد من مقاتلي وعناصر تنظيم القاعدة عقدوا سلسلة اجتماعات مع بعض وجهاء المدينة وأئمة المساجد، أكدوا فيه أنهم جاؤوا لإصلاح شأن الناس وتطبيق الشريعة الإسلامية، وأضاف أن عددا من المقاتلين التابعين للحركتين السلفيتين توزعوا في مساجد المدينة واجتمعوا مع السكان بها، وألقوا محاضرات وكلمات قدموا خلالها شروحا عن برنامج وطبيعة المهمة التي جاؤوا من أجلها، وأضاف أن عددا من قادة التنظيم على الأقل شوهدوا داخل المدينة : بينهم خالد أبو العباس الملقب "بلعور" أمير كتيبة الملثمين، وعبد الحميد أبو زيد أمير كتيبة طارق بن زياد، ويحيى أبو الهمام أمير سرية الفرقان ، وعمر ولد حامه، صهر "بلعور" وأحد عناصر القاعدة المنحدرين من مدينة تمبكتو، وقد أبلغوا السكان أنهم جاؤوا لتهنئة إخوتهم في حركة أنصار الدين، ونصرتهم مساعدتهم على تطبيق الشريعة الإسلامية.
وقال إن قادة حركة انصار الدين ابلغوا السكان بأنهم جاؤوا لبسط الأمن، وتوعدوا بمعاقبة المسؤولين عن عمليات السلب والنهب التي عرفتها المدينة خلال اليوم الأول، كما تمكنوا من استعادة بعد الممتلكات المنهوبة، واعتقلوا عناصر كانوا ينوون تخريب وسرقة مولدات ضخ المياه، ونهب بعض المحلات التجارية، وأضاف أن حركته لا تقاتل لمجرد الانفصال عن مالي كبلد محتل لإقليم أزواد، وإنما تسعى حاليا للانفصال عن ما اسماها "مالي العلمانية"، وحين توجد "مالي الإسلامية" فلا مانع لديهم من البقاء تحت سيطرتها.
أما المليشيات العربية التي كانت في المدينة بعد خروج الجيش المالي منها، فقد انقسمت، حيث سارعت مجموعة منها إلى الانضمام إلى الحركة الوطنية لتحرير أزواد، ويقود هذه المجموعة العقيد الحرسي "الحسين"، و"الدين ولد باهيه" وهو أحد تجار المدينة وأعيانها، بينما انسحبت باقي المليشيات الرافضة للتحالف مع الحركة الوطنية ويقودها عدد من الضباط العرب في الجيش المالي وبعض الأعيان وتجار، إلى خارج المدينة وعسكروا غربها، معلنين رفضهم لما حصل، وقال مصدر من هذه المليشيات إنهم انسحبوا لعدم قدرتهم على مواجهة عناصر القاعدة وأنصار الدين، وبعد انضمام زملائهم إلى حركة أنصار الدين، وقد رافق خروجهم نزوح عدد من الأسر العربية من داخل المدينة ـ كما يقول مصدر من داخل المليشيات ـ خصوصا بعد انتشار شائعات عن أن القاعدة ستنتقم من بعض المجموعات العربية التي كانت خصما لها في السابق الأمر الذي نفاه قادة القاعدة وأعلنوا أنهم جاؤوا لمساعدة حركة أنصار الدين في تطبيق الشريعة الإسلامية واستتباب الأمن، وقال متحدث باسم "حركة أنصار الدين" في تصريح لوكالة نواكشوط للأنباء، إن أمن أرواح الناس وممتلكاتهم يدخل في أولوياتهم، وأنه لا توجد نزعة انتقامية ولا نية للإضرار بأي أحد، وإن هدفهم هو بسط السكينة والطمأنينة في صفوف السكان وتحكيم شرع الله.
وتحدثت المعلومات الأولية عن توجه سيارات تقل مقاتلين يعتقد انهم من الحركة الوطنية لتحرير أزواد إلى بلدة "دوانزا" على بعد 200كلم جنوب مدينة تمبكو، كما شوهدت سيارات تابعة لهم في بلدة "كندام" على بعد 80كلم جنوب غرب تمكتو باتجاه الحدود مع موريتانيا.
وكانت مصادر قد تحدثت عن عشرات السيارات تحمل مقاتلي حركة أنصار الدين وتنظيم القاعدة إلى مدينة تمبكتو قبل منتصف ليلة الاثنين، وسيطرت على مقر القيادة العسكرية الموجود في قاعدة الشيخ سيدي احمد البكاي العسكرية، والمباني الرسمية والبنوك، فيما توجهت قوات تابعة للحركة الوطنية لتحرير أزواد إلى مطار المدينة وسيطرت عليه.
ووصف أحد السكان دخول مقاتلي أنصار الدين والقاعدة إلى المدينة بأنه تم بشكل كبير وأعداد ضخمة من العربات والمقاتلين.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال "ساليو تيام" الموظف في الادارة الاقليمية لوزارة الخزانة في تومبوكتو "أمضت مدينة تومبوكتو ليلتها الأولى تحت أحكام الشريعة الإسلامية".
وقد التقى زعيم أنصار الدين اياد اغ غالي، الزعيم السابق للمتمردين الطوارق في التسعينات، مساء الاثنين، بأئمة المدينة، واضاف تيام "اوضح انه لم يأت من اجل الاستقلال، إنما من اجل تطبيق الشريعة الاسلامية. والهدوء يسود المدينة".
وشن رجاله عملية لاستعادة الممتلكات المنهوبة ودعوا أصحابها إلى المجيء من اجل استعادتها، كما قال احد الشهود. وأوقفوا مجموعة من الشبان كانوا على وشك إضرام النار في دائرة رسمية، وكبلوهم واقتادوهم الى المدينة. وهددوا بقطع يد السارقين في المرة المقبلة.
وطرد رجال أنصار الدين وعناصر القاعدة في المغرب الاسلامي، ومنهم احد قادتها التاريخيين، الجزائري مختار بلمختار الملقب "الاعور" الذي شوهد الى جانب أغ غالي، من تومبوكتو المتمردين الطوارق من الحركة الوطنية لتحرير ازواد التي شنت الهجوم في منتصف كانون الثاني/يناير في الشمال.
ووزعت حركة انصار الدين اليوم الثلاثاء في تومبوكتو مواد غذائية حصلت عليها من احد الأجهزة العامة ومن الصليب الأحمر.
وقال دريس حيدرة الموظف في وزارة الخزانة في تومبوكتو ان "اسلاميي انصار الدين ينظمون عمليات توزيع مواد غذائية بمساعدة من بعض أعضاء هيئة الشبان المسلمين في تومبوكتو".

تاريخ الإضافة: 03-04-2012 17:46:51	القراءة رقم : 1635