في نواكشوط: ندوة تحذر من تداعيات الوضع في شمال مالي على أمن المنطقة
قال وزير الخارجية الموريتاني الأسبق محمد فال ولد بلال إن الوضع المتدهور شمال جمهورية مالي بسبب الحرب بين الجيش ومقاتلي حركة تحرير أزواد ينذر بأزمات بالغة الخطورة في منطقة الساحل الإفريقي بشكل خاص.
وقال ولد بلال خلال محاضرة له في ندوة نظمها مركز البحوث والدراسات الإنسانية (مبدأ)، مساء أمس الأحد مساء بنواكشوط تحت عنوان "قضايا الأمن والاستقرار في منطقة الساحل الواقع والمآلات"، إنه يخشى من تحول منطقة الساحل إلى برميل بارود مشتعل بفعل الحروب والصراعات التي تشهدها المنطقة.
وأضاف ولد بلال إن الإرث الاستعماري والصراعات الاثنية، وعدم الاندماج، والاكتمال في الدولة اليعقوبية، ووضع المستعمر حدودا للمنطقة لا تتماشى مع منطق السكان المحليين هي أمور من بين أخرى ساهمت في تسريع وتيرة عدم الاستقرار والأمن في منطقة الساحل مركزا كلامه على الشمال المالي بشكل خاص، قائلا إنه في ظل هذا التقسيم الذي تعمده المستعمر للمنطقة سارعت جماعات من الأقلية المهشمة في شمال مالي والنيجر، إلى الدخول في حرب مع الأنظمة الحاكمة.
وأكد ولد بلال ن الحسم العسكري في الحرب الدائرة في الشمال المالي هو أمر مستحيل، وهي حرب يمكن أن تطول كثيرا، مطالبا الدول المغاربية بالتدخل لإنهاء بوصفها الأقدر على ذلك.
وخلص ولد بلال إلى أن الحركات الأزوادية المقاتلة والتي تبلغ عشر حركات مختلفة، تطالب بالاستقلال التام نتيجة ما أصابها من ظلم واضطهاد خلال الحروب التي شهدتها المنطقة في وقت سابق، مشيرا إلى دافع الانتقام والرغبة في التحرر هي ما دفعت مقاتلين طوارق للدخول في حرب مجهولة النتائج مثل ما يحدث في الشمال المالي.
بدوره قال محفوظ ولد دداش أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نواكشوط، إن حرب الطوارق والماليين ستؤثر بشكل كبير على موريتانيا، من الناحية الأمنية والاقتصادية والبشرية.
وقال ولد دداش إن المناطق الشرقية من موريتانيا ستتأثر سلبيا بالإحداث الجارية في الشمال المالي، وإن الحكومة الموريتانية مطالبة بوضع حد لتلك التحديات التي يشكلها الوضع في الشمال المالي.
أما رئيس المركز السيد محمد ولد سيد احمد فال الملقب (بوياتي) فقد قال إن منطقة الساحل تشهد في الفترة الأخيرة تحولات خطيرة ومتعددة الأوجه، يتداخل فيها الإرهاب والتنظيمات المسلحة مع الصراعات المطلبية و تتسبب في الكثير من المشاكل التي تتجاوز انعكاساتها الحدود القطرية لدول المنشأ.
وقال ولد سيد أحمد فال إن الاعتراف بتسارع وحدة الإشكالات الأمنية بهذه المنطقة والإيمان بترابطية انعكاساتها، لعله يؤسس لوجاهة هذه الندوة التي ينظمها مركزه، والتي تعالج إشكاليات الصراع ومشاكل الأمن والتنمية والتحولات ألكبري التي تعيشها البلدان المحيطة بنا وأثار ذلك علي الوضع في موريتانيا.
 |
تاريخ الإضافة: 12-03-2012 17:02:04 |
القراءة رقم : 332 |