برم ولد الداه: "فساد موريتانيا بدأ بحكم العسكر لها 1978 وإصلاحها يبدأ بنهاية حكم العسكر"
قال الناشط الحقوقي برام ولد الداه ولد اعبيدى ، رئيس منظمة مبادرة امبعاث الحركة الانعتاقية في موريتانيا ان مبادرته، رسخت منذ انشائها قبل اربع سنوات، مجموعة من القيم النضالية قلما تجتمع في حركة نضالية واحدة وذلك بفضل صرامة المنخرطين فيها ونكرانهم لذواتهم واستعدادهم لنصرة المظلومين وزهدهم في الماديات ورفضهم للإغراءات.
واضاف ولد اعبيدى، في كلمة افتتاح المؤتمر الثاني العادي لمبادرته اليوم في قاعة فندق كامبي صالح بمقاطعة السبخة بنواكشوط، ان سر قوة وصلابة عود مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية تكمن في ان من أسسها وانخرط فيها، أفراد اكتووا، كما اكتوي اباؤهم وأمهاتهم وأجدادهم منذ قرون بنيران الاستعباد والظلم والحرمان والتهميش وقد تعاهدوا امام الله وأمام ضمائرهم علي رفع الظلم عن كل مظلوم والاستجابة لصرخة كل مكروب بغض النظر عن عرقه ولونه ومذهبه.
وقال برام ان السلطات الحاكمة في موريتانيا تحاول بكل الوسائل المادية والامنية القضاء علي المبادرة وتشويه سمعة مناضليها واهدافها بدعايات وصفها بالسوقية الرخيصة، منها ان برام يتاجر بالمنظمة وبقضايا العبودية من اجل التكسب وان فكر الحركة مبني علي الكراهية والعنف والتطرف، وقال ولد اعبيدى ان الوقائع تفند دعايت النظام ضده وضد حركته، مبرزا انهم طيلة مسيرتهم النضالية لم يمارسوا العنف أبد، رغم ما تعرضوا له من قمع وحبس علي ايادي نظام ولد عبد العزيز، كما بين ان المنخرطين في المبادرة من "البيظان" اليوم اكثر من المنخرطين فيها من "لحراطين"، مبرزا ان ولد عبد العزيز لايمكنه ان يتحدث باسم "البيظان" ولا باسم غيرهم من الموريتانيين.
وقال ان النظام وقع في تناقض بين عندما اشرف راس هرمه، محمد ولد عبد العزيز علي تشريع منظمة لشخص طردته "ايرا" بسبب أخلاقه المنحرفة ووصفه له بانه عنصر جيد تمسك بأهداف مبادرة امبعاث الحركة الانعتاقية وانشق علي برام بعد انحرف بها عن اهدافها الحقيقية التي تأسست عليها، وتساءل ولد اعبيدي، لماذا امتنعت السلطات عن ترخيص المبادرة عند تأسيسها التي وصفها ولد عبد العزيز بانها سليمة قبل ان تنحرف عنها؟.
وأكد برام ولد الداه ولد اعبيدي علي مضي منظمته علي الطريق الذي رسمته لنفسها من اجل بناء مجتمع موريتاني تسوده العدالة والمساواة، مجتمع خال من الاحقاد بين افراده ومكوناته وجهاته، مجتمع كالبنيان المرصوص وكالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد، مجتمع نظرته واحدة للحياة لا فضله فيه الا بالانتماء للوطن والإخلاص للامة، مؤكدا ان اول خطو في الاتجاه الصحيح لتحقيق هذه الاهداف هي ازالة نظام الجنرال محمد ولد عبد العزي عن صدور الموريتانيين الجاثم عليها والذي وصفه بكافة اوصاف عدم القدرة علي القيادة وتسيير امور الدول.
وقال رئيس مبادرة الحركة الانعتاقية ان العسكر منذ حكم موريتانيا 1978 وهو يعمل علي تمزيق وحدتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي وتحطيم القيم الفاضلة لشعبها ونهب ثرواته وشراء الذمم لانشاء بطانة سوء من السياسيين المنافقين ورجال الدين الذين يحرفون الكلم علي هوي الحاكم من اجل خلق مجتمع علي اساس ظلم القوي للضعيف وهو ما نشاهده اليوم حيث يعيش بعض المجتمع تحت ظلم بعضه بحماية النظام وباسم الدين.
ودعا ولد الداه ولد اعبيدي، اعضاء مؤتمر مبادرته الي التركيز في مناقشاتهم لجدول اعمل المؤتمر ـ الذي يدوم يومين ـ علي تجذير تجربة مناضلي المبادرة خلال السنوات الماضية التي تجسدت في تحمل كافة انواع المعانات في سبيل مبادئهم حيث رفضوا الاغراء وواجهوا الفصل من العمل والتنكيل والقمع والسجون بكل رحابة صدر، مذكرا بانهم لم يطلبوا يوما حرية موقتة للخروج من السجن كما تحلوا بالصبر ومواجة الكلمة السيئة بالكلمة الحسنة والعنف بالسلم، مؤكدا ان هذا هو السبيل الاوحد الي تحقيق الحرية والعدالة والمساواة للموريتانيين.
ووصف برام ولد الداه انعقاد مؤتمر "يرا" بعد اربع سنوات من النضال المستمر، بانه انجاز رائع سيزيد المنظمة قوة وايمانا بالقضايا التي تاسست من اجلها وفي مقدمتها القضاء علي العبودية ومؤازرة ضحاياها، مؤكدا ان التحديات الكبيرة التي تواجهها الحركة اليوم من اجل المساهمة في تخليص موريتانيا من ماهي فيه من ترد، تفرض مزيدا من التضحية والنضال ، وإن الوعي الذي خلقته الحركة بأهمية الكفاح من أجل العبودية يحتاج إلي من يعززه بعمل ميداني ينصف الضحايا ، ويرفع المظالم ، ويعيد الحقوق إلي مستحقيها، وقال ولد اعبيدي، إن اختيار "أمباركة بنت أساتيم وبناتها" عنوانا للمؤتمر هو رسالة واضحة إلي أن الحركة لن تتخلي عن ضحايا العبودية ، وخصوصا من الفئات الأكثر هشاشة (الأطفال والنساء).
وبعد كلمة برام لافتتاح المؤتمر اعلن انسحابه مع اعضاء مكتب المبادرة، داعيا المؤتمرين الي تقييم عملهم طيلة مأموريتهم السابقة وهي اربع سنوات، بكل موضوعية بعيدا عن العاطفة، رافضا حضور اي من اعضاء المكتب لمداولات المؤتمر ودعا المناديب الي اختيار قيادة المبادرة للفترة القادمة بكل ديمقراطية، مؤكدا انه سيظل جنديا وفيا منضبطا تحت امرة كل من سيقود مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية في الاتجاه الصحيح التي رسمت لنفسها.
هذا وقد حضر افتتاح المؤتمر ممثل عن مندوبية الاتحاد الاوربي في نواكشوط وممثلون عن احزاب المعارضة بما فيهم التحالف الشعبي التقدمي ـ لجنة الازمة ومنظمات حقوقية ومجتمعية.
كما حضر مؤترم "يرا" مناديب عن فروعها داخل موريتانيا وفي بعض الدول الاوربية حيث قدم رئيس مكتب فرعها في ايطاليا هدية رمزية من المكتب لبرام ولد عبيدي تقديرا لعمله لصالح حقوق الانسان.
 |
تاريخ الإضافة: 06-03-2012 01:04:38 |
القراءة رقم : 886 |