قادة منسقية المعارضة لولد عبد العزيز: "ارحل قبل فوات الاوان"
اجمع قادة منسقية المعارضة الديمقراطية علي ضرورة رحيل ولد عبد العزيز عن السلطة واتاحة فرصة تسمح للموريتانيين، بوضع اسس سليمة وثابتة لحكم البلاد، التي اجمعوا علي ان نظام ولد عبد العزيز اوصلها الي مرحلة تهدد اوضعها بالانفجار.
واجمع هؤلاء اثناء مؤتمر صحفي ظهر اليوم السبت في مقر الرئاسة الدورية للمنسقية، علي ان أي حوار لا ينطلق من اتفاق دكار كمرجعية هو حوار باطل ومرفوض، مؤكدين ان البرلمان والمجالس البلدية اليوم في وضعية غير قانونية وان أي انتخابات قادمة لا بد لها من تفاهمات كتلك التي سبقت اتفاق دكار لان البلاد عادت الي نفس الوضعية غير الدستورية التي كانت فيها قبل ذلك الاتفاق.
وفي بداية المؤتمر الصحفي، وصف الرئيس الدوري للمنسقية با ممادو آلاسان الاوضاع التي تعيشها البلاد بالكارثية علي جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والامنية بسبب ما وصفه سياسات ولد عبد العزيز الحمقاء وانتهاكه للقوانين و تلاعبه بالقضاء و قمعه للمسيرات السلمية من أجل مصالحه الشخصية والحفاظ علي بقائه في السلطة، مؤكدا علي ان النظام أثبت عجزه عن فعل أي شيء للبلد غير تدمير اقتصاده و قيمه الأخلاقية و نشر الفساد و المحسوبية فيه ولذا عليه أن يرحل من أجل مصلحة موريتانيا، يقول با ممدو الاسان.
واكد علي ان البلاد اصبحت مهددة بالانفجار بفعل سياسات النظام العرجاء والتي اصبحت تهدد الوحدة الوطنية باعتماد ولد عبد العزيز لسياسة التفرقة بين مكونات الشعب الموريتاني من خلال التعامل مع الطلاب وبسبب تسخير الاقتصاد ومنافع البلد لمقربين منه واكد الرئيس الدورى للمنسقية انهم في المعارضة لم يعودوا مستعدين لاي حوار مع ولد عبد العزيز باستثناء حوار علي رحيله.
اما زعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية ورئيس احزب التكتل احمد ولد داداه فقد بين ان الوضع الحالي في موريتانيا باطل لانه اسس في الاصل علي باطل، مؤكدا ان موريتانيا اليوم تعيش فراغا دستوريا كالذي عرفته في اعقاب انقلاب اغسطس 2008 ولذلك تحتاج الي حوار كما حدث في دكار للوصول الي صيغ متفق عليها لعودتها الي الشرعية الدستورية.
وقال ولد داداه ان البرلمان الحالي لم يعد شرعيا لانقضاء فترة ماموريته في نوفمبر الماضي وكذلك المجالس البلدية، معتبرا بطلان اية محاولة لتمديد هذه المأموريات وردا علي علي اسئلة الصحفيين بخصوص مشاركة المعارضة في انتخابات قادمة، قال زعيم مؤسسة المعارضة ان الاجاب علي ذلك سابق لاوانه وان لكل مقام مقال، مبرزا ان المنسقية ليست معنية بتقييم ولا بمتابعة الحوار الاخير لانها غير معنية به.
واتهم رئيس حزب اللقاء الديمقراطي، محفوظ ولد بتاح ولد عبد العزيز بالسير بالبلاد علي نهج اكبابكبو، مؤكدا ان الوضع في موريتانيا اصبح خطير ويدعو الي رحيل ولد عبد العزيز الذي وصفه ولد بتاح بالدكتاتوري المستبد.
وعن نواقص الحوار الماضي بين الاغلبية وبعض احزاب المعارضة، قال نائب رئيس اتحاد قوي التقدم ورئيس فريه البرلمانيى محمد المصطفي ولد بدر الدين، "ان ما غيب في الحوار الماضي هو الحوار نفسه" مذكرا بان الحوار في موريتانيا تم الحديث عنه بعد الانقلاب الذي دبره ولد عبد العزيز في السادس اغسطس 2008 وتم الحوار بين الاطراف السياسية في دكار واتفقوا جميعا علي ما سمي باتفاق دكار، بما فيهم محمد ولد عبد العزيز، الذي تنكر له قبل ان يجف قلم كتابته ومنذ ذلك الوقت ـ يقول ولد بدر الدين ـ وولد عبد العزي "يرفض الحوار ويختطف البلاد ونحن متمسكون بالحوار الذي جري في دكار وبالاتفاق المنبثق عنه كمرجعية اساسية وما دام ولد عبد العزي لا يقبل بهذه المرجعية فلا يمكن الكلام عن الحوار".
وبين النائب محمد المصطفي ان للحوار شروطا من اهمها التوقف عن القمع وعن التصرفات الدكتاتورية وفتح وسائل الاعلام امام كافة الفرقاء السياسيين وحياد الادارة والمؤسسة العسكرية واخيرا التشاور حول المسائل التي تهم موريتانيا بما فيها الانتخابات، مبرزا ان هذه القضايا غائبة ومادامت كذلك فلا مجال للحوار.
وقال ان الانتخابات البرلمانية والبلدية تم القضاء عليها بفوات وقتها حيث اصبحت البلاد اليوم في وضعية غير شرعية فلا وجود لبرلمان فيها ولا لحكومة ولا لبلديات وولد عبد العزيز نفسه كريس للحكومة غير موجود وعلي ذلك الاساس فالمطلوب اليوم عودة موريتانيا الي الشرعية، التي لا يمكن ان تتم الا عن طريق اجماع وطني تشترك فيه جميع القوي السياسية لكي تبني هذه الشرعية من جديد بما فيها الانتخابات.
محمد غلام، نائب رئيس حزب "تواصل، فقد رد علي سؤال لاحد الصحفيين حول اسباب عدم سحب منسقية المعارضة لبرلمانيها من البرلمان الذي تؤكد عدم شرعيته، بقوله "ان المأمورية البرلمانية امانة اودعها الشعب في اعناق المنتحبين علي ان ينتخب من يتسلمها منهم بعد خمس سنوات وما دام لم ينتخب من يتسلمها فهي ستظل امانة في اعناقهم" وحمل النظام بتعطيله للانتخابت مسؤولية ذلك وشبه الامر بمن كانت لديه امانة علي ان يأتيه شخص معين في وقت محدد ليسلمها له فاعترض ذلك الشخص لص في الطريق فعطله ففي هذه الحالة يحتفظ المؤتمن بأمانته لانه لا يمكن ان يفرط فيها والمسؤلية تقع علي الص لا عليه في هذه الحالة.
وردا علي سؤال يتعلق بما وراء رفع المنسقية اثناء مهرجاناتها اخيرا في شرق البلاد لشعارها للنظام "اننا قادمون،،قادمون" قال محمد غلام "نحن في المعارضة قادمون بما لايسر النظام قادمون بعزيمة لا تلين وبإيمان بان الشعب الموريتاني لا يقل قوة ووعيا واردة عن شعب مصر وتونس واليمن وسوريا وان ولد عبد العزيز ليس اقوي من طغاة وجبابرة هذه البلدان العربية الذين آلت احوالهم الي ما آلت اليه بقوة الشعوب.
وقال ولد الحاج الشيخ ان ولد عبد العزيز يحتقر الشعب الموريتاني بما في ذلك اقرب المقربين اليه كاعضاء حكومته الذين اصبح يتلذذ باهانتهم واحتقارهم وبقطع هواتفهم، داعيا المعارضة ومنظمات حقوق الانسان الي مؤازرة هؤلاء من ما وصفه نائب رئيس "تواصل" العذاب النفسي الذي وضع فيه ولد عبد العزيز وزراءه وحاشيته، مؤكدا ان مصير كل من يستخف بشعبه هو مصير القذافي وشاوسيسكو قبله، دعيا ولد عبد العزيز الي قبول الهامش الضيق المفتوح اليوم امامه للتفاوض علي النجاة ببدنه قبل فوات الاوان، مؤكدا ان تنازلات المعارضة في شروط الحوار تتقلص يوما بعد يوم وقال ان ولد عبد العزي يحكم موريتانيا بعقلية مافيوية.
الامين العام لطلائع قوى التغيير عبد الرحمن ولد محمد الشيخ فقد اضاف ان البلاد شهدت منذ رفع المعارضة في الاك لشعار "اننا قادمون" جملة من الامور الدالة علي قرب نهاية حكم ولد عبد العزيز منها زيادة ارتفاع اسعار الكزوال والارز ومنها ان ولد عبد العزيز في اجتماع باغلبيته البرلمانية لم يجد من اساليب الحكم السياسي والمناورات سوي التهريج كما وبخ اعضاء حكومته ووصفهم بالعاجزين عن مواجهة اوضاع البلاد المتردية.
وخاطب ولد محمد الشيخ ولد عبد العزيز قائلا، "اننا قادمون واننا قاب قوسين من هدقنا بقوة الشعب وبنضال الساسة والمحرومين من هذا الشعب الذي اصبح يرفض حكمكم".
هذا ونشرت المنسقية خلال مؤتمرها الصحفي بيان نددت فيه بقمع الطلاب و التنكيل بهم و عسكرة مؤسسات التعليم العالي مثل الجامعة و المعهد العالي للدراسات و البحوث الإسلامية، مطالبة السلطات بالتفاوض مع الطلاب بدل قمعهم، و حذرت نظام ولد عبد العزيز من مغبة تجاهل الاحتجاجات المتصاعدة للمجتمع الموريتاني.
و شهد المؤتمر حضور فاطمة بنت إبراهيم والدة الدركي المختطف اعل ولد المختار حيث طالبت زعماء المنسقية بالتدخل من أجل إطلاق سراح ابنها، حيث اكد اعضاء المنسقية تعاطفها معها ورد عليها احمد ولد داداه بقوله "نحن كلنا اعل ولد المختار، مبرزا تعاطف منسقية المعارضة مع كافة افراد القوات المسلحة.
اما صالح ولد حنن رئيس حزب حاتم فقد ندد بتعامل نظام ولد عبد العزيز مع ملف الدركي المختطف وتجاهله لجندي كان يخدم البلاد، قائلا إن نظام ولد عبد العزيز ضحى بخيرة أبناء الجيش في عملية لمحاولة اطلاق سراح رهينة فرنسي، و أطلق سراح عمر الصحراوي في سبيل تحرير رهائن اسبان، و لكنه لا يفعل شيئا في سبيل تحرير مواطن موريتاني كان يخدم البلاد، محذرا ولد عبد العزيز من عواقب احقاره للشعب الموريتاني.
 |
تاريخ الإضافة: 26-02-2012 00:50:18 |
القراءة رقم : 1049 |