المرزوقي يجتمع بقادة منسقية المعارضة في القصر الرئاسي بنواكشوط

انتهي قبل قليل اللقاء الذي جمع مساء اليوم السبت الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بقادة منسقية المعارضة في القصر الرئاسي بنواكشوط.

وحسب مصدر من داخل الاجتماع فقد حضر اللقاء إلى جانب الرئيس التونسي مدير ديوانه، والوزير التونسي المكلف بالمغرب العربي، فضلا السفير التونسي بنواكشوط.
وتحدث المرزوقي في بداية الاجتماع عن أهداف زيارته، قائلا إنه يسعى لتحقيق وحدة مغاربية عملية تضمن لمواطني بلدان المغرب العربي حرية التنقل بين بلدان الاتحاد، وكذلك حرية الاستثمار وحرية التعبير والتنظيم والتناوب السلمي علي السلطة.
أما قادة منسقية المعارضة فقد أجمعوا علي الترحيب بالمرزوقي في موريتانيا وتبنيهم لرؤيته للمغرب العربي وتحدثوا امامه عن مآخذهم على النظام الحاكم، حيث أكد الرئيس الدوري للمنسقية با أمدو الحسن عن ما اسماها مشاكل كبرى يعاني منها البلد على المستوى السياسي والاقتصادي وكبت الحريات، بينما ركز محمد المصطفى ولد بدر الدين علي أن الحريات معطلة في البلد بشكل كامل، مؤكدا أن موريتانيا توجد بها جامعة واحدة ومعهد واحد، يحتلهما الأمن حاليا وتمت عسكرتهما وقمع طلابهما بوحشية، وأعطى ولد بدر الدين حالة المدير السابق لسونيمكس مولا العربي ولد مولاي امحمد الموجود حاليا في السجن، كنموذج على خنق الحريات السياسية وقمع المعارضين، وكذلك وضعية كبريات النقابات العمالية التي قال إنها محاصرة ومحاربة من قبل النظام، وذكر بأن البلد يعيش ازمة دستورية أشبه ما تكون بأزمة ما بعد الانقلاب سنة 2008، عبر تمديد غير شرعي ـ حسب قوله ـ للبرلمان، وتأجيل غير قانوني للانتخابات وذكر بان ولد عبد العزيز تنكر لاتفاق دكار ورفض التعامل مع المعارضة والحوار معها وشدد ولد بدر الدين علي ان الحوار الاخير بين الغلبية وبعض المعارضة، لم يسفر عن نتائج ملموسة.
أما أحمد ولد سيدي باب، فقد اكد أن تأسيس اتحاد مغاربي يعتبر من أولويات حزبه، مذكرا بأن وضعية البلدان المغاربية، وتشتت الثروات بينها، يفرض عليها تكاملا اقتصاديا وسياسيا، معتبرا ان التنمية في موريتانيا ترتبط بالاتحاد المغاربي، فيما ركز محفوظ ولد بتاح في مداخلته على وضعية النظام الذي وصفه بالاستبدادي، قائلا إن البلد يسير بطريقة أحادية من الرئاسة وحتى الحراسة، فيما ذكر صالح ولد حننا المرزوقي بنصيحة قال إنه وجهها له، عشية الانقلاب، حين حذره من دعم ولد عبد العزيز، مضيفا أنه اليوم يعمل بنصيحة المرزوقي بعد أن يئس من الاصلاح في النظام الحالي.
بينما قارن جميل ولد منصور في مداخلاته بين طريقة وصول زين العابدين بن علي إلى السلطة في تونس ووعوده بالاصلاح، وطريقة وصول ولد عبد العزيز إليها، مؤكدا أن موريتانيا حاليا تسير مع النظام الحالي على نفس الطريق الذي سلكته تونس مع بن علي، بينما اثنى عبد الرحمن ولد محمد الشيخ على التجربة التونسية، وانتقد بشدة الأوضاع السياسية في موريتانيا، متهما النظام بالدكتاتورية.
أما ممثل تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد لفظل فقد اكد أن موريتانيا تعيش أزمة دستورية وسياسية واقتصادية واجتماعية، سببها نظام عسكري في زي مدني، يرفع شعارات الديمقراطية.

 وبدوره ذكر سيدي ولد محمد الكوري الامين العام للاتحاد الوطني للتناوب الديمقراطي، المرزوقي بمقاله بعد انقلاب ولد عبد العزيز 2008، الذي قال فيه انه لو كان موريتانيا معارضا او مواليا لوقف ضد الانقلاب لإيمانه بان التجربة الديمقراطية الموريتانية، كانت لو استمرت ستكون نبراسا يضيء درب التحرر في المنطقة العربية.

وفي نهاية اللقاء رد المرزوقي على مداخلات قادة المعارضة، مذكرا بأنه لم يعد ذلك المعارض الذي يتحدث بحرية وإنما أصبح رئيس دولة ملزما بالكثير من التحفظ، لكنه متمسك بمواقفه التقليدية من الديمقراطية والحريات، ولديه أمل كبير في أن تحقق موريتانيا إصلاحات سياسية واقتصادية، باقل ثمن مما كلف بلدان اخري وتمني ان يتم ذلك بالتفاهم والحوار وقال ان تيار الحرية اليوم لا يقاوم، شاكرا الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز على السماح له بلقاء قادة المعارضة، مؤكدا أن نظام زين العابدين بن علي ما كان ليسمح بلقاء مثل هذا.
 

تاريخ الإضافة: 11-02-2012 23:41:58	القراءة رقم : 1395