من ينقذ نواذيبو، من واقع مزري وقرارات إدارية أصبحت تهدد السلم الاجتماعي في المدينةّ؟
مظهر من القمامة في نواذيبو تصوير
|
يجمع سكان نواذيبو والزائرون لها اليوم علي أن كل الأوصاف تنطبق عليها باستثناء أنها عاصمة اقتصادية للبلاد.
بل أصبح واقعها الجلي يؤهلها بجدارة لأن تكون، عاصمة للقمامة أو للظلام الدامس أو للعطش أو للفقر أو لمشاكل الترحيل واحتلال الساحات أو عاصمة للظلم ويمكن وصفها بأنها، عاصمة لكل هذه الأوصاف بدل ان تكون عاصمة للاقتصاد فتلك أكذوبة، لم تعد تنطلي علي احد ولا يمني نفسه بها وان كانت ساورته تلك الأماني في الزمن الغابر، كما ساورت افلاطون مدينته الفاضلة، يقول احد ابناء المدينة.
ان هذه المدينة، التي حباه الله بموقع جغرافي متميز وبثروات نوعية هائلة، تنقطع عنها الكهرباء بمعدل 16 ساعة من 24 يوميا وكذلك الماء، وتغطي القمامات كافة شوارعها وأزقتها والنزر القليل من ساحتها الذي مازال مواطنون يسلون سيوفهم دون احتلاله، كما هو حال الساحة العمومية اليتيمة في حي MST/ نواذيبو، هذه الساحة التي قصتها تدل علي جور قرارات إدارية اتخذت بشان احتلالها وتوزيعها غنيمة بين متنفذين علي رأسهم سلطات إدارية معنية بحماية مصالح المواطنين وحماية الساحات العمومية من الاحتلال، طبقا للقانون.
تقع هذه الساحة بين مرفقين عموميين رئيسيين هما الثانوية ودار الكتاب التي حولت الي مركز الحالة المدينة وعشرات الدور السكنية وهي الساحة الوحيدة في المنطقة وتستعمل لأغراض متعددة، فهي المتنفس الوحيد للثانوية التي تضم ثانوية وإعدادية يزيد طلابها علي ثلاثة آلاف وعشرات الأساتذة والمؤطرين، هي موقف سياراتهم وسيارت موظفي ورواد مركز الحالة المدنية وسيارت سكان المنازل المطلة عليها.
كما يستخدم سكان المنطقة والمناطق المجاورة لها، هذه الساحة لصلاة العيدين، ولرياضة أصحاب السكري منهم واستخدامها للمناسبات الاجتماعية والسياسية، فضلا عن كونها ملعبا رياضيا للطلاب وللفرق الرياضية في تلك المناطق وفريقين رياضيين رسميين تابعين للمدينة، التي تفتقر للملاعب الرياضية بشكل خطير جدا.
المجاورون للساحة من سكان ومن سلطات إدارية وتربوية وفرق رياضية تفاجئوا قبل أسبوع بقدم رجل أعمال صحبة اثنين من موظفي إدارة الإسكان في نواذيبو لتحديد قطع أرضية في الساحة وعندما استفسروه عن الموضوع اظهر لهم وثائق ملكية موقعة من طرف الامينة العامة لزارة المالية قبل أسابيع تثبت ملكيته لقطع أرضية في هذه الساحة يريد تحديد مكانها لبنائها، مؤكدا لهم ان هذه القطع كان قد اشتراها من حاكم سابق للمدينة نواذيبو بملغ مليونين أوقية للقطعة الواحدة.
وقد اثارت هذه القضية غضب السكان مما اضطر المعني وعمال الاسكان الي مغادرة الساحة دون انجاز المهمة، عندها تحرك هؤلاء السكان واتصلوا بوالي الولاية حسب تصريحاتهم لمندوب "وكالة نواكشوط للانباء" الذي زار عين المكان، حيث ابلغهم بان القضية لا تعنيه لان وثائق الملكية موقعة من طرف وزارة المالية وان توزيع الأراضي واستصدار وثائق ملكيتها لم يعد من صلاحيات الولاة وأثناء بحث هؤلاء السكان عن حل يحول دون احتلال الساحة استكشفوا أنها قد وزعت قبل السادس من اغسطس 2008 بأسابيع قليلة إلا أن الانقلاب علي نظام ولد الشيخ عبد الله وتصريحات ولد عبد العزيز المتعلقة بالأرض أرغم المستفيدين علي التأني لتهيئة الظروف لاحتلالها واحتفاظهم بأوصال الخزينة العامة المتعلقة بدفع الرسوم المترتبة عن ملكيتها، قبل ان يحصل بعضهم مؤخرا علي أوراق ملكية رسمية موقعة من طرف المالية واستغرب السكان توقيع هذه الوثائق في حين هناك قانون يحرم احتلال الساحات العمومية بأي شكل من الأشكال.
المعنيون وجهوا رسالة إلي وزير التجهيز والإسكان يطالبونه بالتدخل لمنع احتلال هذه الساحة التي يؤكدون أن احتلالها لن يتم وهم أحياء وهم مستعدون للدفاع عنها حتى الموت وهذا ما أكده لنا النساء والشيوخ والشباب الذين شكلوا خلية أزمة لمراقبة الساحة والاتصال بالجهات المعنية وأكد احمد بوي ولد بياتي احد سكان المنازل المطلة علي الساحة ل"ونا" إن احتلال هذه الساحة يعتبر قضاء نهائيا علي ساكنة المنطقة والمرافق العمومية المجاورة لها ولذا هم يدعون السلطات العمومية الي توقيف احتلالها الذي يري أن ضره أكثر من نفعه.
وتعتبر حالة هذه الساحة واحدة من مشاكل نواذيبو الكبيرة التي أصبحت تحتاج إلي حلول سريعة قبل أن تصل إلي مراحل لا يمكن السيطرة عليها، حسب ما يقول السكان الذين بلغ اليأس يبعضهم إلي التفكير في كل الاحتمالات بما فيها انفصال المدينة عن الوطن.
ويتهم السكان السلطات بإهمال مدينتهم وبمعاقباتها جماعيا رغم ان ولد عبد العزيز حصل في انتخابات 2009 علي نسبة 64% من أصوات الناخبين وهي اكبر نسبة حصل عليها في ولاية من ولايات الوطن وقد تجسد هذا الامتعاض في مقاطعة سكان المدينة لمهرجان الحزب الحاكم يوم السبت الماضي رغم الوسائل المادية والبشرية والمعنوية التي بذلت لنجاحه.
وبغض النظر عن ما يقوله السكان فان واقع المدينة أصبح يؤكد أنها تعاني من شح في وسائل العيش وأصبحت اقرب الي مدينة اشباح اذا ما قورن حالها اليوم بحالها في أيام خوال كانت فيها انواذيبو جنة موريتانيا وهذا الوقع باديا في حيات الناس وفي مسكنهم وتعكسه الحالة الاجتماعية والاقتصادية للمدينة.
ماموني ولد مختار
 |
تاريخ الإضافة: 05-12-2011 23:13:44 |
القراءة رقم : 1612 |