قادة منسقية المعارضة: "نظام ولد عبد العزيز عاجز عن تسيير أمور البلاد وشعاره لتجديد الطبقة السياسية ينم عن بلادة الحكامة"
اجمع قادة منسقية المعارضة الديمقراطية علي ان رفض ولد عبد العزيز لممهدات حوار وطني جاد هو ما جعل عشرة تشكيلات من المعارضة ترفض المشاركة في الحوار الذي جري مؤخرا بين الأغلبية وثلاثة أحزاب معارضة، مؤكدين ان مشكلة موريتانيا اليوم هي انسداد الأبواب أمام امكانية أي تناوب علي السلطة عن طريق صناديق الاقتراع.
جاء ذلك خلال مداخلات عدد من قادة الأحزاب المشكلة لمنسقية المعارضة الديمقراطية، أثناء مؤتمر صحفي لهم بعد ظهر اليوم الخميس بمناسبة تبادل مهام الرئاسة الدورية للمنسقية بين الرئيس المنصرف محفوظ ولد بتاح، رئيس حزب اللقاء الوطني وبا ممدو السان رئيس حزب العدالة والمساواة والحرية، في مقر هذا الأخير، فيما يلي ابرز المداخلات خلاله:
محفوظ ولد بتاح: "كنا نريد حوارا منشودا يستجيب لتطلعات الموريتانيين لا حوارا مفقود النتائج"
في بداية المؤتمر الصحفي، استعرض محفوظ ولد بتاح، رئيس حزب اللقاء الوطني الرئيس الدوري المنصرف للمنسقية، حصيلة عمل مأموريته، التي دامت عشرة اشهر، ابرز خلالها الجهود التي بذلتها المعارضة لتنظيم حوار وطني بينها والنظام، مبينا جميع الخطوات التي اتخذتها المنسقية بهدف حصول هذا الحوار في جو من الثقة بين اطرافه بما يسمح بالتوصل الي نتائج قادرة علي اخراج البلاد من جو الاحتقان السياسي الذي تعرفه في ظل نظام ولد عبد العزيز، جسب وصفه.
وحمل ولد بتاح النظام، فشل جميع المحاولات الرامية إلي حوار جاد ومسؤول بتعنته علي فرض الواقع بالقوة ووصف نتائج الحوار الاخير بأنها "مخيبة للآمال ولا تقدم ولا تؤخر"، مؤكدا أنهم في المنسقية كانوا يريدون "حوارا منشودا يستجيب لتطلعات الموريتانيين لا حوارا مفقود النتائج"، كما كانت نتائج حوار الأغلبية مع ثلاثة أحزاب من المعارضة، حسب قول ولد بتاح، الذي أوضح ان المنسقية في عهد رئاسته، توسعت وظلت حاضرة بقوة في جميع احداث الساحة الوطنية والاقليمية والدولية من خلال المسيرات والمهرجانات والندوات الصحفية واللقاءات بالفاعلين السياسيين والاقتصاديين الدوليين ومؤازرة ثورات الربيع الوطني.
وفي رد محفوظ ولد بتاح علي سؤال يتعلق بمفاوضاتهم مع "المغاضبين" لمسعود ولد بلخير، قال إن هذه المفاوضات تجري حاليا بين بعثة من منسقية المعارضة وشخصيات سياسية وطنية معروفة أبدت رغبتها في الانضمام للمنسقية، لا علي أساس معارضة لمسعود ولا لحزب التحالف وفي حال تقرر شيء ملموس في هذه المفاوضات سيعلن رسميا، مؤكدا ترحيب المنسقية بكل من يريد الالتحاق بها.
وعن علاقة التحالف الشعبي التقدمي بالمنسقية اليوم، أجاب محفوظ ولد بتاح بأنهم سمعوا كغيرهم قول مسعود ولد بلخير انه انسحب منها ومهما يكن فالمنسقية ماضية في معارضة النظام.
با ممدو السان: "استلام منسقية المعارضة للحكم هو سبيل إنقاذ البلاد من مآسيها الحالية"
اما الرئيس الدوري الجديد للمنسقية با ممدو السان رئيس حزب PLEJ، فقد اكد ان موريتانيا اليوم دولة مريضة ووصف نظام ولد عبد العزيز بالفاشل في كل شيء وانه حول الديمقراطية الي دكتاتورية والتعددية الحزبية الي نظام الحزب الواحد المستبد واستحوذ علي كافة خيرات البلاد وقال ان التناوب السلمي علي السلطة عن طريق صناديق الاقتراع أصبح مستحيلا.
وقال با ممدوا السان، إن إنقاذ موريتانيا من مآسيها الحالية لن يكون إلا بتسلم قادة منسقية المعارضة الحاليين للسلطة، مشددا علي أنهم وحدهم من سيعيدون للشعب الموريتاني كرامته ووحدته الوطنية والعيش الكريم في دولة القانون والمساواة.
وعن سؤال حول عدم حصول حزبه علي اية نتيجة في الانتخابات، رغم قدمه وانتماء بعض محيطه الاسري للحزب الحاكم، ارجع با ممدو الحسن ذلك الي تمسكه كرئيس للحزب بمبادئه، ورفضه للارتماء في أحضان الأنظمة منذ 20 سنة وهو ما جعله فقيرا وكل من معه في الحزب فقراء يرفضون شراء ذممهم مهما كلفهم ذلك، مؤكدا ان القلة في موريتانيا هم من يصبرون علي البؤس والحرمان والاقصاء مقابل مبادئهم.
وقال إن ظروف المواطنين ترغمهم علي بيع أصواتهم لمن يدفع لهم ثمنها وحزبه لا موارد له لشراء الأصوات وأضاف أن البؤس الذي جلب له الإيمان بالمبادئ، ارغم الكثيرين من المقربين له وحتى من محيطه الأسري علي التقرب من النظام وهذا لا يفسد علاقاتهم العائلية ولا يؤثر في تقاليدهم الاجتماعية، بل ينحصر في المواقف السياسية.
محمد غلام ولد الحاج الشيخ: "ولد عبد العزيز شغوف بتتبع الأصنام العربية"
وعن سؤال حول موقف المنسقية من حملات حزب الاتحاد من اجل الجمهورية، الحاكم، الرامية الي شرح نتائج الحوار، قال محمد غلام ولد الحاج الشيخ، نائب رئيس حزب "تواصل" ان البعثات الكرنفالية، ليست جديدة علي الموريتانيين، فقد نظم منها معاوية قبل سقوطه الكثير وما يجري منها اليوم فهو تاكيد محمد ولد عبد العزيز علي شغفه الدائم بتتبع الأصنام العربية الطغيانية حذو القذة بالقذة ولو إلي داخل جحر الضب".
وقال إن مشكلة موريتانيا اليوم ليست في الدستور ولا في القوانين ولا في محسنات علي اللجنة الوطنية الانتخابية، ولا في ارقام تضاف، بل في التخلص من عسكري متسلط بالقوة علي البلاد والعباد يسير الأمور بمزاجه الخاص وكل ما يصبوا إليه الشعب الموريتاني هو أن يتمتع بحرية اختيار من يحكمونه وهذا ـ يقول محمد غلام ـ هو ما نريد شرخه للناس.
احمد ولد سيدي باب: "شعار تجديد الطبقة السياسية من الأفكار الدالة علي بلادة الحكامة"
وبخصوص موقف المعارضة من سعي ولد عبد العزيز الي تجديد الطبقة السياسية، قال احمد ولد سيدي باب، رئيس حزب التجمع من اجل الديمقراطية والوحدة، "هذا نموذج من الأفكار البدائية التي تنم عن بلادة الحكامة، فتجديد الطبقة السياسية لا يتم بمرسوم ولا بقرار بل يخلق بممارسة الحرية بما يمكن الأحزاب في داخلها تدريجيا من ان تنتخب في قياداتها الاحسن تمثيلا وحرصا علي المصلحة العامة بغض النظر عن سنه".
وذكر ولد سيدي باب بان فكرة التجديد لم يقتصرها ولد عبد العزيز علي الطبقة السياسية بل تشمل في منظوره، تجديد الطبقة الاقتصادية وهو ما يعني قتل الرصيد الموجود من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين من اجل بروز أشخاص جدد غيرهم، كما سعي لتجدد الطبقة الإدارية من خلال إزاحة جميع الكفاءات الموجودة واستبدالها بمن لاخبرات لديهم وفي هذه الحالة ـ يقول ولد سيدي باب ـ يموت البلد، مبرزا، "أن هذه الأفكار من وحي البلادة السياسية والأفكار الصبيانية الدالة علي تسلط إنسان لا يتوفر علي أية مؤهلات للحكم ويفرض بالقوة تسلطه علي الحكم".
وتأسف رئيس حزب التجمع من اجل الديمقراطية والوحدة، لاغترار بعض الناس بهذا النوع من الأفكار مؤكدا ان التجديد يمر عبر الزمن والحرية والديمقراطية وقال إن التجديد ليس هدفا في حد ذاته بل الهدف هو نخبة تبرز تدريجيا تكون من أفضل الممارسين للسياسة وللاقتصاد وأكثر قدرة علي الإدارة وأوصي الشباب بعدم الاغترار بهذا النوع من الأفكار.
وعن سؤال حول موقفه من سياسة الحكومة بإصلاح الإعلام وفتح الفضاء السمعي البصري، اجاب احمد ولد سيدي باب، بان حالة البلاد اليوم غير قابلة لتجزئة الإصلاح بل لابد من إصلاح شامل أو لا يكون، مؤكدا استحالة إصلاح إعلامي في ظل الحكم القائم.
وقال إن أي إصلاح للإعلام يستوجب تغير صلاحيات الرئيس والقضاء علي وزارة الاتصال، كما طالبت منسقية المعارضة، لان وجودها مع وجود سلطة فعلية عليا للصحافة والسمعيات البصرية لا مبرر له، إضافة إلي تغيير جميع النظم المتعلقة بمكانية الولوج إلي السلط بواسطة الانتخابات.
وقال ولد سيدي باب انه من المستحيل إصلاح القطاع السمعي البصري وحده دون اصلاح نظام الحكم في موريتانيا لان ذلك يمكن في ظل أنظمة عادية ونحن لسنا في ظل نظام عادي، حسب قوله، وشدد علي إن إصلاح الإعلام يبدأ بإعادة هيكلة مؤسساته، ووصف قرارات الحوار بخصوص الإعلام بأنها "شاذة".
محمد المصطفي ولد بدر الدين: "ولد عبد العزيز لا ينتمي للطبقة السياسية"
وأضاف النائب محمد المصطفي ولد بدر الدين، نائب رئيس اتحاد قوي التقدم، علي الرد المتعلق بمساعي ولد عبد العزيز لتجديد الطبقة السياسية بقوله، "إن ولد عبد العزيز لاينتمي لهذه الطبقة وغير معني بتجديدها أو عدمه، وقال إن حديثه باسم الطبقة السياسية غير مقبول فعليه ان يتحدث ـ اذا كان لابد له ان يتحدث عن شيء ـ باسم الجيش الذي ينتمي إليه كميكانيكي وبالتالي علي من يتداولون حديثه عن الطبقة السياسية ان يقولوا له ان التجديد ليس بالانقلابات علي سيدي زلد الشيخ عبد الله وعلي الموظفين".
وقال ولد بدر الدين إن منع النواب من زيارة السجون، تعد علي حصانتهم البرلمانية ومنع صريح لهم من ممارسة مهامهم التي تشمل التشريع والرقابة علي الحكومة ولذا لهم الحق في دخول اي مرفق حكومي مهما أرادوا.
وبين ان اسباب منع برلمانيين من زيارة السجون هو لكونها تضم مساجين محكومين خارج القانون، مؤكدا ان النواب سيفضحون حالتهم، مهما تستر النظام عليها.
 |
تاريخ الإضافة: 17-11-2011 23:26:35 |
القراءة رقم : 728 |