حكومة جزر الكناري تضغط من أجل استمرار تفريغ حمولات السمك الموريتاني في موانئها
صورة من الأرشيف
|
سيدي محمد الطلبه – مدريد: تمارس الحكومة المحلية في جزر الكناري ضغوطات قوية على الحكومة المركزية الإسبانية في طريق أن يصر الاتحاد الأوروبي في مفاوضاته الجارية مع موريتانيا حول تجديد اتفاقية الصيد الثنائية على استمرار تفريغ حمولات سفن الصيد الأوروبية العاملة في المياه الموريتانية في موانىء جزر الكناري بدل الموانئ الموريتانية.
باعتبار أن ذلك يدر على جز رالخالدات بمداخيل سنوية تبلغ نحو 50 مليون يورو (حوالى 20 مليار أوقية) إضافة إلى مئات الوظائف للسكان.
وفي هذا الإطار عقد نائب رئيس حكومة جزر الكناري خوسيه ميغيل بيريث اجتماعا قبل يومين في مدريد مع وزير الدولة الإسباني المكلف بالشؤون الأوروبية دييغو لوبيث غاريدو وحثه على الدفاع عن مصالح الجزر في المفاوضات الجارية حاليا لتجديد اتفاقية الصيد الثنائية القائمة بين الاتحاد الأوروبي وموريتانيا والتي تنتهي صلاحياتها مع بداية فصل الصيف المقبل.
ويأتي هذا التحرك من جانب حكومة جزر الكناري على خلفية مطالبة الحكومة الموريتانية بأن تنص شروط الاتفاقية القادمة على تفريغ حمولة جميع السفن الأوروبية من الأسماك الموريتانية في الموانىء الموريتانية بدل موانىء أجنبية، وهو ما أثار مخاوف السلطات الكنارية لما سيخلفه من ضرر مادي بالغ على الجزر على صعيدي المداخيل والوظائف.
وطلب نائب رئيس حكومة جزر الكناري في لقائه بوزير الدولة الإسباني للشؤون الأوروبية العمل على الٌأقل -في حاله عجز عن تأمين استمرار تفريغ الحمولة في الموانىء الكنارية- على أن تمنح اتفاقية الصيد القادمة لأصحاب السفن ومجهزيها حق اختيار الميناء الذي يتم فيه تفريغ الحمولة.
ولاشك أن المسؤول الكناري يراهن في هذا الخيار الأخير على أن أصحاب سفن الصيد سيختارون في النهاية، إنهم منحوا حرية الاختيار، تفريغ الحمولة في الموانىء الكنارية بالنظر إلى جاهزيتها ومنشآتها الخدمية المتطورة مقارنة بالموانىء الموريتانية.
يذكر على صعيد آخر أن صادرات جزر الكناري إلى موريتانيا من ختلف السلع والمنتجات ارتفعت بالضعف خلال الفترة ما بين يناير ويوليو من العام الجاري وبلغت قميتها 41 مليون يورو (ما يربو على 16 مليار أوقية) مقابل واردات من موريتانيا في نفس الفترة الزمتية بلغت قيمتها 15 مليون يورو، وفق بيانات مكتب FRICAinfomarket التابع للحكومة الكنارية.
ورغم أن جزر الكناري تتصدر الأقاليم الإسبانية الأخرى من حيث حجم الصادرات إلى موريتانيا إلا أن هذه العلاقة التجارية المثمرة لا تنعكس على جوانب الحياة الأخرى من قبل المعاملة التي يحظى بها المواطنون الموريتانيون في الجزر. فكثير من الموريتانيين الذين يحملون تأشيرة دخول إلى منطقة شينغن بل وحتى من أصحاب تراخيص الإقامة والعمل في إسبانيا يتحاشون عند عودتهم من موريتانيا المرور بمطار لاس بلماس (عاصمة الجزر) للمضايقات والاستجوابات الطويلة والتدقيقات والعراقيل التي يخضعون لها على يد أفراد أجهزة الأمن في المطار.
و يضطر كثير من الموريتانيين المقمين في جزر الكناري العائدون إليها من الإجازة في الوطن إلى المرور بالمغرب ومنه إلى مدينة إسبانية أخرى قبل التوجه إلى الجزر في رحلات داخلية لا يخضع المسافرون على متنها للمضايقات والتحرشات الكثيرة المسلطة على المسافرين في الرحلات الجوية القادمة من موريتانيا.
 |
تاريخ الإضافة: 09-10-2011 17:34:28 |
القراءة رقم : 822 |