ولد بلخير يدعو المقاطعين للحوار الي الاتحاق به ويطالب الحكومة بالاستعداد لمواجهة ما سينجم عن نقص الامطار
وصف مسعود ولد بلخير، رئيس الجمعية الوطنية الحوار الجاري حاليا بانه "موعد تاريخي يشكل فرصة سانحة لكل الاطراف للتنتفس في الجدية والوطنية من اجل ارساء موريتانيا الغد"، معربا عن اسفه لتغيب بعض الفرقاء السياسيين عن هذا الموعد، وداعهم الي الاتحاق بركب الحوار.
جاء ذلك في خطاب افتتاح ولد بلخير مساء اليوم الاحد لاعمال الدورة البرلمانية الاستثنائية، علي مستوي الجمعية الوطنية وهذا نص الخطاب:
"يمكن اعتبار هذه الدورة ولأكثر من سبب دورة إستثنائية لا فحسب لأنها تنعقد لأول مرة في أواخر مأمورية برلمانية، بل لأنها تبدأ في مناخ تمتزج فيه كل مشاعرنا: آلامنا، تخوفاتنا، وآمالنا.
وهنا أدعوكم لقراءة الفاتحة ترحما على أرواح شخصين فارقانا الأسابيع الماضية بعدما تركا بصماتهما على تاريخ مؤسستنا البرلمانية.
فقد كان المرحوم صال عبد العزيز من رواد الساسة في بلادنا، وكان شخصية لامعة متواضعة محسنة ومنفتحة وذات خبرة هائلة، كما كان من أبرز الشخصيات التي ترأست مؤسستنا الوطنية هذه.
أما المرحوم سيدي محمود ولد عمار، فكان إلى الأمس القريب أخا وزميلا ومسيرا ماليا نزيها، عرفناه منذ ما يزيد على عقد زمني، فأحببناه وأحترمناه لما كان يتحلى به من
تواضع ونزاهة وكرم وتسامح فخصاله يعجز المرء مهما أجتهد، أن يحصيها. لذا كل منا يعتبر رحيله خسارة لا تقدر
بشيء نظرا للفراغ الذي تركه في المؤسسة على كل المستويات، لا في صفوف زملائه النواب أو موظفي وعمال الجمعية الوطنية فحسب، بل حتى على مستوى كل الذين تعرفوا عليه من قريب أو بعيد ولو لفترة وجيزة. الأمر الذي جعل من وفاته كارثة بالنسبة للجميع.
إن رحيل الفقيدين يعتبر مأساة بالنسبة لنا لأنه ألمنا ومازال يؤلمنا، لذا نرجوا من العلي القدير أن يتقبل الفقيدين في فسيح جناته وأن يلهم ذويهم الصبـر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون. (الفاتحة)
السادة الـوزراء
زملائي النــواب
إخوتي، أخواتي
أما تخوفاتنا فهي تكمن في تزامن دورتنا الإستثنائية هذه مع بداية موسم خريف تميز بنقص حاد في الأمطار خاصة في مناطقــنا الريفية، فإذا استمر الحال على ماهو عليه، فإنـــنا سنواجه – لاقدر الله – شبه كارثة بيئية تذكرنا بمخاطر جفاف السبعينات وما نتج عنه من خسائر فادحة في ثروتنا الحيوانية والزراعية وانعكاساتها السلبية عليناعموما. وهنا باسم جميع مواطنينا الذين بدأ الخوف يتسرب إلى نفوسهم،
أوجه إلى الحكومة أشبه ما يكون بصرخة نجدة كي تتخذ على جناح السرعة كل التدابير اللازمة لمواجهة جميع الإحتمالات حتى لا نقع في آخر لحظة في كارثة نعجز وقتها عن معالجتها وتكون قد استفحلت وفاقت كل طاقاتنا وقدراتنا المادية والفنية.
السادة الـوزراء
زملائي النــواب
إخوتي، أخواتي
مهما كبرت حدة آلامنا وتخوفاتنا لا ينبغي لها أن تفقدنا الأمل في تجاوز كل محننا لا سيما وأن دورتنا الإستثنائية هذه تتزامن وفتح الحوار الذي طالما إنتظره المواطنون بجميع أشكالهم ومهما كانت مشاربهم، وأينما كانوا في الداخل أو في الخارج آملين أن تتمخض عنه الإصـــلاحات السياسية والأمنية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية الضرورية لضمان الإستقرار والإزدهار في ظل ديمقراطية حقيقية هادئة ومسالمة بعيدة كل البعد عن المزايدات والإنزلاقات المدمرة التي لا تخدم إلا العدو، كما آمل أن تدرك الأطراف المشاركة أهمية الموضوع ودقة المرحلة بالنسبة للجميع وأن عليها أن تصنع التاريخ بوضع أسس توافقية سليمة وشفافة ترضي الجميع بضمانها بقاء موريتانيا موحدة إسلامية عربية إفريقية وديمقراطية.
وأنتهز فرصة التذكير بالهدف المنشود من هذا الحوار لألاحظ أن أكبر مايهدد لحمة وطننا الآن هو الإحصاء الجاري حاليا مما يدعوني إلى مطالبة الحكومة بإلحاح إعادة النظر في هذا البرنامج الذي أثار شكوكا كثيرة واحتجاجات شعبية في بعض مدننا. آخرها ما حدث أمس في كيهيدي وأسفر عن عنف متبادل ندينه من كلا الطرفين. وهنا أوجه نداء إلى المواطنين للتحلي بالهدوء والتمسك بالحوار لحل جميع مشاكل البلد وهو ما نسعى لتحقيقه عبر الحوار الوطني الجاري حاليا وسيتحقق ذلك بحول الله. كما نعتقد أن هذه المشاكل ناجمة عن غموض هذا الإحصاء وبطئه وغياب الخبرة عند العاملين عليه وعدم إعطاءه الوقت اللازم لشرحه أكثر وتكوين الوكلاء المكلفين بتنفيذه، وحصره في فترة زمنية معقولة. ولن أقبل كذلك أن أضيع الفرصة قبل أن أعبر عن كامل أسفي لتغيب بعض الفرقاء السياسيين عن هذا الموعـد التاريخــي الذي يشكــل فرصــة سانحة لكل الأطراف للتنافس في الجدية والوطنية من أجل إرساء موريتانيا الغد التي ستكون رغم ذلك إن شاء الله ولصالح الجميع. وأملي هــنا أن يلتحق بالركب من فاتته الإنطلاقة.
زملائي النواب،
رغم حجم الأمور التي نواجهها في هذه المرحلة لاشك أنكم تدركون أهمية مشاريع القوانين المعروضة عليكم في هذه الدورة الإستثنائية والتي تشكل في النهاية السبب الأساسي لتواجدكم في البرلمان طيلة هذه الأيام. ومن البديهي أن أداء الحكومة يبقى رهين ما ستنجزونه من عمل دراسة وتمحيصا لهذه النصوص في مرحلة تعد حاسمة في تطور بلدنا".
 |
تاريخ الإضافة: 25-09-2011 20:22:28 |
القراءة رقم : 404 |