تفاصيل تنشر لأول مرة عن "معركة باسكنو" بين القوات الموريتانية وعناصر القاعدة
القوات الموريتانية تظاهرت بالانسحاب من المدينة ثم التفت على عناصر القاعدة
|
علمت وكالة نواكشوط للأنباء من مصادر مطلعة أن القوات الموريتانية تأكدت بشكل قاطع من وجود متعاون واحد أو أكثر مع مقاتلي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أثناء هجومهم ألأخير على مدينة باسكنو.
وقالت المصادر إن السلطات العسكرية علمت بتحرك مقاتلي القاعدة نحو باسكو قبل وصولهم بساعات، ورسمت خطة تقتضي باستدراجهم والتفاف القوات عليهم ومحاصراتهم قبل أن يصلوا إلى المدينة، حيث صدرت التعليمات لكتيبة كانت متمركزة في باسكنو بالانسحاب منها ومحولة الالتفاف على عناصر القاعدة، كما طلب من الكتيبة التي كانت عائدة من الأراضي المالية تغيير مسارها لاعتراض المهاجمين، وكان من المفترض أن تطوق الوحدتان مقاتلي التنظيم قبل وصولهم إلى مدينة باسكنو، لكن اتصالا من داخل مدينة باسكنو أبلغ مقاتلي القاعدة بانسحاب الكتيبة من المدينة، الأمر الذي دفع المقاتلين إلى محاولة الهجوم بسرعة عليها لتدمير القاعدة العسكرية قبل وصول الكتيبة العائدة من الأراضي المالية إليها.
وقد تمكنت خمس سيارات أرسلها مقاتلو التنظيم كعنصر استطلاع من الوصول إلى مشارف المدينة، واشتبكوا مع الوحدة العائدة من مالي، بينما قامت الوحدة المنسحبة من المدينة بالالتفاف وفتحت النار على المهاجمين من الناحية الثانية، مما أوقعهم بين نارين أربكت خطتهم ودفعتهم إلى محاولة الانسحاب.
الطائرة استبدلت مهمة الاستعراض بالقتال
كما تم استدعاء سلاح الطيران، حيث تؤكد المعلومات أن الطائرة التي قصفت عناصر التنظيم كانت قد أقلعت قبل ذلك من مطار النعمة في طريقها إلى مدينة أطار بشمال البلاد حيث كان مقررا أن تقدم عرضا عسكريا أمام رئيس الجمهورية أثناء الاحتفال بتخرج دفعة جديدة من الضباط، وقد وصلت عادت الطائرة أدراجها بعد استدعائها للتدخل، ووصلت إلى مسرح المواجهات بعد حولي 45 دقيقة من القتال، ودمرت أربع سيارات من أصل خمس كانت تشكل وحدة استطلاع للمهاجمين.
وكشف مصدر آخر النقاب عن أن الطائرة المهاجمة فقدت الاتصال بالقيادة أثناء ملاحقتها لسيارات عناصر القاعدة، حيث كانت تحلق فوق عدد من سياراتهم أثناء الانسحاب، لكنها لم تستطع إطلاق النار بسبب عدم تحديدها لهوية تلك السيارات، وخوفا من أن تكون تابعة لوحدة الجيش الموريتاني التي تلاحق المهاجمين، وأضاف أن مقاتلي القاعدة تعاملوا مع الطائرة بطريقة تفيد اكتشافهم لارتباك قائدها، لذلك كانوا يتحركون بشكل عادي أثناء تحليق الطائرة فوقهم كما لم يحاولوا إطلاق النار عليها، مما زاد من شكوك قائدها الذي امتنع عن القصف خوفا من ضحايا النيران الصديقة.
وفي سياق متصل علمت وكالة نواكشوط للأنباء أن الجزائري الذي قتل في المواجهات ويدعى "أنس أبو فاطمة" عثر بحوزته على مبالغ مالية مع العملة الصحبة، وقوائم بأسماء بعض الأشخاص، فضلا عن لائحة بمؤونة المقاتلين وحاجياتهم الغذائية والطبية، الأمر الذي يرجح فرضية أن يكون أحد قادة الهجوم، كما اكتشفت السلطات أنه أصيب مرتين، إحداهما في اليد في بداية المواجهة، وقد حاول علاج جرحه والعودة إلى المعركة، قبل أن يصاب برصاصة قاتلة، وعثر على أثار الضمادات والمعقمات على جسمه.
كما أكد المصدر أن القوات الموريتانية لم تتكبد خسائر في الأرواح، وأن أربعة عسكريين أصيبوا بجراح، أما الضابط الذي أصيب بانهيار عصبي فقد كان ضمن عناصر الوحدة التي نفذت الهجوم على معسكر غابة وغادو قبل أسبوعين، وقد صدم بمقتل زميله في تلك العملية، الأمر الذي أدى إلى إصابته بصدمة عصبية فاقمتها عملية الاشتباك الأخيرة مع القاعدة في باسكنو.
 |
تاريخ الإضافة: 09-07-2011 13:55:11 |
القراءة رقم : 4764 |