احمد ولد داداه: البلد بلا قيادة.. واحتمال ثورة مسلحة يبقى واردا إن لم تتغير الأوضاع
مؤتمر ولد داداه تصوير
|
وصف احمد ولد داداه، زعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية ورئيس حزب تكتل القوي الديمقراطية، ظروف موريتانيا الحالية بأنها "مأسوية بكل المقاييس"، مؤكدا أن الأمر بلغ من الخطورة ما يستوجب من جميع السياسيين والغيورين علي وطنهم، التفكير في إنقاذ موريتانيا من ما يهدد مستقبلها، جراء سياسات "الجنرال محمد ولد عبد العزيز".
وستشهد ولد داده علي تدهور حالة البلاد خلال مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم الثلاثاء في مقر حزبه المركزي في نواكشوط، بما تشهده منذ فترة يوميا من تظاهرات واعتصامات ومسيرات واحتجاجات متنوعة، تصك السلطة القائمة عنها مسامعها وتغض عنه الطرف ولا تهتم بمجرد التفكير في إيجاد الحلول لهذه المشاكل باستثناء ما وقع في ازويرات، مستنكرا بشدة عدم تجاوب النظام مع التطلعات المشروعة للنقابات وأصحاب الحقوق من المواطنين.
وأضاف "إن تعامل النظام مع إضراب الأطباء المستمر منذ وقت طويل ـ والذي لا يخفي علي احد خطورته علي الحالة الصحية وعلي الحالة الطبية التي كانت سيئة قبل الإضرابات وبعده ـ يظهر ان الحكومة وجنرالها محمد ولد عبد العزيز، لا يعبئون بحالة المرضي ولا بمصيرهم ماتوا أولم يموتوا سواء في نظرهم، كما يؤكد عدم اكتراثهم بما يحس به ويتطلع إليه الشعب".
وأوضح رئيس مؤسسة المعارضة الديمقراطية، أن هذا الوضع يستنتج منه، غياب إدارة البلد وكأنه بلا حكومة وبلا رئيس، وهذا خطير بحد ذاته يقول ولد داداه، "خاصة في ظروف ومناخ إقليمي وحراك تعيشه موريتانيا، هو بالدرجة الأولي امني خطير جدا ينضاف إليه مطالب مشروعة لسكان الخليج إلي المحيط وسكان جنوب الصحراء من شعوب عربية وافريقية، التي لم تعد ترضي بما كانت تتحمله سابقا وتريد العيش الكريم واحترام الحريات والتسيير الحقيقي لشؤون بلدانها وهذا يجري بسرعة فائقة وكان شيئا لم يحدث بالنسبة لرئيس الدولة الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي يتصرف كمن لا يحس بان التاريخ في مرحلة تشكيل والأوضاع من حوله تغلي وبدأت مرحلة كينونة الشعوب وفرض مطالبها وتطلعاتها" حسب ما قال احمد ولد داداه.
ودعا السياسيين في موريتانيا وأصحاب النوايا الطيبة ـ الذين قال إنهم كثر ـ إلي وقفة تأمل في الوضع القائم، الذي وضح انشغال حزبه به وعلي انه لن يسكت عنه، اذ يري انه وضع مزري ناجم عن التصرفات إلا مسؤولة للحكومة وخاصة ولد عبد العزيز، الذي اكد رئيس مؤسسة المعارضة الديمقراطية، انه ينتهج سياسة مالية واقتصادية فوضوية يتصرف من خلالها في مصالح الشعب الموريتاني، كما كانت املاكه الخاصة يوزعها دون رقيب ولا عتيد يعطي لم يشاء ويمنع من يشاء بدون حق، بما يتنافي كليا مع مفهوم الديمقراطية والجمهورية وتطلعات الشعوب.
واعرب احمد ولد داداه عن شجب حزبه لكافة انواع العنف التي يمارسها النظام ضد كل من يطلب حقه الشرعي ودعا الي اطلاق سراح جميع المعتقلين من طلاب المعهد العالي وتلبية مطالبهم العادلة والمشروعة وتوفير لهم الظروف المناسبة للدراسة، كما شجب قمع الصحفيين، مبرزا ان علي نظام الجنرال ولد عبد العزيز إدراك ان العنف اثبتت جميع التجارب انه لا يحل المشاكل بل يفاقمها وتنجم عنه عواقب وخيمة علي من يتخذونه وسلة لتسوية تطلعات الشعوب، كما حدث في بلدان قريبة وبعيدة من موريتانيا.
وفي رده علي اسئلة الصحافة قال ولد داداه إن المعارضة الوطنية موجودة بقوة وتعمل علي تصحيح أوضاع البلاد وهي قادرة علي ان تكون بديلة للنظام القائم في حالة تنظيم انتخابات ديمقراطية وشفافة ولم يستبعد ظهور معارضة مسلحة إذا استمرت الحال علي ما هي عليه من سوء وبخصوص الحالة الراهنة لمنسقية المعارضة الديمقراطية، ذكر ولد داداه بان هذه المنسقية تتشكل من أحزاب لكل منها خصوصيته، تلزمها جميعا قرارات المنسقية في حال اتخاذها وخارج ذلك لكل منها الحق في اتخاذ مواقف تخصه وأكد ان التنسيق والتشاور جار بين أقطاب المنسقية حول جميع القضايا الوطنية والعلاقات حميمة بين كافة أعضائها.
وبخصوص علاقاته الحالية برئيس الجمهورية وأسباب انقطاع اللقاءات بينهما في الفترة الأخيرة أكد ولد داداه أن هذه العلاقة غير موجودة في الوقت الراهن مبرزا ان سبب ذلك هو ان تكتل القوي الديمقراطية يري ان العلاقة بين رئيسه ورئيس الجمهورية، يجب ان تكون علي اسس واضحة بين حزب معارض وسلطة قائمة يشتركان في تحمل الهم الوطني العام وولد عبد العزيز يرفض العلاقة مع كل من لا يشاطره الراي ويصفق له.
وعن سؤال حول علاقاته بمسعود ولد بلخير وتفسيره للقاءاته المتكررة أخيرا مع ولد عبد العزيز، كان جاب احمد ولد داده، "الرئيس مسعود شخصية وطنية كبيرة وتاريخه النضالي الوطني تليد ونحن رفاق درب طويل وهو صديق احترمه واقدره جدا اما لقاءاته بولد عبد العزيز فهو له من المسؤوليات ما يستدعي لقاءاته بولد عبد العزيز فهو رئيس للجمعية الوطنية ورئيس حزب سياسي وعضو في منسقية المعارضة الوطنية".
وعن موقفه من الحوار مع النظام، أوضح احمد ولد داداه أن حزبه يؤمن بالحوار ويسعي إليه علي أن يكون حوارا بين المعارضة والنظام كل من موقعه وان يكون حول القضايا الوطنية لا علي اساس منافع ولا تقاسم السلطة، مؤكدا أنهم لم يجدوا لدي ولد عبد العزيز اية رغبة في الحوار الجاد.
وامتدح زعيم مؤسسة المعارضة الحراك الشبابي الاخير، خاصة في اسلوبه الحضاري ونوعية مطالبه وقال ان قمع النظام للشباب يؤكد خشيته منهم وإنهم شكلوا قوة تهدده واعتبر النظام الحالي غير قابل للإصلاح أو علي الأقل لا يسعي لذلك.
عرض: ماموني ولد مختار
 |
تاريخ الإضافة: 17-05-2011 18:35:07 |
القراءة رقم : 958 |