برام والد الداه: "الحركة الانعتاقية تلتزم بالنضال ضد كل أشكال الظلم و اللاّعقاب بكل الطرق السلمية المتاحة"
برام اثناء مؤتمره الصحفي تصوير "ونا"
|
قال برام ولد الداه ولد اعبيدي، ان نضال المبادرة من أجل انبعاث الحركة الإنعتاقية، التي يترأسها، نضال عادل بهدف رفع الظلم عن كافة المظلومين في موريتانيا بغض النظر عن أعراقهم وألوانهم وليس موجه ضد فئة معينة من الشعب الموريتاني، داعيا جميع أصحاب الضمائر الوطنية ومناهضي الاستعباد والميز العنصري والاجتماعي، الي مناصرة القضايا التي تناضل مبادرته لتحقيقها من اجل إعادة بناء المجتمع على أسس سليمة و عادلة.
وأبرز ولد الداه خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين في فندق "مركير مرحبا" في نواكشوط ـ حضره عدد من اعضاء مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية ومناصريها وشخصيات سياسية وفكرية ـ إن نضالات هذه المبادرة التي خاضتها ضد سياسة الصمت واللاعقاب، مكنتها خلال فترة وجيزة،من الانتصارعلى "وهن الإرادة وعلي التردد، كما نجحت في وضع حد لعدة سنوات من تحكم ثقافة الخوف و الخيلاء التي حصرت العبيد في كنف الذل و الخنوع".
واعلن ان المبادرة اليوم اصبحت في الطليعة وأحد أهم حملة لواء دعاة العدالة و الحرية، مبرزا ان ذلك يتجسد في الإقبال المنقطع النظير عليها من طرف المنتسبين والمناصرين من كل الجهات والفئات والأعراق، استجابة لنداء الضمير ولمساندة منظمة أثبتت دفاعها عن قضية عادلة بالرغم من الحملات المغرضة التي يقودها النظام ضدها من خلال وسائل الإعلام الرسمية و تعبئة المؤلفة قلوبهم من عبدة المال و متصيدي الوظائف، حسب تعبير برام ولد اعبيدي.
وأوضح في هذا المجال أن المبادرة بمثابرتها، كسبت معارك ضد ما وصفه بمحور ثلاثية الدولة ـ النظام ـ العشيرة، ولهذا السبب أصبحت اليوم تمثل طموح كل المهمشين ودعاة العدالة والمساواة من جميع مكونات الشعب الموريتاني ومن كل المشارب، حيث يجدون فيها المنبر الموحد المعبر عن آمالهم في تفكيك البناء الاجتماعي الثقافي و الإيديولوجي الذي يؤسس للظلم و العنصرية و العبودية و كل الأوبئة السرطانية التي تحدق بجسم الدولة.
وبين برام ولد الداه، ان انتصارات منظمته التي وصفها ب"الفتوحات" بدأت تتلاحق منذ التظاهرة التي نظمتها يوم 13 دجمبر 2010 التي تعبر عن ملل المبادرة من أجل انبعاث الحركة الإنعتاقية من الممارسات "المخزية" التي تقوم بها السلطة المصرة على إخفاء و نكران و جود الرق، مشيرا الي ان هذه التظاهرة امام مفوضية عرفات 1 قد شكلت الحدث التاريخي الأول من نوعه في هذا القرن في اطار مناهضة العبودية، بعد المسيرة التي نظمتها حركة الحر سنة 1979، واكد ان المبادرة بهذا العمل، تدشن في الواقع، مرحلة جديدة من مراحل كفاحها ضد معالجة السلطة لجريمة الاسترقاق.
وبين ولد الداه إن هذه النجاحات ما كان لها أن تتحقق لولا قدرة مسؤولي ومناضلي المبادرة الفائقة علي التحمل و التصدي وكذا التشخيص الدقيق و الصرامة في الإحاطة والوقوف علي أمراض وواقع المجتمع، في تجرد تام من المجاملة و الانحياز، بعيدا أيضا من الخطابات التضليلية المغرضة وقال ان المنظمة ترفض باستمرار أن يحد النظام السياسي الاجتماعي والإقطاعي من أفق عملها أو تفكيرها و قد اعتمدت كمبدأ أساسي رفض الأشكال الرمزية و إلغاء الطوباوية، التزاما منها بنزعتها كحركة أفكار و أفعال، لتخول لها هذه الصفة، ان تواصل بواسطتها الضغط على العادات والإطاحة بالقيم المنافية للزمان والحال التي "تحل بفرط التحريف محل العقيدة".
وشدد برام ولد الداه ولد اعبيدي علي ان المبادرة من أجل انبعاث الحركة الإنعتاقية، تمثل تلاقي أفكار وانصهار جهود لمناضلين كثر وقد وضعت الأسس الحقيقة و الثابتة لحركة من أجل الحقوق المدنية للموريتانيين الذين يرفضون "ديمقراطية الواجهة التي هي على مقاس نظام للدولة و المجتمع اللذين يتحكم فيهما معياري العرق البشري و الطبقة الاجتماعية".
وحدد اهداف المبادرة في:
1ــ تذكر بأن نضالها موجه بالأساس ضد الاسترقاق و الإسترقاقيين و العنصرية و العنصريين و حماتهم في مؤسسات الدولة والمجتمع،
2ــ تطالب الدولة بوضع حد لعمليات التضليل ولفت الأنظار عن العبودية هذه العمليات التي تمثل تشريعا لجرائم العبودية و التمييز، في احتقار مخزي للقوانين الوطنية و النظم الدولية المعمول بها، و خاصة القانون رقم 0048 ـ 2007 و كذلك مواثيق الأمم المتحدة المصادق عليها من طرف موريتانيا،
3ــ تندد بتدخلات الدولة التي تتجسد في انحيازها اللامبرر للاستعباديين من خلال وسائل الإعلام الرسمية ( الإذاعة و التلفزة) كلما طرحت حالة استرقاق أمام الراي العام،
4ــ تطلب من الهيئة العليا للصحافة و السمعيات البصرية التدخل لصاح القانون كي تحصل المبادرة من أجل انبعاث الحركة الإنعتاقية على حقها في التغطية الإعلامية في الإذاعة و التلفزة، من أجل القيام بدورها في الإعلام و التعبئة و الشرح خلال النقاشات ذات الآراء المتعلقة بميادين اختصاصها،
5ــ تلتزم بالنضال ضد كل أشكال الظلم و اللاّعقاب بكل الطرق السلمية المتاحة.
واعلن برام ولد الداه ان منظمته ستخلد يومي 27 و28 نوفمبر القادم 2011 في اينال ذكري مقتل جنود موريتانيين علي اساس عرقي 1989، كما اكد ان المنظمة لن تقبل مستقبلا باي تسامح مع من تثبت ممارستهم لحالات استعباد وانها تحتفظ لنفسها بأساليب الرفض المناسبة وندد بما وصفها "المواقف التعسفية القمعية لنظام ولد عبد العزيز التي تحرم المبادرة من أجل انبعاث الحركة الإنعتاقية في موريتانيا و الموريتانيين المنتسبين إليها من حقهم في التعبير، و التنظيم و العمل المدني" وطالب المجتمع الوطني والدولي بالعمل علي رفع هذا الظلم.
وخلال المؤتمر الصحفي لمبادرة انبعاث الحركة الإنعتاقية، اعلن سوماري توما رئيس حزب طلائع قوى التغيير الديمقراطي، انضمامه للمبادرة مبرزا ان ذلك جاء بعد قناعته بعدالة القضايا التي تناضل من اجلها وبأسلوبها السلمي.
 |
| تاريخ الإضافة: 16-05-2011 19:57:46 |
القراءة رقم : 710 |
