نقل فتى قاصر إلى مستشفى الأمراض العقلية بعد تعرضه للتعذيب في مفوضية تمبدغة
الطفل محمد ولد عبد الله في غرفة حجزه بمستشفى الأمراض العقلية تصوير
أكد عبد الله ولد أعلى أن إبنه محمد البالغ من العمر 16 سنة تعرض لشتى أنواع التعذيب من قبل شرطة مدينة تمبدغة في ولاية الحوض الشرقي حتى أغمي عليه وساءت وضعيته الصحية والنفسية.
وقال ولد اعلي في تصريح ل"وكالة نواكشوط للأنباء" إن إبنه تم اعتقاله في 29 إبريل الماضي مع 15 طفلا من قبل شرطة تمبدغة بعد شجار وقع بين مجموعة من أطفال المدينة، وقد اعتقل إبني ـ يضيف ولد اعلي ـ حوالي الساعة الحادية عشر ليلا، وتم صفعه على الوجه من قبل أحد عناصر الشرطة أمام جدته، واقتيد إلى مخافر الشرطة، وكنا نظن أن ذلك فقط هو إجراء تأديبي تتخذه الشرطة ضد الأطفال حيث أمضى عندهم أربعة أيام، ولم نكن نعتقد أنه يتعرض للتعذيب، لكن بعد إطلاق سراحه مباشرة لاحظنا بعض التصرفات الغير طبيعية يقوم بها الطفل كالصراخ والحركات اللاإرادية، وفي نفس اليوم أغمي عليه وتم نقله إلى مستشفى تمبدغة، ولكن الطفل بدأت حالته تسوء، عندها ـ يقول والد الطفل ـ ذهبت إلى مفوض الشرطة في المدينة وأبلغته أن ابني ساءت حالته الصحية بعد إطلاق سراحه وطلبت منه معاينته في المستشفى وقد أرسل معي أحد أفراد الشرطة، وعند ما شاهد حالة الطفل الصحية قال إنه لم يتعرض للتعذيب في المعتقل، لكن عمة الطفل اعترف لها أحد عناصر الشرطة أن إبن أخيها تعرض للضرب المبرح، وبعد أن ساءت حالة الابن تم نقله إلى مدينة النعمة وبعد وصولنا للمدينة قدمنا على الفور شكوى لوكيل الجمهورية وقد أجرى معاينة للطفل في قسم الحالات المستعجلة وسأل الطبيب عن سبب ما تعرض له الطفل وأكد له أن ما وقع له نتيجة لتعرضه للضرب، ثم بعد ذلك قام وكيل الجمهورية بمعاينة ثانية للطفل فوجده في حالة غيبوبة، وفي معاينته الثالثة طلب من الطبيب أن يحيله إلى مستشفى الأمراض العصبية والعقلية في نواكشوط، وبعد وصولنا إلى مستشفى الأمراض العقلية يوم الجمعة الموافق 6 مايو 2011 أجرينا فحوصا طبية للطفل ولم نتوصل بنتائجها حتى الساعة نتيجة لاضراب الاطباء، مما جعلنا نضطر إلى إجراء "اسكانير" في عيادة خاصة واكد التقرير أن هناك آثار الضرب في رأس الطفل.
وطالب عبد الله ولد اعلي بإنزال أقصى العقوبات بالمسؤولين عن ما وقع لإبنه وأن تأخذ العدالة مجراها الصحيح، خصوصا أننا طرحنا القضية من جديد على العدالة في نواكشوط، كما نطالب بتعويض كل مصاريف رحلة العلاج الطويلة، ونطالب المنظمات الحقوقية بالوقوف معنا في هذه المحنة يضيف والد الطفل.
أما محمد ولد عبد الله البالغ من العمر 16 سنة والذي يدرس في السنة السادسة ابتدائية فقد أكد أنه تعرض لأنواع التعذيب من قبل شرطة تمبدغة لمدة أربعة أيام، مضيفا في تصريح ل "ونا" أنه اعتقل بعد شجار جرى بين مجموعة من الأطفال حيث اعتبرت الشرطة أنه وأحد أصدقائه المسؤولين عن ما وقع من شجار، وتلقى طيلة الأيام الأربعة التي أمضاها في معتقل الشرطة، للضرب بالعصي والوقوف على ركبتيه مع تمديد اليدين على الحائط، و أنه يتألم الآن من رأسه بسبب الضرب "كما يخيل إللي أن قلبي سيخرج من فمي بسبب آلام الصدر".