ولد داداه يتهم النظام بافتعال أحداث الجامعة وأحزاب معارضة ونقابات، تندد بها وتحث علي تسويتها سلميا
أجمعت أحزاب تكتل القوي الديمقراطية واتحاد قوي التقدم و"تواصل" وثلاث مركزيات نقابية، علي إدانة وشجب أحداث الجامعة خلال اليومين الماضيين ودعت في بيانات توصلت إليها "وكالة نواكشوط للأنباء" جميع الموريتانيين الي العمل علي احتواء هذه الأحداث وتسويتها سلميا، كما اتهمت البيانات النظام بتغذية خلافات الطلاب.
وجاءت موافق هذه الاحزاب والمركزيات النقابية علي النحو التالي:
اتهم احمد ولد داداه النظام بافتعال أحداث الجامعة في اليومين الماضيين، بما وصفه بمحاولة منه "تحويل خلافات عادية بين متنافسين في الانتخابات الطلابية إلي صراعات فئوية وعرقية لمحاولة التأثير علي التظاهرات التي يعتزم الشباب القيام بها يوم 25 ابريل بحجة إن موريتانيا لا تتحمل الثورة الآن".
جاء هذا الاتهام أثناء مؤتمر صحفي لرئيس حزب تكتل القوي الديمقراطية مساء أمس في مقر حزبه، أكد أثناءه "ان المعارضة التي صبرت علي الإقصاء والظلم والغبن، لن تستطيع الصبر أبدا على تمزيق موريتانيا , ولن تترك الطريق سهلا لمن يريد تمزيق الوحدة الوطنية والمساس بها".
ووصف ولد داداه، من يسعون الي جر ثورة الشباب الي صراع عرقي وفئوي ب"المخطئين والجاهلين بقوة اللحمة بين الشعب الموريتاني"، الذي قال انه . يشكل مخبرا للتعايش العربي الافريقي.
وخلال المؤتمر الصحفي وزع حزب "التكتل" بيان حول احداث الجامعة جاء فيه:
"تحولت أمس عملية إفراز الأصوات في الانتخابات الجارية في الجامعة بين المنظمات الطلابية إلى مشادات أدت إلى اشتباكات بين الطلبة، ما لبثت أن تطورت إلى مواجهات عرقية ، في ظل غياب غير مبررلأجهزة أمن الجامعة المعنية، الشيء الذي يبعث على الشك الكبير حول هوية المحركين الحقيقيين للأزمة ، وقد لحق الضرر بالطلاب فأصيب العديد منهم بجروح نقلوا إثرها إلى المشافي، كما أصيب بعض الصحفيين، ودمرت بعض الممتلكات العمومية في الجامعة. وقد استمرت المناوشات داخل الجامعة وخارجها حتى اليوم.
إن تكتل القوى الديمقراطية، مع أسفه البالغ على أحداث العنف هذه والتي تستهدف وحدة عمل الطلاب وتجانسهم، ليحذر من استمرارها ويدعو الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية والحفاظ على وحدة شعبنا الغالية، التي هي ضمان الأمن والسلم في البلد.
ونحن مقتنعون أن الطلاب الذين هم ضمير الأمة الحي اليوم، وأملها الواعد غدا، سيتجنبون الوقوع في فخ الانقسام والتجزئة والتمزق، متمسكين بالدفاع عن حقهم المشروع في التنظيم النقابي بروح الديمقراطية والإنصاف، من أجل خلق ظروف ملائمة للدراسة والتكوين".
التجمع الوطني للإصلاح و التنمية " تواصل "
اما "تواصل" فقد وجه نداء يدعو كل العقلاء وأصحاب الضمير الوطني للتحرك السريع منعا لأي تطورات سلبية سواء داخل الجامعة أو خارجها.
وجاء في النداء:
"لقد شهدت جامعة نواكشوط أحداث عنف خطيرة جاءت على خلفية انتخابات طلابية لما يكشف الستار عن نتائجها، وقد بدأت الأحداث باحتكاكات بين طلاب بعض الإتحادات المتنافسة لتتحول فيما بعد إلى اعتداءات أدت إلى سقوط أكثر من عشرين جريحا فيما يشبه فتنة عرقية رفعت فيها شعارات عنصرية وتم فيها الإعتداء على أملاك عامة وخاصة.
إن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) إذ يذكر المجتمع الطلابي خاصة والمجتمع الموريتاني عامة بانتمائه المشترك للوطن وهويته الإسلامية الموحدة ل :
1. يدعو كل العقلاء وأصحاب الضمير الوطني للتحرك السريع منعا لأي تطورات سلبية سواء داخل الجامعة أو خارجها.
2. يؤكد على ضرورة تحمل السلطات العمومية لمسؤولياتها حفظا للأمن ومنعا لأي تفلت أو فوضى..
3. يدين أي اعتداء على الممتلكات العامة والخاصة تحت أي مبرر.
4. يطالب إدارة الجامعة والسلطات العمومية المعنية بإجراء تحقيق شفاف وموضوعي لمعرفة جميع ملابسات هذه الأحداث المؤلمة.
5. يدعو الإتحادات الطلابية إلى لتنادي إلى حوار أخوي جاد لنزع فتيل التوتر واحتواء الأزمة والحيلولة دون تكرارها مستقبلا والتزام اليقظة في وجه كل محاولات الاستدراج.
6. يحذر من مخاطر الفتنة ويدعو لمحاصرة أي بادرة لها، ويذكر بالمآسي التي عاشتها البلاد جراء الأزمات العرقية في السنوات الماضية ويؤكد أن لاحل إلا في الإعتصام بالإسلام ورباطه المتين :" هو سماكم المسلمين".
اتحاد قوي التقدم:
ودعا اتحاد قوي التقدم جميع الاتحادات الطلابية إلى إجراء حوار عاجل وبناء لاحتواء هذه الأزمة وعدم الوقوع في فخ سياسة فرق تسد.
وجاءت هذه الدعوة في بيان اصدره الحزب، جاء فيه:
"كشفت أحداث جامعة انواكشوط مساء أمس وصباح اليوم عن حجم الخطر الذي لازال يتهدد وحدة هذا البلد وانسجامه الاجتماعي, وإلا فبأي منطق يمكن أن يثير التشكيك في نزاهة انتخابات مهما كانت أهميتها ما أثارته هذه القضية وبهذه السرعة؟ ولمصلحة من تم تأجيج التناقضات العرقية في هذا الوقت ؟ ولماذا تكون الجامعة مسرحه بالذات؟
تساؤلات لا شك أن مجرى الأحداث في قادم الأيام كفيلة بالرد عليها, وإن كانت وقائع الأحداث تشي بتورط جهات معينة في الوقيعة العنصرية بين الطلاب مستغلة ما يصاحب الانتخابات عادة من ضغوط نفسية و تشنجات؛
لقد كان الشعب الموريتاني ينتظر من شبابه فعل ما عجز عنه شيوخه!
كان ينتظر منه الذود عن الوحدة الوطنية والتشبث بالديمقراطية وفرض العدالة الاجتماعية...كان ينتظر منه فرض التغيير لا مواجهة بين الأشقاء؛
إن اتحاد قوى التقدم الذي لازال يراهن- رغم ما حدث- على نضج الشباب ووطنيته:
* ليهيب بكافة الطلاب الحريصين على وحدة هذا الشعب وأمنه واستقراره الابتعاد كليا عن العنف كأسلوب لتسوية الخلافات؛
* يدعو جميع الاتحادات الطلابية إلى إجراء حوار عاجل وبناء لاحتواء هذه الأزمة وقطع الطريق على المتربصين بالوحدة الوطنية وعدم الوقوع في فخ سياسة فرق تسد ؛
* يندد بالاعتداء على المقر المركزي لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية ( تواصل ) والذي يؤكد على وجود أياد خفية وراء المؤامرة ذات الأهداف السياسية, كما يشجب الاعتداء على كافة الممتلكات العامة والخاصة؛
* يطالب كافة القوى الوطنية بلعب دورها في الحفاظ على الوحدة الوطنية من خلال حمل الطلاب على التفاهم ونبذ العنف".
تنديد نقابي باحداث الجامعة
جاء هذا التنديد في بيان اصدرته ثلاث مركزيات نقابية هي: الكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا، الكونفدرالية الحرة عمال موريتانيا والكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية وجاء غي البيان:
"سادت في الأيام الأخيرة موجة من الاضطرابات في جامعة نواكشوط اثر انتخابات ممثلي الهيئات الطلابية في أجهزة تسيير كليات تلك المؤسسة. و تصاعدت حدة الخلافات والمنازعات حول نتائج الانتخابات حتى تحولت إلي اعتداءات جسدية ولفظية بدأت تأخذ منحي خطيرا.
التي تضم المنظمات الموقعة تعرب عن استنكارها الشديد وإدانتها الكاملة للجوء إلي استخدام القوة سبيل التسوية الخلافات بين الجامعيين وتدعو الطلاب من كل المشارب لاستجماع قواهم بسرعة و العمل علي إيجاد حلول لمشاكلهم في إطار حوار هادئ وسلميإن المنسقية النقابية .
لقد أظهرت تجارب النضال المدرسي خلال العقود الماضية و كفاح عمال أزويرات في مايو 1968 الحاجة إلى وحدة النضال من أجل محاربة الظلم والاستغلال والمطالبة بالتعاطي العادل و المنصف مع جميعا لمسائل الخلافية.
و تأسف المنسقية النقابية لكون معالجة هذا النزاع الانتخابي من قبل إدارة الجامعة والحكومة أدت إلى معارك ضارية لا تقدم شيئا للمعاناة الكبيرة التي تواجهها كافة فئات السكان وتنادي باتخاذ جملة من التدابيرالتصحيحية لتفادي وقوع مآس مماثلة".
 |
تاريخ الإضافة: 22-04-2011 12:21:07 |
القراءة رقم : 878 |