"بيرام" يصف التسريح الجماعي لخدم المنازل بمؤامرة لزرع الفتنة في المجتمع
قال بيرام ولد عبيدي، رئيس "مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية في موريتانيا" إن النشطاء الحقوقيين في المنظمة مصممون العزم علي الكفاح ضد جميع أشكال ممارسة العبودية القديمة والعصرية المغروسة في النظام الاجتماعي الموريتاني.
وأكد أثناء مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم في نواكشوط ان هذا النضال غير موجه ضد أي عنصر من المجتمع بعينه، بل هو ضد كل من يمارس العبودية والظلم علي الموريتانيين بغض النظر عن أعراقهم وجهاتهم، وشجب ما وصفه دعايات مغرضة قال إن النظام ومخابراته يروجونها ويجندون لها بعض الأشخاص لتشويه سمعته وسمعة "مبادرة انبعاث الحركة الانعتقاية في موريتانيا"، ويحاولون إلصاق بها تهما، هي منها براء، مثل الارتباط بجهات أجنبية كالصهيونية والمتاجرة بقضية العبودية.
واتهم ولد اعبيدي النظام القائم بأنه "استعبادي يدافع عن مصالح أسياد العبيد الحاليين والسابقين ويسد جميع المنافذ أمام تطبيق النظم والقوانين التي تدعوا للمساواة بين المواطنين وتجرم الاستعباد"، وقال إن تضافر جهود ونضالات مبادراته وغيرها من منظمات حقوق الإنسان، قد فرض النظام علي الاعتراف بوجود العبودية في موريتانيا بعد ما كان ينكرها واستدل علي ذلك بمحاكمة لأول حالة استعباد في الأسابيع الماضية، مستنكرا تدخل السلطة في القضاء لتبرئة المدانين بها.
وقال بيرام ولد اعبيدي ان محاربة العبودية في موريتانيا لا تقتصر علي فئة معينة من المجتمع الموريتاني، بل تتبناها جماعات واسعة من أبناء ملاك العبيد السابقين، كما ان بعض "لحراطين" يسخرون انفسهم لنكران العبودية في موريتانيا والتشهير بالمناهضين لها تملقا للمستعبدين وللنظام الاستعبادي ووصفهم ب"المرتزقة الأنذال" ووصف ذلك بالمتاجرة الحقيقية بقضية العبودية من اجل كسب منافع من النظام.
وابرز ان الانضمامات الكبيرة للشرائح الوطنية العريضة، بكل مكوناتها، إلى الكفاح الذي تقوم به الحركة الانعتاقية في ظرف وجيز، كان ثمرة لاقتناع مناضلي المبادرة بضرورة رفع التحديات وما يتطلب ذلك من تضحيات، مستعرضا ما دفعه مناضلو وقادة المبادرة الانعتاقية والمتعاطفون معهم كضريبة باهظة بمجازفتهم ومخاطرتهم في واقعة عرفات التي قال ان التاريخ سيحتفظ بها في سجله الذهبي لانها شكلت منعطفا خاصا في الكفاح من أجل تحرير العبيد، كانت ثمرة ذلك اليوم توقيف واتهام الاسترقاقيين ومحاكمتهم وإدانتهم.
وندد بيرام ولد اعبيدي، بما وصفه حملة يقوم بها النظام بالتسريح الجماعي والعنصري لخدم المنازل من الحراطين من اجل زرع فتنة بين المجتمع الموريتاني وإجهاض العمل علي تطبيق قانون تجريم الاستعباد والنيل من عزيمة المدافعين عن حرية العبيد وحمل النظام وحده مسؤولية هذه "المؤامرات" وكل ما قد يترتب عنها.
ودعا جميع المدافعين عن الحرية والانعتاق بالتحلي بالصبر والمحافظة علي السلم الاجتماعي وعدم الاستجابة للاستفزازات وأكد ولد اعبيدي ان أية مقاربة امنية للتصدي لنضالات مبادرته ستكون وخيمة علي النظام، كما حدث في واقعة عرفات وما نجم عنها من ما وصفه حرجا للنظام وتحويل القضية الي محاكمته.
وتبرأ من كل ما يشاع ضده من تخويف الناس من تشغيل الخدم في المنازل وتدريس أطفال لحراطين في المحاظر ووصف ذلك بالدعايات المغرضة السخيفة للنظام وقال انه يستأجر خادمة في بيته باجر محدد لعمل في وقت محدد، كما يدفع راتبا شهريا لمعلم يدرس أبناءه وأبناء جيرانه في الرياض، التعليم المحظري، ودعا انصاره إلي التحلي بالمثل والاخلاق الحسنة كي يثبتوا انهم أصحاب قضية عادلة.
وقال برام ان نضال حركته سيسع مستقبلا جميع الارقاء وجميع المظلومين من المجتمع بغض النظر عن أعراقهم، مبررا اقتصار اهتمامات المبادرة حتي الان علي القصر من العبيد بان الامر عائد الي ان القانون الحالي لا يسمح الا بالتدخل علي اساس قانون تجريم استغلال القصر وندد في هذا الاطار بما وصفه، حذف، من اسماهم "برلمانيي ولد عبد العزيز" مواد في قانون تجريم الاسترقاق الذي أعده نظام اعل ولد محمد فال، تسمح لمنظمات حقوق الإنسان بالدفاع عن المستعبدين.
وقال ان النضال ضد العبودية لا يتجزأ عن النضال من اجل حقوق المواطنين في جميع المجالات، موضحا انه رفض التفاوض مع الوزير الاول ومع لجنة وزارية حول مطلب مبادرته بمعزل عن باقي قضايا المجتمع الاخري، وأوضح ان بحث هذه القضايا بما فيها العبودية، يجب ان يكون مع جميع الفاعلين المنشغلين بهموم الناس دون إقصاء أو ميز.
وخلال المؤتمر الصحفي تم عرض حالة استعباد مكتشفة في أرياف لبراكنه تتعلق بقاصر يدعي سعيد قال انه فر من ابل أسيادته التي كان يرعاها وترك وراءه اخوه الأصغر وقد استعرض هذه القضية خلال المؤتمر الصحفي الممثل الجهوي للمبادرة في ولاية لبراكنهالشيخ ابراهيم ولد أوداعة وقال ولد اعبيدي ان هذه الحالة ستعرض اليوم امام مفوضية القصر.
 |
| تاريخ الإضافة: 17-04-2011 18:20:56 |
القراءة رقم : 2074 |
