نادي نواكشوط الدبلوماسي: موريتانيا ليست بمعزل عن ما تشهده المنطقة وعلى السلطات تحديد استراتيجية متكاملة
ولد بابا مين رئيس النادي
|
أكد نادي نواكشوط الدبلوماسي أن موريتانيا بحكم انتمائها للمنطقة العربية التي تشهد تحولات متسارعة لا يمكنها أن تكون بمعزل عما يجري فيها ولا أن تكون في مـأمن مما سوف يحل بها من تغيير.
وطالب النادي في بيان توصلت "ونا" بنسخة منه من السلطات العمومية الحالية بضرورة تحديد إستراتيجية متكاملة تستقرئ الأوضاع القائمة وتستشرف التطورات المحتملة، و إشراك جميع قوى البلاد الحية من أحزاب سياسية وشركاء اجتماعيين وفاعلين غير حكوميين ومثقفين ومفكرين و قادة رأي و فعاليات شبابية.
ويرى نادي نواكشوط الدبلوماسي أن الحصافة والمسؤولية تكمنان في اخذ هذا الحراك مأخذ الجد وفي مسايرته ومواكبته بدلا من استعدائه ومجابهته ومحاولة الوقوف في وجهه حيث أن عجلة التاريخ لا يمكن إيقافها ولا إرجاعها إلى الوراء.حسب البيان الذي جاء فيه:
"تجرى فى هذه ألايام تطورات متسارعة غير مسبوقة ولا شك ان النتيجة الحتمية الملازمة لتفقير الشعوب وحرمانها وسد الآفاق في وجهها هي الاحتقان و الغضب و الانفجار، ولقد تجلى هذا بكل وضوح بعنفوان في المنطقة العربية. و لا ريب أن ذلك راجع إلى تضافر مجموعة من العوامل اعتملت لفترة طويلة ضمن السياقات العربية، وأفضت مجتمعة إلى الزلزال الذي عصف ببعض البلدان العربية حيث أطاح بأنظمتها وغير الأنساق التي كانت قائمة بها لعقود عديدة من السنين. و من أهم هذه العوامل:
- وجود أنظمة سياسية استبدادية لا تتوفر على ما يلزم من الشرعية والصدقية لتبرير استمرارها في السلطة،
- تفشي الفساد و استغلال النفوذ واعتماد الرشوة في شراء الذمم وتمكين رموز الفساد من السيطرة على موارد البلاد وجعلهم متنفذين و مسيطرين على كافة مراكز صنع القرار،
- الاستهتار بالحريات الأساسية والقيم الديمقراطية و مبادئ حقوق الإنسان وثقافة المواطنة، إضافة إلى الاستخفاف بكل المؤسسات والاحتقار المطلق للمثقفين وقادة الرأي،
- إقصاء النخب الوطنية من أصحاب الضمائر الحية والنفوس الشريفة والكفاءات ومنعهم من المشاركة في عملية تسيير الشأن العام والإسهام في رسم ملامح مصير البلاد،
- التصميم على تأبيد نظام الحكم التسلطي وإطالة بقاء الحكام في السلطة بل وتوريثها للأبناء بعد تمكين أفراد أسرهم و بطانتهم من جني أكبر الفوائد الممكنة منها،
- سد الباب أمام التعددية والتداول السلمي على السلطة، لتكون النتيجة الحتمية هي الانفجار
إن هذه الأوضاع المزرية لم تعد مقبولة لدى الشعوب العربية التي ثارت عليها بقيادة شبابها المثقف الواعي المدعوم من قبل كل أطياف نخبه ومكونات طبقته المتوسطة، و ألقت بها في غياهب التاريخ، ثم شرعت في إعادة صياغة أنساقها الوطنية على نحو يتماشى و تطلعاتها والمصالح الحيوية لبلدانها. وقع ذلك في تونس و في مصر وهو قيد الإنجاز في العديد من البلدان الأخرى.
وبلدنا بحكم انتمائه لهذه المنطقة الآيلة إلى تحولات متسارعة لا يمكنه أن يكون بمعزل عما يجري فيها ولا أن يكون في مـأمن مما سوف يحل بها من تغيير.
ومن هذا المنطلق فقد أصبحنا مطالبين أكثر من أي وقت مضى أن نتحلى بما يكفي من الحكمة وبعد النظر والتدبير الاستباقي للأمور ليبادر بتحديد إستراتيجية متكاملة تستقرئ الأوضاع القائمة وتستشرف التطورات المحتملة التي قد تنجم عنها. ولا شك أن كل ذلك يلقي على كاهل السلطات العمومية الحالية مسؤوليات جساما فيما يتصل بالتأهب الكامل لكل ما قد تتمخض عنه الوضعية القائمة الحبلى بالعديد من المفاجآت لا يختص بها بلدنا دون البلدان الأخرى في المنطقة.
ولعل من أهم هذه المسؤوليات إشراك جميع قوى البلاد الحية من أحزاب سياسية وشركاء اجتماعيين وفاعلين غير حكوميين ومثقفين ومفكرين و قادة رأي و فعاليات شبابية في التفكير المشترك في صياغة مصير البلاد و تحديد معالم الأوضاع التي ينبغي أن تسود بها، في منظور التحولات العميقة والمتعددة الأبعاد التي هي الآن على الأبواب.
ويرى نادي نواكشوط الدبلوماسي أن الحصافة والمسؤولية تكمنان في اخذ هذا الحراك مأخذ الجد وفي مسايرته ومواكبته بدلا من استعدائه ومجابهته ومحاولة الوقوف في وجهه حيث أن عجلة التاريخ لا يمكن إيقافها ولا إرجاعها إلى الوراء.
 |
تاريخ الإضافة: 09-04-2011 10:55:23 |
القراءة رقم : 405 |