مواجهات الشرطة وشباب 25 فبراير: بدأت بتوزيع الماء البارد وانتهت بالقمع (تقرير)
لم يكن يتوقع المتتبع لبداية مظاهرة شباب 25 فبراير مساء اليوم الجمعة، نهايتها التراجيدية، حيث كانت بدايتها ضحك ومودة بين الشرطة والمتظاهرين لتنتهي بسحب من مسيلات الدموع وجرحي من الشباب في المستشفي فضلا عن تعذيب بعضهم بعد خلع ملابسه في ساحة "ابلوكات"، امام الجميع.
لقد كانت البداية بتحرك جماعات من الشباب تحمل الاعلام الوطنية من الجامع الكبير وسط العاصمة بعد انتهاء صلاة الجمعة باتجاه ساحة "بلوكات" التي كانت تسد جميع منافذها شرطة مكافحة الشعب المدججة بالعصي ومسيلات الدموع في حين كانت وسط الساحة عدد من سيارات الشرطة.
وعندما وصل المتظاهرون حافة شارع جمال عبد الناصر المقابلة لشنقيط بنك، متجهين نحو الساحة اعترضتهم الشرطة وطلبت منهم بصورة ودية التوقف وعدم قطع الشارع وقد خاطب مفوض من الشرطة الشباب في مكبر للصوت راجيا منهم الهدوء والانضباط وعدم مجاوزة شارع جمال عبد الناصر صوب الساحة، متعهدا لهم بعدم تعرض الشرطة لهم بسوء.
وقد استجاب المؤطرون لتظاهرة الشباب لهذه المطالب وساد نوع من المودة والمباسطة بين الشرطة والمتظاهرين تجسد في تبادل السجاير والمداعبات والتقاط الصور المشتركة وقد قام عناصر من الشباب المتظاهرين بتوزيع علب الماء البارد علي الشرطة المرابطين في الميدان، وعثر بعض الشباب على قنبلة من مسيلات الدموع سقطت على أحد عناصر الشرطة، وسلموها للعناصر الأمنية في الساحة، حيث كان من اللافت ـ .خلافا للأيام الماضية ـ تواجد العناصر النسوية من الشرطة يلتقطن الصور ويتجولن بين المتظاهرين تارة ويختفين تارة اخري.
وسار الوضع علي هذا النحو مدة من الوقت حيث كان المتظاهرون يقفون احيانا ويجلسون احيانا ويلوحون بالأعلام الوطنية ويرددون شعارات "الشعب يريد اصلاح النظام، والشباب عاطل، بيع الساحة باطل، والشرطة شرطتنا، وواحد وثنين مال الشعب امنين" وقد ادي بعضهم صلاة العصر في مكانهم.
وبينما كانت الأحوال هادئة علي هذا النحو، حدثت فجأة ضجة خلف المتظاهرين نحو سوق "نقطة ساخنة"، هرع نحوها جمهور من المتظاهرين حاول المؤطرون منعهم بحجة ان أصحاب تلك الضجة "مدسوسون بهدف إثارة فتنة وإيجاد سبب يجعل الشرطة تقمع الشباب".
وفي تلك الأثناء ندفع ثلاثة شبان مظاهرهم توحي بانهم من اصحاب السوابق الاجرامية وشهروا سكاكين في وجوه بعض المتواجدين واندفع احدهم إلي وسط الشارع وقفز علي ظهر سيارة مارة وركلها برجليه علي مرأى من الشرطة التي طالبها الحاضرون باعتقال هؤلاء وامتنعوا الا ان بعض الشباب المتظاهرين تمكنوا من إلقاء القبض علي احد المهاجمين وسلموه للشرطة التي ذهبت به بعد أن فتشته ووجدت بحوزته سكينا.
وقد سببت هذه الحادثة بداية لتوتر الأوضاع، حيث دخلت جماعات بين المتظاهرين تحاول إثارة الشعب والتحريض علي اقتحام الساحة، تصدي لها المؤطرون للتظاهرة ووصفوها بأنها جماعات مندسة وراءها أشخاص يسمونهم بهدف تعكير سلمية تحرك الشباب، وفجأة حاول بعض هؤلاء قطع شارع جمال عبد الناصر متحدين حواجز الشرطة وتزامن ذلك مع وابل من الحجارة من جهات مجهولة علي الشرطة في حين كانت تحاول عناصر من شباب 25 فبراير السيطرة علي الشباب وبقائه في مكانه الا ان الشرطة وبدون سابق انذار، استخدمت الغازات المسيلة للدموع بشكل مكثف لتفريق المتظاهرين، مما ادي الي اختناق بعضهم واصابة بعضهم باعطاب جراء التدافع ومسيلات الدموع، التي قال البعض انها تحمل مواد سامة محرمة دولية.
وقد اندفعت شرطة مكافحة الشغب بالعشرات تطارد المتظاهرين في الشوارع المجاورة، واعتقال بعضهم حيث كانت تعتدي بالضرب علي كل من تعتقلهم قبل تجميعهم في نقطة وسط ساحة "بلوكات" ونزع ملابسهم باستثناء الداخلية وتعذيبهم بشكل رهيب وفرضهم علي الانبطاح أرضا وقد قام بعض الشباب بحرق بعض اطارت السيارات علي ملتقي طرق قبالة "باسيم بنك" وقد اتهم بعض شباب 25 فبراير هؤلاء بالبلطجيين المأمورين متبرئين منهم ومن أفعالهم.
وقد كانت نتجة قمع الشرطة للمتظاهرين ثلاثة جرحي علي الاقل دخلوا قسم الحالات المستعجلة في المستشفي الذي منعت الصحافة من دخوله للتأكد من عدد المصابين واعتقل 20 حسب منسقية شباب 25 فبراير، كما تعرض الصحفيون خلال تغطية هذه الاحداث للكثير من المضايقات من طرف الشرطة التي القت علي بعضهم مسيلات الدموع.
 |
تاريخ الإضافة: 12-03-2011 02:08:32 |
القراءة رقم : 1426 |