الحزب الحاكم: بيان حزب التكتل يحمل "العديد من التناقضات المضحكة"
هاجم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، البيان الأخير الصادر عن حزب التكتل، معتبرا أن ذلك البيان يحمل "العديد من التناقضات المضحكة"، وأن أعتباره " أن السلطة فشلت في مواجهة المخاطر والتحديات الجسيمة التي تواجهها البلاد " يعني أنه يتجاهل يضيف البيان العمل البطولي للقوات المسلحة التي يعتبر رئيس الجمهورية قائدها الأعلى بحكم الدستور في صد الهجمات الإرهابية على خلاف ما يعلنه نفس البيان من تهنئتها على الأداء المتميز.
وقال الحزب في بيان توصلت "ونا" بنسخة منه إن الاتهامات المتكررة التي يطلقها حزب التكتل والتخوين المكشوف للسلطات المنتخبة ولرموز الدولة، وبحثه المضني عن حياكة وإخراج فكرة الأجندة الأجنبية تنفيه عدة شواهد تتنافى مع محاولة حزب التكتل في بيانه الغاضب كالعادة تسويق فكرة التطاول على الرموز والشخصيات الوطنية، مضيفا أن من أعاد للرموز والشخصيات الاعتبارية الوطنية التاريخية مكانتها المستحقة والتثمين والتكريم والعرفان بالجميل لما قدمته
وجاء في البيان:
في الوقت الذي تحقق فيه قواتنا المسلحة وقوات أمننا الباسلة الانتصار تلو الآخر على فلول العصابات الإرهابية التائهة في الصحراء الكبرى، وعقب تملك الشعور العارم بالاعتزاز والفخر لنفوس كل أبناء موريتانيا البررة باختلاف مشاربهم إثر الانتصار الباهر الذي سطرته القوات المسلحة وقوات الأمن بمداد الشرف والشجاعة في ملحمة التضحية فجر الأربعاء 02 فبراير 2011 عندما أحبطت العملية الإرهابية الغادرة وردت كيد المجرمين إلى نحورهم، وفي وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى رص الصفوف وتجاوز السجال السياسي العقيم الذي اعتادت بعض الجهات اليائسة في منسقية المعارضة، كي لا أقول جل أحزابها أن تثيره كلما كانت الساحة السياسية الوطنية منشغلة بورشات البناء والتشييد والإصلاح وإعادة التأسيس وحماية أمن الوطن والمواطن، تأبى بعض قيادات المعارضة وآلة الدعاية الإعلامية المغرضة لديها إلا مواصلة السباحة في المياه العكرة، والاستمرار في إثارة الشغب والتنابز بالألفاظ النابية، والقدح والتجريح، وإطلاق الأوصاف والعبارات التي تفضح مدى ضيق الأفق السياسي لدى هؤلاء، وتكشف عجز محاولاتهم اليائسة لقلب الحقائق والانقلاب على الخيار الديمقراطي الشعبي الذي جسدته ثورة صناديق الاقتراع وما سبقها من عواصف التغيير البناء ومكافحة الفساد وسد الذرائع أمام ارتهان إرادة الشعب الموريتاني التي ظلت محل مصادرة وامتهان وتغييب طيلة خمسين عاما من ممارسات الأنظمة الأحادية التي يغيظ الإخوة في التكتل أن نتحدث عنها من قبيل إعادة كتابة التاريخ المشين لهذه الأنظمة، هذه الممارسات الماثلة للعيان ـ بما فيهم التكتليون أنفسهم ـ تراكماتها السلبية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي ترزح البلاد اليوم تحت وطأتها، والتي يحاول من شاركوا في التسبيح بحمد تلك الأنظمة وتطبيق سياساتها الظالمة على مدى العقود الخمسة المنصرمة، يحاولون اليوم تقديمها في ثوب أمجاد وطنية ومقدسات لا ينبغي المساس بها.
إن حزب التكتل كما تدل على ذلك بياناته الغاضبة والتصريحات النارية التي يطلقها قادته وحواريوهم بسبب وبغير سبب، هي أوضح دليل على أن هذا الحزب بات يحترف كيل العبارات النابية والأوصاف والنعوت والشتائم لمن لا يشاطرونه الرأي ولا يتبنون نهجه المتنطع في تأويل وقراءة الأحداث والوقائع، ولو كان من يختلفون معه من صميم منسقية أحزاب المعارضة، فالنظرة الضيقة والتحليل المفعم بالأغراض الشخصية الضيقة لقادته، ومحاولة اختصار هموم الوطن في الإخفاقات السياسية المتلاحقة لهؤلاء تعميهم عن التعاطي بإيجابية وموضوعية مع الظروف والوقائع المحيطة، وهنا يكمن عنصر الاختلاف الصارخ بين من يتخذ من السب والشتيمة سلاحه المثير للفت الانتباه ومن الاتهامات والتهديد المبطن بإثارة العنف والفتنة وسيلة للابتزاز السياسي وتحقيق ما عجز عن الوصول إليه بالطرق والأساليب الديمقراطية، وبين من يعتمد أسلوب العمل المنتج والإنجازات الملموسة وإصلاح الشؤون العامة في البلاد واقتلاع بيضة الفساد من مختلف مناحي الحياة العامة وإكسابها المسحة والروح الأخلاقية اللازمة ومكافحة الفقر وحماية الثروات الطبيعية والبشرية للبلاد.
وكما استحضر حزب التكتل قول الشاعر إيليا أبي ماضي الذي أورده في بيانه، وبما أن الشيء بالشيء يذكر فقد استحضرنا قول الإمام الشافعي:
يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍٍ فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا
يزيدُ سفاهة ً فأزيدُ حلما كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا
إننا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية احتراما لثوابت وقيم الشعب وللمرجعية الدينية الحنيفة للمجتمع الموريتاني الأصيل والتي تحث على نبذ إثارة الفتنة والشقاق ومنكر القول والشائعات المغرضة، والتزاما بالعمل الجاد على تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الموريتاني في العيش الكريم، وفي أن ينعم الوطن والمواطن بالتقدم والازدهار في ظل الأمن والاستقرار والسكينة، نلفت انتباه الرأي العام الوطني إلى ما يلي:
1 ـ أن البيان الصادر عن حزب التكتل مساء الخميس 03 فبراير 2011 يحمل العديد من التناقضات المضحكة، ليس أقلها أنه في الوقت الذي حاول فيه تدارك تأخره في إصدار بيان مساندة وإشادة بأداء القوات المسلحة وقوات الأمن نسف تلك المحاولة من خلال قوله: " إن السلطة فشلت في مواجهة المخاطر والتحديات الجسيمة التي تواجهها بلادنا " وهذا يعني أن التكتل يتجاهل العمل البطولي للقوات المسلحة التي يعتبر رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز قائدها الأعلى بحكم الدستور في صد الهجمات الإرهابية على خلاف ما يعلنه نفس البيان من تهنئتها على الأداء المتميز؛
2 ـ الاتهامات المتكررة التي يطلقها حزب التكتل والتخوين المكشوف للسلطات المنتخبة ولرموز الدولة، وبحثه المضني عن حياكة وإخراج فكرة الأجندة الأجنبية تنفيه عدة شواهد تتنافى مع محاولة حزب التكتل في بيانه الغاضب كالعادة تسويق فكرة التطاول على الرموز والشخصيات الوطنية، وننبه الرأي العام الوطني إلى أن من أعاد للرموز والشخصيات الاعتبارية الوطنية التاريخية مكانتها المستحقة والتثمين والتكريم والعرفان بالجميل لما قدمته من تضحيات في سبيل نيل استقلال وكرامة موريتانيا هو رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز والأغلبية الداعمة له، أليس توشيح وتكريم رموز المقاومة الأحياء والشخصيات الوطنية التي ساهمت في تأسيس الدولة خلال الاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال الوطني ومنح أكبر الشوارع وأجملها في البلاد اسم الرئيس المرحوم الأستاذ المختار ولد داداه، وتسمية أحدى أحدث الطرق وأكبرها في البلاد بطريق المقاومة، ونفض الغبار عن الأرشيف المكتوب و السمعي البصري لعهد الاستقلال دون تحفظ ولأول مرة في تاريخ البلاد وتعريف الأجيال الصاعدة عليه لخلق وعي وطني جامع والربط بين ماضي وحاضر البلاد، أليست كل هذه الرسائل والأفعال شاهدة على أن ما يحاول بيان التكتل زرع التشكيك بشأنه حقائق لا يمكن طمسها وإحلال التخوين والاتهامات المجانية مكانها...؟
3 ـ أن أحزاب منسقية المعارضة التي لا يجمع بينها غير تقاسم الهزيمة النكراء في حلبة صراع الأفكار والبرامج وثقة الشعب والرفض الصارخ الذي يقابل به أغلبية الموريتانيين برامجها السياسية، لم تستوعب بعد أن أسباب الأحداث الجارية في بعض الدول الشقيقة هي نفسها التي لفظتهم خارج السلطة وأفسدت مسلسل التلاعب بمصالح البلاد والعباد الذي أداره قادتها من موقع البطانات السيئة التي رافقت كل الأنظمة التي حكمت البلاد في العقود الخمسة المنصرمة وكانت السبب في انحرافاتها وفي تقزيم إنجازاتها إن وجدت؛
كما أن بيانات أحزاب المعارضة تعكس الدرجة العالية من الارتباك وتشويش المواقف والإحباط أمام الفشل الذريع الذي يتجدد يوميا بتجدد عجزها حتى عن تبرير المحاولات البائرة لاستنساخ أحداث لا وجود للأرضية الملائمة لها في موريتانيا التي اجتازت منطقة الاضطراب منذ أكثر من عامين بسلام.
الأمانة التنفيذية للاتصال
والإعلام والتقنيات الجديدة
حزب الاتحاد من أجل الجمهورية
 |
تاريخ الإضافة: 04-02-2011 12:17:19 |
القراءة رقم : 525 |