"ونا" تنشر نص خطاب الوزير الأول أمام البرلمان (ح3)
السيد الرئيس،
سيداتي سادتي
في نطاق المحور المتعلق بترقية المصادر البشرية والتنمية المستدامة قامت الحكومة بانجازات هامة علي مستوى التعليم، والشؤون الإسلامية، والصحة والشؤون الاجتماعية، والشغل والتكوين المهني، ورعاية الطفولة والأمومة وغيرهما من الفئات التي تحتاج للدعم والدمج.
رغم الصعوبات التي تواجهها قطاعات التعليم المختلفة فإن الحكومة بذلت جهودا حثيثة لتحسينها وترقيتها انطلاقا من استراتيجية متماسكة وواقعية تقوم على الأهداف التالية:
- تحسين وتعزيز قيادة وتسيير النظام التربوي؛
- تحسين ظروف الالتحاق والاستمرار بالمدارس خاصة على المستوى القاعدي،
- تطوير جودة التعليم بشكل عام وترقية وتشجيع الامتياز وتوسيع عرض التكوين ليتلاءم مع الطلب بإعطاء أهمية خاصة للشعب المهنية وبناء وتأهيل البنية التحتية المدرسية والجامعية؛
- تحسين الظروف المادية والمعنوية للأساتذة والمعلمين والمشرفين على العملية التربوية بشكل عام.
ولبلوغ هذه الأهداف، قامت الحكومة خلال السنة المنصرمة بالإنجازات التالية:
على مستوى التعليم الأساسي:
- زيادة علاوة الطباشير وإقرار وتعميم علاوة للنقل وأخرى للسكن؛
- إعداد دراسة تشخيصية لواقع قطاع التعليم الأساسي بواسطة فريق وطني متخصص؛
- انجاز مذكرة السياسة القطاعية وإعداد المرحلة الثانية من البرنامج الوطني لتطوير قطاع التعليم PNDSE؛
- تشييد 800 قاعة دراسية وزيادة الكفالات المدرسية ليصل عددها إلى 1.372 وعدد المستفيدين منها إلى 150.282؛
- زيادة مدة التكوين بمدرسة المعلمين من سنتين إلى ثلاث سنوات وحصر مسابقتها على الحاصلين على الباكلوريا.
وفي مجال التعليم العالي وبفضل العناية الخاصة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية لهذا القطاع، ولتكوين المصادر البشرية الضرورية لعملية التنمية، تمكنت الحكومة من تعبئة الموارد الكافية لبناء مُركّب جامعي يشكل تشييده إحدى مقومات السيادة الوطنية. وقد حصلت الدولة على التمويلات الضرورية البالغة 33 مليار أوقية لبناء هذا المركب. وقد انطلقت بشكل فعلي أشغال بناء كلية العلوم والتقنيات وكلية الطب ورئاسة الجامعة والمكتبة الجامعية. وستنطلق قريبا أشغال بناء كلية الآداب والعلوم الإنسانية وحي للسكن الجامعي يَتسعُ ل 2.560 طالب وبقية مكونات جامعة نواكشوط.
كما تم افتتاح المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بروصو والمعهد العالي للمحاسبة وإدارة المقاولات في انواكشوط؛
وسيتم فتح كلية جديدة متخصصة في العلوم البيطرية في مدينة كيفة بتمويل ليبي تضاف إلى مؤسسات التعليم العالي الأخرى لاستيعاب أفواج الناجحين في البكلوريا وتنويع تخصصات تكوينهم.
وتمت زيادة منح الطلاب بأكثر من 40% وتعميمها على طلاب السلك الثاني وعلى الطلاب الذين كانوا يتقاضون نصفها، وإعطاء مساعدة اجتماعية تشجيعية للطلاب الذين ينجحون دون رسوب في ثلاث سداسيات؛ كما نُظِّمَتْْ مسابقةٌ للأساتذة والأساتذة المُعِيدين في كلية الطب لحل مشكل تكوين نواة سلك أساتذة هذه الكلية الذي ظل معلقا منذ سنة 2006.
وعلى مستوى التعليم الثانوي، شُيِّدت خمس ثانويات جديدة وتمت توسعة عدة مؤٍسسات أخرى تمثلت في بناء 147 قاعة، إضافة إلى بناء أجنحة إدارية وفنية وتزويد المؤسسات المدرسية بجزء هام مما تحتاجه من المقاعد والطاولات في إطار مشروع تنفذه مراكز التكوين المهني، يهدف إلى توفير 100.000 طاولة ومقعد للمؤسسات التعليمية قبل نهاية السنة الدراسية الجارية.
وقد أسفرت هذه الجهود عن تحسن في جودة التعليم حيث ارتفع معدل النجاح في المسابقات الوطنية من 33% سنة 2009 إلى 46% سنة 2010 لدخول السنة الأولى من الإعدادية ومن 18% إلى 27% بالنسبة لشهادة ختم الدروس الإعدادية ومن 17% إلى 35,22% بالنسبة للبكلوريا.
وتضع الحكومة حاليا اللمسات الأخيرة على انطلاق مسار تشاوري واسع حول نظامنا التربوي في إطار منتديات عامة تقوم بتشخيص واقع هذا القطاع لبلورة استيراتيجية فعالة لإصلاحه.
وفي انتظار تنظيم تلك المنتديات واصلت الحكومة جهودها من اجل سد العجز الكمي والنوعي في أعداد المدرسين حيث اكتتبت وزارة التعليم الأساسي ما يزيد على 600 معلم، كما ستواصل التكوين المستمر للمعلمين والتوزيع المجاني للكتب، وتحسين البنية التحتية من قاعات وتجهيزات لضمان جودة أعلى للتعليم.
وستقوم الوزارة المكلفة بالتعليم الثانوي بتعميم تجربة بناء مؤسسات تعليم ثانوي نخبوي للامتياز تم افتتاح إحداها في انواكشوط على أن يتم تعميمها على ولاياتنا الداخلية. وفي نفس الصدد ستنظم مسابقة لاكتتاب أساتذة مبرزين للتعليم الثانوي وفتح أقسام تحضيرية لمدارس للمهندسين.
وفي مجال الشؤون الإسلامية تسعى الحكومة إلى توفير الظروف الملائمة لتنظيم وضبط الشعائر الدينية من صوم وصلاة وحج في ظروف تطبعها الأريحية والاستقامة والاعتدال. وتهدف إلى ترقية التعليم الأصلي ليأخذ مكانة لائقة في منظومتنا التربوية، ولكي يستجيب لرهان الانفتاح على العصر والتجذر في الأصالة مع تلبية متطلبات سوق العمل. وفي هذا الصدد أعطت الحكومة عناية خاصة للمساجد باعتبارها ركيزة لحياة المجتمع الإسلامي. وسيتم تشييد وصيانة العديد من المساجد، كما تم ولأول مرة اكتتاب 500 إمام يتقاضون إعانات شهرية ثابتة ومعتبرة، وهو ما يمثل أكثر من ثلث أئمة الجوامع في البلد، فضلا عن معونات سنوية لحوالي 2.644 إمام، وتحمل أعباء الماء والكهرباء عن الكثير من المساجد.
وقد شهدت هذه السنة تنظيم ملتقيات تكوينية للأئمة وتم فتح شعبة لتكوينهم في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية.
واقتناعا من الحكومة بأن المعالجة الأمنية لا تكفي وحدها للقضاء على الإرهاب والغلو المؤسس على التصورات الدينية الخاطئة، وأن الأفكار إنما تواجه بالأفكار، فقد اتبعت منهجية للتصدي للإرهاب الفكري تقوم على التحصين أولا والمعالجة ثانيا. وفي هذا الإطار نظم القطاع المكلف بالشؤون الإسلامية ندوات علمية وفكرية متعددة وطنية وجهوية شارك فيها العديد من علماء البلاد وشخصياتها الثقافية والفكرية نقلت مباشرة بواسطة وسائل الإعلام.
وتم فتح حوار فكري وعلمي مع نزلاء السجن المركزي بغية القضاء على الانحرافات الفكرية الناتجة عن الفهم الخاطئ لأفكار ومفاهيم وأحكام الدين الإسلامي. وقد أعطي هذا الحوار نتائج إيجابية حيث عَدِلَ أكثرُ من نصف المستهدفين الذين ضمهم السجن المركزي عن التفكير المتشدد.
وقد تلقت القيادة السياسية هذه النتائج بقبول وارتياح فأصدرت قرارا بالعفو العام عن كل المتراجعين المتهمين في قضايا الإرهاب والتطرف والغلو. واهتمت الحكومة بشكل خاص في السنة المنصرمة بتنظيم وتطوير الأنشطة الإسلامية الموسمية كبرامج رمضان والحج وبعثات الإفتاء والمسابقات الدينية الوطنية والدولية.
وبخصوص التعليم الأصلي وفي إطار تفعيل دوره حتى يصبح رافدا أساسيا لتعليمنا العام وأداة فاعلة لمحاربة الجهل والأمية والمحافظة على الأصالة، تم دعم مئات المحاظر على امتداد التراب الوطني بإعانات شهرية وتوفير مدرسين لبعضها، كما تم فتح الكثير من فصول محو الأمية وتنظيم العديد من حملات محو الأمية في كافة الولايات الداخلية وفي انواكشوط.
و سيتوج تنظيم هذا التعليم بتحويل المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية إلى جامعة إسلامية في السنة الدراسية المقبلة، كما ورد في خطاب فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال. ويجري العمل على قدم وساق لإكمال الإجراءات المتعلقة بطبع المصحف الموريتاني وبناء الجامع الكبير وفق الفن المعماري الشنقيطي والساحل المغاربي.
السيد الرئيس
سيداتي سادتي ،
في نطاق قطاع التكوين المهني تم تحقيق الإنجازات التالية:
- إرسال 40 مكونا لتكوينهم في الخارج.
- تنفيذ 13 برنامجا للتكوين موجهة لقطاع البنيان والأشغال العمومية.
- تخرج أول دفعة من حملة شهادة الكفاءة المهنية عددها 640 خريجا بعد سنتين من التكوين في المراكز الستة المفتوحة لهذا الغرض.
- تنظيم مسابقات لاكتتاب 2706 متدرب في جميع أسلاك التكوين المهني.
- تحضير خطة اكتتاب لتكوين 1500 من حملة شهادة الكفاءة المهنية ابتداء من السنة الدراسية 2010-2011 وتأهيل أربعة مراكز تكوين جديدة حسب الضوابط المطلوبة في مدن النعمة وألاك وأطار وتجكجه.
- البحث عن استراتيجيات مستديمة للتشغيل بواسطة إنجاز دراسات حول الميادين المشجعة للشغل ووضع خارطة فنية للمصادر المشجعة لخلق فرص العمل.
- تحضير المسح الوطني حول مرجعية الشغل.
وفي مجال التقنيات الجديدة انطلق مشروع توصيل بلادنا بالكابل البحري الرابط بين غرب إفريقيا لأوروبا والذي سيمكن من تحسين خدمة الأنترنت وخفض رسومها.
وسيتواصل مجهود قطاع التشغيل خلال هذه السنة عن طريق تفعيل الإستراتيجية الوطنية للشغل، وإنشاء مكتب وطني لترقية المواد المحلية للبناء، وإعادة هيكلة الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب، وانطلاق أعمال دور الخدمات من أجل دمج حملة الشهادات خاصة خريجي مراكز التكوين المهني.
السيد الرئيس
سيداتي سادتي ،
يواجه قطاع الصحة تحديا كبيرا متمثلا في هشاشة وضعف البنية التحتية، وعدم توفر المهارات الكافية لتغطية الحاجة الوطنية، وهذا ما جعل سيادة الرئيس يمنحه اعتبارا خاصا وعناية قصوى تمثلت في بذل الحكومة مجهودا كبيرا في ميادين مختلفة من أجل التصدي لهذا التحدي.
وفي مجال البنية التحتية تم القيام بالإنجازات التالية :
- إعادة تأهيل سبعة مراكز صحية في مقاطعات "ولاته" وأمرج و"جيكني" و"تمبدغه" و"بومديد" و"بابابي" و"امباني".
- بناء وتجهيز مركز استشفاء في عرفات.
- توسيع وإصلاح عدة مراكز استشفائية في كل من لعيون والنعمة ومركز استشفاء الأمومة والطفولة.
- بناء وتجهيز وحدة متطورة للعلاج بالأشعة في إطار توسعة المركز الوطني لعلاج أمراض السرطان بانوا كشوط. وسيمكن ذلك من الحد من إرسال المرضى إلى الخارج في ظروف قد تكون غير لائقة، كما سيمكن من الكشف المبكر عن المرض للزيادة من فرص الشفاء وتوفير مبالغ طائلة كانت تصرفها الدولة على علاج هؤلاء المرضى في المستشفيات الأجنبية.
- وضع الحجر الأساس لبناء مستشفى الحالات المستعجلة بانواكشوط.
ويبقى تطوير وتعميم الخدمات الصحية الأساسية هدفا يجب التوصل إليه بكافة الوسائل وسنعمل على أن تكون له الأولوية في البرامج المستقبلية. وفي هذا السياق وللمحافظة على صحة المواطنين بإعطائهم أدوية صالحة وذات جودة مضمونة، تم اتخاذ قرار بحصر شراء الأدوية الأساسية خصوصا المضادات الحيوية الرئيسية على المركزية الوطنية لشراء وتسويق الأدوية والمستهلكات (CAMEC).
أما في مجال المعدات، فقد قامت الحكومة بجهود معتبرة للتحسين من القاعدة الفنية للمنشآت الصحية، ورصدت مبالغ كبيرة على نفقة ميزانية الدولة لاقتناء بعض التجهيزات الصحية المهمة من بينها:
- جهاز أشعة من نوع IRM للمستشفى الوطني
- جهاز كشف طبقي لمستشفى الشيخ زايد
- 16 جهاز كشف بالذبذبات الصوتية لعدة مراكز صحية
- وحدات تصفية دم لمستشفيات نواذيب والنعمة ولعيون وانواكشوط
- وحدات مخبرية للمستشفيات الجهوية في النعمة ولعيون وكيهيدي وانواذيب.
- اقتناء سيارات إسعاف وسيارات عابرة للصحراء لدعم النشاط الصحي في الولايات الداخلية، في حين تم على مستوى المصادر البشرية اكتتاب 125 طبيبا وممرضا إضافة إلى 191 خريجا من مدارس الصحة بانواكشوط وكيفه.
وقد بذل قطاع الصحة جهودا معتبرة على مستوى رقابة الأوبئة ومواجهة الأزمات. وفي هذا السياق لا يفوتني هنا أن أقدم من خلالكم إلى ذوي المفقودين من ضحايا حمى الوادي المتصدع بولاية آدرار أحر تعازينا القلبية وعن كامل تضامننا.
وبتوفيق من الله العلي القدير، استطاعت الحكومة أن تقوم بتدخلات عاجلة من أجل تشخيص صحيح لأسباب الوباء ومعاينة حالة المواطنين المتضررين في الميدان، واتخذت جملة من الإجراءات المشتركة بين القطاعات من أجل الوقوف أمام انتشار الوباء وتقديم الدعم اللازم للمواطنين ومباشرة تسيير الأمور من طرف خلية يقظة موجودة على الميدان والقيام بحملات تحسيس المواطنين وتأطيرهم مما أدى إلى تراجع هذا المرض، و لله الحمد.
ومن ناحية أخري قام قطاع الصحة باتخاذ إجراءات وقائية من خلال القيام بحملات تلقيح ضد شلل الأطفال.
وخلال سنة 2011 سيتواصل برنامج توسع وتنويع البنية التحتية للصحية في الولايات الداخلية للبلد كما ستتواصل جهود تعزيز القدرات الفنية والبشرية لصالح الولايات الداخلية. وسيواصل قطاع الصحة العمل على تحقيق أهداف الألفية للتنمية خاصة منها ما يتعلق بوفيات الأمهات والأطفال و كذالك الوقاية من الأمراض المعدية. وتفكر الحكومة في تنظيم تشاور موسع لبلورة استراتيجية حول مستقبل هذا القطاع الحيوي وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين.
السيد الرئيس
سيداتي سادتي
وفي مجال الشؤون الاجتماعية والطفل والأسرة، قدمت الحكومة خدمات أساسية للرعاية الاجتماعية وترقية الأشخاص المعاقين. فقد تكفل القطاع بعلاج جميع المرضى المحتاجين على مستوى المستشفيات الوطنية من بينهم 526 مصابا بالقصور الكلوي (تصفية الدم) و389 من المرضى الموفدين لتلقي العلاج في الخارج. كما تم تحقيق التمدرس لصالح 585 طفل معاق في مدارس متخصصة، واستفاد 255 شخصا معاقا من تمويل 55 مشروع صغير.
وفي مجال ترقية المرأة، تم تنظيم دورات للتكوين المهني لصالح 200 فتاة و237 من قادة الرأي المحليين على إشكالية تسيير الشؤون الجماعية ومشاركة المرأة في التنمية .
وفي مجال تنمية الطفولة وحمايتها، بلغ عدد حدائق الأطفال 438 حديقة خلال السنة الدراسية 2009- 2010، تضم 23.000 طفل، وتم تكوين ما يزيد على 200 مشرفة على حدائق الأطفال وكذلك المصادقة على إستراتيجية وطنية للحماية الاجتماعية للطفولة.
وأخيرا ففي مجال حماية الأسرة، تم حل 639 نزاع أسري على وجه التراضي في أغلب الأحيان وتكوين 170 ملحقا قانونيا من أجل إرشاد وتأطير النزاعات العائلية، وتمويل 495 نشاطا مدرا للدخل لصالح 495 امرأة معيلة لأسرة.
وسيواصل قطاع الشؤون الاجتماعية والطفل والأسرة سياسته لتحسين كفالة المرضى في الداخل والخارج والرفع من ترقية المرأة مع إعطاء الأولوية لتحسين ظروف النساء الأكثر فقرا في الوسط الريفي، والعمل على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحماية الطفولة وتحسين الظروف الحياتية للفئات ذات الاحتياجات الخاصة.
السيد الرئيس
سيداتي سادتي ،
لقد استطاع قطاع الشباب والرياضة أن يخفف من النواقص المطروحة في ميدان البنية التحتية. وهكذا تمت إعادة تأهيل دور الشباب في أطار وألاك وسيليبابي وملعب مدينة انواذيب. وفي القريب سيتم بناء مرافق شبابية رياضية هامة من بينها دار للشباب في مدينة تجكجه وساحة رياضية مخصصة لسباق السيارات والدراجات في نواكشوط حيث سيقوم القطاع بإعادة تأهيل عدة مرافق رياضية وشبابية.
وفي مجال الثقافة حرصت الحكومة على تبني سياسة متوازنة تضمن صيانة وتثمين ونشر الأشكال المختلفة المادية والمعنوية لتراثنا الثقافي. وفي هذا السياق تم إنشاء معهد وطني للموسيقى يعكس تنوع وثراء تراثنا الوطني في هذا المجال؛ وسيتم قريبا إنشاء صندوق لدعم سياسة وبرامج الحكومة في مجال الرياضة والشباب.
وعلى صعيد التكوين وتعزيز القدرات استطاع المركز الوطني لتكوين أطر الشباب والرياضية، بعد 20 سنة من التوقف، أن يستقبل دفعة من 85 شخصا من أصل 520 مبرمجة لسد عجز القطاع في المصادر البشرية.
وينوي القطاع خلال سنة 2011 القيام بمتابعة سياسة تشييد البنية التحتية وبعث وتنشيط المعهد الموريتاني للبحث العلمي بعد فترة طويلة من ضعف الأداء وتنظيم مهرجان المدن القديمة في مدينة شنقيطي، والمصادقة على السياسة الوطنية في ميدان الشباب والثقافة والرياضة وعلى إستراتيجية تطبيقها.
السيد الرئيس
سيداتي سادتي
طبقا للبرنامج الوطني السنوي للبيئة، تم تنسيق النشاطات ذات الصلة بالبيئة على مستوى قطاعات الصناعة والمعادن والطاقة والنفط على وجه الخصوص. وقامت السلطات المعنية بالتعاون مع البنك الدولي بانجاز قاعدة معلومات هي الأولى من نوعها في البلد وذلك من أجل تعميم وترسيخ فكرة التنمية المستدامة.
وفي مجال حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية من غابات ومراعي، تمكنت الوزارة المعنية من تحقيق الانجازات التالية :
- صيانة 6.256 كم من شبكة الخطوط الواقية من الحرائق.
- إنشاء مائة لجنة قروية لتسيير الفضاءات المحلية وحماية الموارد الطبيعية والغابات المصنفة.
- إعداد الدراسات الأولية لإنشاء المرصد الوطني حول التصحر.
- إنتاج أكثر من خمس مائة ألف (500.000) شجيرة وتثبيت خمس مائة هكتار في إطار البرنامج الخاص بحماية مدينة انواكشوط، الذي تمت الانطلاقة الرسمية لأشغاله تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية. ويندرج إنجاز هذا المشروع المنفذ على حساب خزينة الدولة في إطار برنامج واسع تنفذه السلطات العمومية لحماية مدينة انواكشوط من زحف الرمال، كما وفر أكثر من 3000 فرصة عمل منها 300 دائمة وسيوفر هذه السنة أكثر من 6000 فرصة عمل.
- إعادة تشجير1.050 هكتارا على مستوى الولايات الداخلية عن طريق البذر الجوي على مساحة خمسين ألف هكتار في مثلث انواكشوط –أوجفت –المجرية -انواكشوط. كما قامت الوزارة بمائة وثلاثين مهمة تفتيش ودراسة ثمانية وعشرين مشروعا لأنشطة التنقيب والاستغلال المنجمي والنفطي في إطار محاربة التلوث وحماية الوسط البيئي.
وبالنسبة لآفاق 2011 ستتركز النشاطات حول الأهداف التالية:
• إكمال الأنشطة المرتبطة بالبرنامج الخاص لحماية مدينة انواكشوط .
• تشييد وإعادة تأهيل المندوبيات الجهوية لقطاع البيئة والتنمية المستدامة .
• إعادة تأهيل وإعداد الخرائط وحماية ثلاثين غابة محفوظة بمساحة ثمانية وأربعين ألف هكتار (48.000).
• إنشاء مخبر وطني لرقابة ومتابعة جودة البيئة .
• إنشاء مرصد وطني للبيئة يعتمد على نظام وطني للمعلومات المتعلقة بالبيئة .
السيد الرئيس؛
سيداتي، سادتي
وفي مجال السياسات الاجتماعية الهادفة، بذلت الحكومة جهودا معتبرة من أجل تحسين ظروف المواطنين في المدن والقرى والأرياف من سكن وصحة ونقل وغيرها.
ولوضع حد لمعاناة المواطنين التي طال أمدها في أحياء الصفيح، نفذت الحكومة بإشراف مباشر ومتابعة يومية من رئيس الجمهورية، برنامجا واسعا وعاجلا لإنصاف ساكنة أحياء الانتظار وتمكينهم من النفاذ إلى كامل الخدمات المتوفرة في مدينتي انواكشوط وانواذيب. وقد تم القضاء على الأحياء العشوائية في نواذيب، ويتواصل في نواكشوط نقل السكان من أحياء الانتظار التي قضوا بها ثلاثة عقود في ظروف مزرية إلى مواقع جديدة منحوا فيها قطعا أرضية سيتم تزويدها بالماء والكهرباء ووسائل الاتصال في أقرب الآجال. ففي انواكشوط وزعت الحكومة قطعا أرضية لصالح 14.857 أسرة، ولصالح 4.462 أسرة في انواذيب. وتم استصلاح وتوزيع الأحياء الهشة بالميناء التي ظلت مهملة لعقود طويلة. ولهذا الغرض تم استصلاح منطقة على شكل توسعة مساحتها 1.000 هكتار تمتد بين عرفات والرياض وتوجنين مزودة بالخدمات الأساسية وأنجز ذلك وفق مخطط يحترم المعايير الحضرية الأكثر صرامة. ومن جهة ثانية تم إنهاء الإحصاء في غالبية الأحياء الهشة بعرفات ويتواصل بتوجنين ودار النعيم، كما تم وضع قاعدة معلومات للعائلات المستفيدة من منح القطع الأرضية.
وقد سعت الحكومة إلى إعداد وتنفيذ سياسة للاستصلاح الترابي وإعادة هيكلة الأحياء الهشة، كما واصلت برمجة الاستصلاح الحضري وعصرنة المدن. ووضعت في هذا الإطار برنامجا لتطوير مدينة الطينطان وتعزيز الرقابة الحضرية.. وفي مدينة روصو تم استصلاح حي "دملدك" (Demel-Dek) بينما لا تزال الأعمال جارية في تشييد المدينة الجديدة.
أما في الوسط الريفي، فإن الحكومة تسعى إلى تحسين الظروف الحياتية للمواطنين. وسيترجم ذلك في إعادة هيكلة الأحياء الهشة في المدن الداخلية، وسيطال عمل الحكومة إنهاء الأشغال على مستوى مدن روصو، وانبيكت لحواش وكيهيدي وازويرات واكجوجت خلال سنة 2011.
لقد تبنت الحكومة إستراتيجية جديدة لمقاومة التقري العشوائي تقوم على إنشاء مدن جديدة عبر تجميع القرى لتسهيل الولوج إلى الخدمات العمومية من تعليم وصحة وأمن. وقد دشن السيد الرئيس مؤخرا مدينة "ترمسه" بالحوض الغربي الناشئة عن اندماج 22 قرية بوصفها أول ثمرة لهذه السياسة الجديدة الطموحة.
ومن أجل تقديم الدعم المطلوب والتخفيف قدر الإمكان من معاناة المواطنين، فقد قامت كل من مفوضية حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني ومفوضية الأمن الغذائي بنشاطات معتبرة.
وقد حققت مفوضية حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني إنجازات هامة خلال سنة 2010 في نطاق العمل الإنساني والإغاثة، نذكر من ضمنها توزيع الملاجئ والأثاث (خيام وبطانيات وحصائر وناموسيات ومواد غذائية) على المتضررين من السيول في الداخل خلال الخريف الماضي؛ واستفادت كذلك 500 أسرة مُرحَلة من كبة المربط في مقاطعة الرياض بانواكشوط.
وفي إطار برامجها الهادفة إلى تحسين ظروف المواطنين قامت المفوضية بتسييج الأراضي الزراعية وحفر آبار. ونظمت ورشات مشتركة بين الولايات للتعريف ببطاقة التقييم الإنساني السريع استفاد منها 250 مسؤولا جهويا (ولاة، حكام، قادة فرق درك، رؤساء مصالح جهوية، ومسؤولي منظمات غير حكومية).
أما في ما يخص المجتمع المدني، الذي يعتبر عنصرا أساسيا وفعالا للمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد، فلا يزال يحتاج إلى لفتة خاصة لتنظيمه وتأطيره وتعزيز قدراته. لذا فإن الحكومة قررت تكميل هذا النقص خلال هذه السنة؛ وكخطوة أولى ستخصص 37 مليون أوقية لتحديث المنظومة القانونية المسيرة لمنظمات المجتمع المدني وإعداد دراسة من أجل إنشاء سلك للمتطوعين وإنجاز مسح حول منظمات المجتمع المدني وتنظيم دورات تكوينية لصالح المنظمات والشبكات التي تشكله.
السيد الرئيس؛
سيداتي، سادتي
لقد استطاعت مفوضية الأمن الغذائي تأدية مهامها خلال سنة 2010 المتمثلة في الرقابة المستمرة للوضعية الغذائية والتدخل السريع عند الحاجة وكذالك تنفيذ برنامج كبير للمشاريع الصغيرة والقيام بدراسات هامة من أجل التطلع على وضعية الأسر الأكثر احتياجا.
وفي هذا الإطار وبالتعاون مع البرنامج العالمي للتغذية، فتحت المفوضية 65 مركزا للتغذية لفائدة 1.900 طفل متضرر و10 حضانات مدرسية لصالح 1.000 طفل، وكذلك 635 مركزا للتربية الغذائية والإسعافية لفائدة 27 ألف طفل. وقد تم استخدام ما يناهز 2.368 طنا من الأغذية في هذه العملية.
ونفذت المفوضية في إطار عملية الغذاء مقابل العمل 236 مشروعا داخل ولايات الحوضين ولعصابه وكوركول، بالإضافة إلى توزيع 1.760 طنا من الأغذية؛ ودعمت المزارعين في المناطق ذات الكثافة الحيوانية بإنجاز 133 كم من السياج في 52 قرية.
وتنوي المفوضية خلال سنة 2011 مواصلة برنامج الغذاء مقابل العمل، الذي سيمكن من توزيع 2.800 طن من الأغذية لصالح الفئات الأكثر عوزا.
السيد الرئيس؛
سيداتي، سادتي
لقد عرضنا أمام جمعيتكم الموقرة حصيلة موجزة لعمل الحكومة خلال السنة المنصرمة، والخطوط العريضة للبرنامج الذي ننوي تنفيذ، بمشيئة الله، خلال سنة 2011، طبقا للأولويات التي حددها رئيس الجمهورية.
ونود أن نؤكد لكم أن أهم الرهانات التي علينا أن نكسبها تتمثل في الاستقرار السياسي وبناء دولة المؤسسات وترسيخ الحريات الأساسية وتقليص الفقر إلى أبعد الحدود من خلال دفع وتيرة النمو الاقتصادي وتقاسم ثماره بصفة منصفة وعادلة. وستحتل ترقية التعليم والخدمات الصحية والتشغيل وتقوية البنية التحتية أولوية كبيرة في إطار برنامج الحكومة. وستنطلق قريبا منتديات التعليم والتكوين، وعيا كاملا منا بضرورة وجود رؤية تشاركية للنهوض بهذا القطاع الحيوي وإعادة ثقة الموريتانيين بنظامهم التربوي. وستشرف الحكومة خلال سنة 2011 على تنظيم انتخابات برلمانية وبلدية وستسخر السلطات العمومية كل الوسائل الضرورية لإجرائها في ظروف تسودها الشفافية واحترام النصوص ذات الصلة وذلك من أجل تعزيز المسار الديمقراطي. وسيتواصل تنفيذ السياسات الاجتماعية الموجهة لصالح الفئات الأكثر فقرا، والتي تتمثل في تحسين الظروف المعيشية عن طريق تعميم الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وكهرباء ومياه ونقل عمومي وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل. وستتخذ الحكومة كل الإجراءات الضرورية في إطار استراتيجية تمكن من مواجهة الكوارث الناجمة عن الأمطار والحرائق والأوبئة -لا قدر الله- وذلك من خلال عصرنة وسائل الرصد و تعميم مراكز الحماية المدنية والفرق الطبية والبيطرية المتنقلة والمجهزة.
إننا مطالبون جميعا، كل من موقعه وحسب مسؤولياته، بالمشاركة البناءة في تحديد ملامح موريتانيا الغد. ولن نتممكن مهما أوتينا من وسائل من بلوغ الأهداف المرسومة دون المشاركة الفعلية لكل الموريتانيين، ومعارضة وموالاة، رجالا ونساء، في تشييد صرح وطننا كما نود له أن يكون.
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 |
تاريخ الإضافة: 07-01-2011 12:23:18 |
القراءة رقم : 687 |