"الوضعية المزرية" للسجينات في موريتانيا على محك النقاش
جانب من الورشة
|
كشفت منظمة "من أجل موريتانيا خضراء وديمقراطية" عن وضعية مزرية تعيشها السجينات من النساء في نواكشوط، وذلك خلال ورشة تحسيسية وتفكيرية حول وضعية النساء السجينات في موريتانيا.
واستهدفت الورشة إثارة الإشكاليات المتعلقة بمظاهر التمييز ضد المرأة في القانون الموريتاني ومدى تعارض هذا القانون الداخلي مع التزامات موريتانيا تجاه المعاهدات الدولية، وعرض نتائج دراسة قامت بها المنظمة حول وضعية السجينات.
وفي كلمتها الافتتاحية للورشة أكدت رئيسة المنظمة، أن هذه الورشة تأتي في إطار جهود "من أجل موريتانيا خضراء وديمقراطية" من أجل نشر الثقافة الحقوقية وتحسيس المجتمع حول تعارض بعض القوانين الداخلية مع التزامات موريتانيا الدولية، وضرورة الاعتصام بالمواثيق الدولية لمواجهة أشكال الانتهاكات التي تحاصر حق الإنسان في الحرية والكرامة.
وخلال الورشة تم تقديم محاضرة عن تطور حقوق الإنسان بشكل عام وذلك من خلال العهدين الدوليين لحقوق الإنسان، مبرزا التعارض بين الاتفاقيات الدولية والقوانين الداخلية وعدم الملاءمة بينهما مما منع التشريع الدولي من أن يكون في متناول القاضي الموريتاني. كما تحدث المحاضر عن سيادة الثقافة الذكورية لدى المجتمعات والرؤية الاسلامية التي تتعارض أحيانا مع هذه الاتفاقيات وكذلك عن الواقع الاجتماعي الذي رسخ مجموعة من التقاليد أصبحت تفرض نفسها.
وكشفت الدراسة عن وجود 50 سجينة في الوقت الحالي في السجن الوحيد المخصص للنساء تتراوح أعمارهن بين 64 و 16 سنة، بالإضافة إلى خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين عام وستة أشهر. كما كشفت أن 9 فقط من السجينات هن من صدرت في حقهن أحكام، بينما تنتظر بقيتهن المحاكمة (9 منهن منذ أكثر من سنة و 10 منذ 6 أشهر).
كما لاحظت الدراسة العديد من مظاهر الإهمال لحقوق السجينات تتعلق بظروف السجن وبطء الإجراءات القضائية وحاجتهن الملحة للمساعدة من طرف المجتمع المدني، وأبرزت حالات إنسانية تستحق التوقف عندها من بينها انتظار بعض السجينات –بعد انتهاء محكوميتهن- لتطبيق أحكام بالجلد قد يطول انتظارها، ومنع بعض السجينات من رؤية أبنائهن من طرف ذويهن.
وقد أثارت المحاضرة وعرض نتائج الدراسة نقاشا بين المشاركين في الورشة تركز بالأساس حول مظاهر التمييز ضد المرأة في القانون الداخلي وتعدد الخيارات التي تتصارع داخل المجتمع بخصوص التعامل مع التشريعات الدولية في مجال حقوق الانسان.
 |
تاريخ الإضافة: 06-01-2011 09:11:52 |
القراءة رقم : 917 |