www.mattel.mr

اضغط هنا

ويكيليكس: إسبانيا دعمت انقلاب ولد عبد العزيز لأن الأمن أهم من الديمقراطية   الاشتباك يسفر عن القبض على أحد اكبر مهربي المخدرات المطلوبين   وحدة من الجيش الموريتاني تشتبك مع مسلحين قرب الحدود مع مالي   رسائل قصيرة مجهولة المصدر لمستخدمي شبكة "ماتيل" تخبرهم بالفوز بجوائز مالية كبيرة   أكرم خزام ينفي صحة نبأ توقيفه من طرف الشرطة الموريتانية   دعم غذائي استعجالي للمتضررين من حمى الوادي المتصدع في آدرار   عودة الفوج السابع والأخير من الحجاج الموريتانيين   "الاتحاد المهني" يتهم الاذاعة بإقصاءأحد مقدمي البرامج، والاذاعة تؤكد تغيبه   تواصل يعلن تضامنه مع المتضررين من أفراد الجالية الموريتانية في كوت ديفوار   أعراض مرضية غريبة تظهر على بعض الأغنام في ادرار والبيطريون يرفضون علاجها  
البحث

الجريدة
الموقع القديم
الأخبار

سكان آدرار في مواجهة وباء "حمى الوادي المتصدع" (تقرير ميداني)

اضغط لصورة أكبر

 ونا ـ من مبعوثنا إلى ادرار

  عاش سكان آدرار خلال الأسابيع الماضية، خوفا مصدره انتشار وباء أصاب الحيوانات والبشر، لم يشهدوا مظاهره من قبل، أدي إلى وفاة بعض المصابين من السكان ونفوق أعداد هائلة من الحيوانات وإجهاضها، مما حير السكان والسلطات الجهوية، قبل ان تكشف تحليلات عينات فحوص لبعض المصابين أجريت خارج البلاد، أن المرض هو وباء "حمي الوادي المتصدع"، مما أدى إلى تحذير الحكومة للسكان من استعمال لحوم والبان حيواناتهم، فأضاف لهم ذلك، جوعا علي خوف.
وزير الصحة الشيخ ولد حرمة في محاولة لإزالة خوف المواطنين وطمأنتهم بان المرض لا يشكل خطرا حسب التجارب العلمية، قال خلال زيارته، ضمن بعثة وزارية، لأسرة أهل التهيه في بلدة "امدير" (50 كلمتر شمال اطار)، التي كان خمسة من أفرادها أول ضحايا حمى الوادي المتصدع،  "إن ما يقال عن هذا المرض، حملة إشاعات يشنها مرجفون في بعض وسائل الإعلام، بلغت درجة يمكن وصفها بأنها إرهاب إعلامي، تهول المرض وخسائره" واستدل على ذلك بتأكيده علي أن "المرض لم يخلف حتى الآن سوي 13 قتيلا فقط".
 ونفي ولد حرمة في جميع مداخلاته، أثناء زيارة الوفد لمخيمات المنمين في شمال مقاطعة اطار وفي الاجتماع الذي عقدته في عاصمة ولاية ادرار، وجود أي خطر يهدد صحة المواطنين أو حيواناتهم في المنطقة، داعيا المواطنين إلى عدم الركون إلى مثل "هذه الشائعات المغرضة" وحاثا السلطات الجهوية على التعود على أخذ المبادرة لتفنيدها، وهي الدعوة التي كررها خلال الجزء الاول من اجتماع البعثة الوزارية مع سكان اوجفت.
 إلا أن ولد حرمة، عاد بعد أن انسحب مع نظيره وزير الداخلية إثر مكالمة هاتفية تلقوها، وأخذ الكلام من جديد ليأمر جميع سكان ادرار بعدم استعمال البان ولحوم الحيونات بشكل نهائي مادام هذا الحذر لم يرفع من طرف الجهات المختصة، محدثا بذلك رعبا لدي السكان، في أنحاء موريتانيا، مما جعل معلقا يصف هذا الأمر بأنه "إرهاب صحي أو غذائي، أخطر من الإرهاب الإعلامي"، وهو ما فنده وزير الصحة خلال رده على سؤال طرحه عليه احد الصحفيين المرافقين للبعثة الوزارية.
 اما وزير الداخلية محمد ولد ابيليل، فلم ينف في جميع مداخلاته وجود المرض بل حرص على القول، إن الحكومة قد تدخلت لحظة اعلان المرض من خلال مصالحها الجهوية المختصة في انتظار نتائج التحليلات المخبرية لفحوصات المصابين، التي أرسلت إلى الخارج لانعدام وسائل تحليلها في موريتانيا، وقال ان رئيس الجمهورية، فور معرفة طبيعة المرض أمر الحكومة باتخاذ كافة الاجراءات للقضاء على المرض ومساعدة السكان، وفي هذا الاطار يقول ولد ابيليل، وصلت هذه البعثة الوزارية لتقديم العزاء لأسر المفقودين وتحديد وسائل التدخل بالتشاور مع السكان والسلطات المحلية والجهوية والمنتخبين.
 وقدم وزير الداخلية للمصابين، تعازي رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز وتعاطف الحكومة معهم وعزمها الكامل، القضاء علي المرض نهائيا وباقل خسائر بشرية ومادية ممكنة، وتعهد بتدخل الحكومة العاجل بمساعد السكان غذائيا وبتلقيح جميع حياناتهم في الولاية من طرف بعثات بيطرية ستصل لهذا الغرض.
 السكان، ثمنوا زيارة البعثة واهتمام رئيس الجمهورية بأحوالهم، مؤكدين تعلقهم بسياسته التي وصفها بعضهم بأنها "رشيدة وصادقة في الأقوال المقرونة بالأفعال"، مع تاكيد بعضهم على حرمان ولاية آدرار منها، مبرزا احدهم استنكار السكان لحرمان الولاية من التدشينات الكثيرة التي تمت بمناسبة خمسينية الاستقلال الوطني.
 وقد تلخصت مشاكل السكان الأكثر إلحاحا والتي قدمت للبعثة الوزارية وتكررت في جميع المدن والقري والمخيمات الريفية التي زارتها، في خوفهم من هذا المرض، الذي سبب الي حد الان ـ حسب قولهم ـ في وفاة 27 شخصا ونفوق الكثير من الماشية، مثمنين تدخل الدولة، ومعربا بعضهم عن عدم رضاه عن نوعية التعامل مع المرض في بادية ظهوره.
 واجمع المتحدثون من السكان علي هشاشة الغطاء الصحي في الولاية وضعف وسائل النزر القليل من المنشائت الصحية الموجودة فيها، ماديا وبشريا، وافتقارها إلى الوسائل المخبرية والاخصائيين والادوية، كما هو حال مستشفي أطار الوحيد في الولاية والمراكز الصحية في المقاطعات، هذا فضلا عن ضعف التغطية الصحية خارج عواصم المقاطعات، وشبه انعدام الوسائل البشرية والاستشفاشية لدى ما هو موجود منها.
 ومن مشاكل الولاية التي اصبحت تنذر بالخضر، حسب ما اكده جميع المتحدثين امام بعثة الحكومة ويشاهد الزائر مظاهره البادية بجلاء في جميع مناطق الولاية، سوء التغذية الناجم عن سنوات متتالية من الجفاف وانحباس الأمطار، الذي تفاقم بصورة لم تكن متوقعة هذه السنة المطرية بشكل لم تعرفه الولاية منذ خمسين سنة، وهو ما كان المواطنون يأملون أن يعود عليهم بالخير والبركة.
 ويقول السكان ان هذا الامل، بدده جرف السيول لواحات النخيل وركود مياهها إلى حد الساعة في أودية النخيل وفي الأراضي الزراعية، خاصة في مقاطعة أوجفت، مما سبب كارثة اخطر من كارثة الجفاف، تجسدت في عدم الزراعة وإتلاف ثمار النخيل ،وغمر نقاط مياه الشرب التقليدية وهو ما أرغم السكان على شرب المياه الآسنة وانتشار الباعوض بشكل لم تعرفه الولاية من قبل، مما أدى إلى سوء حالة السكان الصحية، وأخيرا ظهور وباء "حمي الوادي المتصدع"، وما أضافه من خوف لدى السكان المنهكين أصلا بالهموم والمعاناة.
 وتحدث السكان كذلك عن عزلة مناطقهم، التي يكلف ـ وهذا ما شاهدته البعثة الوزارية ـ التنقل من قرية إلى أخرى تقع منها علي مد البصر، داخل مقاطعة اوجفت تحديدا، ساعات من شق الانفس ومحركات اخر طراز السيارات الرباعية الدفع، وهو ما يجعل اقراص الاسبيرين وبذور الزراعة وغيرها من ابسط ضروريات الحياة تبقي في عاصمة الولاية، ان وصلتها أصلا، لعدة أسابيع قبل ان تجد طريقها إلى أوجفت لتبقي هناك إلى أن تنتهي صلاحياتها او تنعدم الحاجة إليها، قبل نقلها إلى أماكن تواجد السكان خارج عاصمة الولاية، حسب قول المتحدثين من السكان امام البعثة الوزارية.

اضغط لصورة أكبر
تاريخ الإضافة: 03-12-2010 22:33:23 القراءة رقم : 1514
 الصفحة الرئيسية
 الأخبار
 قضايا و آراء
 تقارير
 مقابلات
 من نحن؟
 مابسي
 روابط
 اتصل بنا
 خارطة الموقع
 البريد الألكتروني
 الموقع القديم

عدد الزوار:35257259 جميع الحقوق محفوظة مابسي © 2009