محاكمة السلفيين: جلسة عاصفة.. وملاسنة بين الخديم ولد السمان ووكيل الجمهورية
الخديم، ولد سيدينا والبتار اعترفوا ببعض ما نسب إليهم
|
خاص ـ ونا
أنهت محكمة الجنايات في نواكشوط مساء اليوم الاثنين استجواب جميع المتهمين السلفيين البالغ عددهم 12 متهما، وتميزت جلسات اليوم بأنها كانت عاصفة وشهدت مشادات حادة بين المتهم الخديم ولد السمان، ووكيل الجمهورية، وصل حد تبادل التكفير والاتهامات.
وقد استهلت جلسة اليوم بمسالة المتهم التقي ولد يوسف الذي كان متابعا في ملفين أولهما يتعلق بمحاولة اختطاف نائب السفير الألماني في نواكشوط سنة 2009، أما الملف الثاني فيتعلق بالانتماء لتنظيم أنصار المرابطون في بلاد شنقيط، وقد نفى ولد يوسف جميع التهم المنسوبة إليه قائلا إن كلما ورد في محاضر التحقيق كان مجرد تلفيقات أرغم على التوقيع عليها تحت التعذيب، كما نفى أن يكون سافر إلى معسكرات تنظيم القاعدة في شمال مالي أو تلقى تدريبا فيها، وقال إنه كان موجودا في العاصمة المالي بامكو حين وقعت الاشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين سلفيين في تفرغ زينة سنة 2008.
ثم استدعت المحكمة بعد ذلك المتهم معروف ولد هيبة الذي نفى مشاركته في المواجهات التي وقعت في تفرغ زينة وقال "لو قدر لي أن أشارك في تلك المواجهات، لكنت قائدها".
بعد ذلك استدعت المتهم سالم ولد همد الذي نفى جميع التهم المنسوبة إليه، كما نفى أن يكون الخديم ولد السمان اعتقل في منزله، وقال إن ولد السمان اعتقل في تيارت، أما هو فقد اعتقل في منزله، واتهم عناصر الشرطة الذين كانوا يحققون معه بالعنصرية قائلا إنهم كانوا يصفونه بالعبد، وهو تصريح نفاه وكيل الجمهورية قائلا إنها مجرد مزايدات، وأن الحديث عن العبودية في موريتانيا اليوم بات خطابا ممجوجا ولم يعد ينطلي على أحد.
أما المتهم محمد ولد المختار ولد السمان فقد نفى بدوره التهم المنسوبة إليه وقال إنه أصلا لا يعتنق الفكر السلفي حتى يشارك في تنظيمات سلفية، وانتقد بشدة الخديم ولد السمان ورفاقه قائلا إنه يعتقد أن فكرهم ومعتقداتهم أقرب إلى ما كان عليه الخوارج، وأضاف إنه جادلهم في موضوع تكفير الدولة والحكومية، وقال "أعتقد أن كفرا لم يلاحظه الشيخ عدود رحمه الله، ولا الشيخ محمد الحسن ولد الددو، ولا الشيخ محمد المختار ولد امبالة، ولا غيرهم، لا يمكن أن ينتبه إليه ويحكم به من ليس على علم بكتاب الله وسنة رسوله".
كما نفى المتهم محمد يحظيه ولد المختار السالم، التهمة المنسوبة إليه، وقال إن كلما نسب إليه من تهم هي تلفيقات لفقها ضده المتهم الطيب، كما نفى كل من سيدي ولد ماموري، والتونسي عبد الكريم بن فرج ومحمد البشير صال، ومالك ولد عبد الفتاح ، أي علاقة لهم بتنظيم أنصار الله المورابطون في بلاد شنقيط، واتهموا الشرطة بتعذيبهم وإرغامهم على الاعتراف بما لم يقوموا به.
وبعد جلسة الاستراحة تم استدعاء المتهم الخديم ولد السمان الذي مثل أمام المحكمة وهو يرتدي سروالا وقميصا، وقال إن الشرطة منعته من ارتداء إزار وعمامة، وهاجم ولد السمان بشدة المحكمة، كما انتقد الحكومة ووصفها بالكافرة، وقد دخل في مشادات كلامية عنيفة مع وكيل الجمهورية وتبادلا عبارات التكفير والتجريم، وقال ولد السمان إن الحكومة كافرة لأنها تحكم بغير ما أنزل الله.
وقدم الخديم ولد السمان نفسه على أنه "مجاهد"، واعترف بمشاركته في مواجهات تفرغ زينة التي سماها "بدر نواكشوط"، قائلا إن الشرطة كانت البادئ وهي التي حاصرتهم وحاربتهم، وما قاموا به مجرد دفاع عن النفس ـ حسب قوله ـ ورفض الكشف عن اسماء من شاركوا في العملية معه باستثناء سيدي ولد سيدينا الموجود رهن الاعتقال، واثنين قتلا في المواجهات، هما موسى ولد انديه وأحمد ولد الراظي، متهما السلطات بأنها تعمدت قتل ولد الراظي أثناء احتجازه في المستشفى، مضيفا أن إصابته لم تكن قاتلة، وأنه سمع ضباط الشرطة أثناء التحقيق يتهامسون بأنه قتل في المستشفى، واعترف ولد السمان بأنه كان أول من أطلق النار من سلاح "البيكا" عندما حاصرتهم الشرطة، لكنه نفى أن يكون قد أطلقها باتجاه ضابط الشرطة الذي قتل في تلك الاشتباكات.
وبخصوص العلاقة مع أمير الصحراء السابق "بلعور" قال ولد السمان إنه أميره ويعتز بذلك، وأضاف أن بلعور قال له إن الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع أرسل إليه ثلاثة ضباط فاوضوه وأبلغوه برغبة ولد الطايع في عدم الدخول معه في مواجهات، على أن لهه الحرية في التحرك في تلك الصحراء والحدود، لكن أن ولد الطايع ـ يضيف ولد السمان ـ نكث بوعده وبدأ حملة اعتقالات ضد السلفيين والعلماء، مضيفا أنه اعتقل مع زملائه سنة 2005 بعد عودتهم من المعسكرات التي تدربوا فيها بغية الذهاب إلى العراق للجهاد ضد الأمريكيين.
وقال إنه كان يخطط لقتل السفير الإسرائيلي بنواكشوط، ,أ ن دقائق معدودة حالت بينه وبين تحقيق هدفه، وهاجم بشدة علماء البلد قائلا إنهم باعوا دنياهم بآخرتهم، ونهم كانوا أول من أفتاه بحمل السلاح ضد الحكومة ثم تراجعوا عن ذلك.
ثم استدعت المحكمة بعد ذلك المتهم أعمر ولد محمد صالح الملقب البتار، الذي قد نفسه على أنه مجاهد، ثم شرع في انتقاد المحكمة وتكفيرها ودخل مع رئيسها مع مشاحنات بشأن كفرية القانون الجنائي الموريتاني، وما إذا كان مأخوذا من القرآن أو قوانين الغربيين، واختصر ولد محمد صالح حديثه مع المحكمة قائلا "كلما نسب إلي من أمور تتعلق بحمل السلاح ضد هذه الحكومة الكافرة فهو صحيح وأعترف به".
آخر الماثلين أمام المحكمة كان المتهم سيدي ولد سيدينا الذي بدأ كلامه بالحديث عن مرضه ومرض السجين الطيب ولد السالك قائلا إن السجناء يمنعون من العلاج، وقدم هو الآخر نفسه على أنه مجاهد، واعترف بمشاركته في أحداث تفرغ زينة، مع الخديم ولد السمان، رافضا الإفصاح عن زملائهم الآخرين الذين شاركوا معهم في المواجهات.
ومن المتوقع أن تستأنف المحكمة جلساتها صباح غد الأربعاء بالاستماع لمرافعات النيابة وطلباتها على أن تستمع بعد ذلك لمرافعات المحامين ومداخلات المتهمين قبل الدخول في المداولات تمهيدا للنطق بالحكم,
 |
تاريخ الإضافة: 18-10-2010 19:38:24 |
القراءة رقم : 3470 |